المشاهد نت

مخاوف الصيادين من تداعيات “روبيمار”

غرق السفينة "روبيمار" يهدد مصدر دخل آلاف الصيادين في اليمن

عدن- محمد النمر

أصبحت مهنة صيد الأسماك في بعض السواحل مهمة صعبة، ولم يعد العاملون في هذا القطاع يشعرون بالأمان، بخاصة بعد تصاعد الصراع في البحر الأحمر وخليج عدن، وإغراق السفينة البريطانية روبيمار في البحر الأحمر، في مطلع هذا الشهر بعد استهدافها من قبل جماعة أنصار الله ( الحوثيين ) في 18 فبراير. 

أثار غرق روبيمار مخاوف أوساط أطراف محلية وإقليمية، بسبب الآثار الكارثية على البيئة البحرية، ودعت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الجهات الأممية والدولية إلى مضاعفة الجهود لمواجهة هذا التحدي الذي يهدد الحياة البحرية، ويسلب الآلاف من الصيادين في اليمن مصدر دخلهم.

تشير بيانات وزارة الثروة السمكية في اليمن إلى أن هناك حوالي 90 ألف صياد مرخصين في البلاد، ويبلغ عدد القوى العاملة في أنشطة الصيد، والأنشطة ذات الصلة بالصيد حوالي 500 ألف شخص، ويعيلون قرابة 7.1 ملايين نسمة. اليوم أصبح مصدر رزق الآلاف منهم في خطر.

محمود غالب، 30 عاما، صائد أسماك في  الخوخة، يقول ل “المشاهد” إن صيادي الأسماك يعيشون في خوف من التصعيد الذي يشهده البحر الأحمر، والأحداث التي قد تحصل في الأيام القادمة.

يضيف: “ليس لنا سوى البحر لنحصل منه على دخل مادي، وتوفير ما يحتاجه أطفالنا، ونخشى أن تتصاعد الأحداث، وتحرمنا من الصيد بسبب الأعمال العسكرية، أو بسبب التلوث الذي قد يصيب الأحياء البحرية”.

أكدت منظمة التنمية الدولية في شرق إفريقيا (إيغاد) أن بيئة البحر الأحمر ستحتاج إلى أكثر من 30 عاما للتعافي من العواقب الوخيمة الناتجة عن تسرب الوقود والأسمدة التي كانت على متن السفينة روبيمار.

أستاذ تقييم الأثر البيئي المشارك بجامعة الحديدة عبد القادر الخراز يقول في حديثه ل “المشاهد” إن غرق السفينة روبيمار يشكل كارثة كبيرة البيئة البحرية، لأن السفينة، بحسب المعلومات التي نشرت، تحمل نفايات خطيرة، وكمية من مادة المازوت والأسمدة السامة.

بحسب خراز ، قد تتسبب هذه الكارثة بأمراض خطيرة، منها السرطان، والأمراض الجلدية، بخاصة في المناطق الساحلية حيث يتغذى الكثير من السكان على الأسماك.

يضيف: “إن التسرب الذي حدث من السفينة بطول 18 ميلا بحريا قد يحدث اختلال في توازن النظم البيئية البحرية وأشجار المانغروف الساحلية، وهذا الخطر لا يجب أن يستهان به، لأن المواد التي تسربت من السفينة تشكل خطرا على الإنسان والحيوان، لا سيما الصيادون”.

إقرأ أيضاً  لحج: «الكثبان الرملية» تودي بحياة مرتادي الطرق

مغامرة في البحر

في التاسع من مارس، قال محافظ محافظة الحديدة، المعين من الحكومة اليمنية، أن قرابة 78 ألف شخص سيكونون ضحية لتلوث البحر الأحمر بسبب غرق روبيمار. وقال المحافظ حسن طاهر خلال وقفة احتجاجية في مديرية الخوخة، إن عشرات الآلاف يواجهون خطر فقدان مصدر رزقهم في ساحل الحديدة نتيجة الأضرار التي ستجلبها السفينة الغارقة في البحر الأحمر.

حسن صادق، 27 عاما، يعمل في صيد الأسماك في الخوخة بالحديدة، يقول ل “المشاهد”: “أصبحت مهنة الصيد منذ بداية الهجمات والتوتر في البحر الأحمر أشبه بمغامرة خطيرة، في كل يوم يخلق التوتر كارثة، ومع كل كارثة تتضاعف مآسي ومعاناة الصيادين. كان البحر ملاذا للآلاف، ومصدر رزقهم، لكنه اليوم بات ساحة قتال”.

يؤكد صادق أن بعض الصيادين توقفوا عن العمل، وبحثوا عن أعمال في مجالات أخرى، خوفا من العنف المتصاعد في البحر خلال الأشهر الماضية.

عمر الهادي، صياد سمك في مديرية الخوخة، يقول ل “المشاهد” إن السلطات في الخوخة بدأت بإطلاق العديد من التحذيرات، خوفا من اصطياد أسماك مسمومة، بالإضافة إلى بعض الإجراءات مثل عدم السماح للصيادين بالاقتراب من عمق البحر الأحمر، وتنظيم عمل الصيادين، بحيث يذهبون في دفعات متفرقة.

استهداف السفن

يصر الحوثيون على مواصلة الهجمات على السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن، ويؤكدون أن عملياتهم لن تتوقف إلا عندما تتوقف الحرب الإسرائيلية على غزة.

قال القيادي في جماعة الحوثي، عبد الملك العجري إن “من يتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن أي تلوث بحري محتمل لغرق السفينة البريطانية هو بالدرجة الأساسية الولايات المتحدة الأميركية”.

يرى العجري أن أميركا “مسؤولة عن الحرب في غزة وعن التصعيد الإقليمي الناتج عنها بسبب عرقلتها المتكررة لكل قرارات وقف الحرب في مجلس الأمن الدولي، وهي من تتحمل مسؤولية عسكرة البحر الأحمر”.

مقالات مشابهة