المشاهد نت

استعادة زراعة وتصدير البصل في المخا

التعافي والصمود في مناطق الريف-المخا

المخا – محمد هزاع

في أودية مديرية المخا الواقعة غرب محافظة تعز، يُبعث الأمل من جديد في حقول البصل التي كانت يوما ما حقولا للألغام.

المزارع خالد محمد حيدر، 23 عاما، يروي قصة تحول مزرعته من أرض قاحلة إلى مصدر رزق وعطاء. 

بعد سنوات من العمل الشاق والاهتمام بمزرعته، تمكن حيدر من بيع محصول البصل إلى أسواق الخليج عبر المنافذ البرية، محققا أرباحا جيدة، لأول مرة منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2015.

يقول لـ «المشاهد» إنه تمكن هذا الموسم من زراعة أرضه التي كانت قبل ثلاث سنوات مزروعة بالألغام التي تم نزعها من قبل مشروع مسام، وحقق ربحًا وفيرًا، بعد أن تم تصدير المنتج إلى المملكة العربية السعودية، عبر منفذ الوديعة البري.

تزايد أسعار البصل هذا العام إذ بلغ سعر السلة، وزن 50 كيلو، 60 ألف ريال يمني. يعبر حيدر عن سعادته بعد أن حقق أرباحا كبيرة، ويقول إنه اليوم أصبح قادرًا على استثمار مزرعته الأخرى التي لم يستطع زراعتها بسبب عجزه المالي.

وتشهد مناطق الساحل الغربي تزايدًا كبيرًا في عملية تصدير منتجات البصل هذا الموسم إلى الأسواق الخليجية، بعد سنوات من الحرمان بسبب الألغام التي كانت مزروعة في حقول المزارعين، الأمر الذي أدى إلى نهضة زراعية في العديد من الوديان.

تسهيل التصدير

يؤكد مدير مكتب الصناعة والتجارة في المخا خالد البركاني أن منطقة الساحل الغربي في المخا شهدت محصولًا وفيرًا للبصل، حيث شهدت المخا أكبر عملية تصدير للبصل إلى الأسواق الخليجية عبر منفذ الوديعة الحدودي.

في حديثه لـ«المشاهد»، يقول البركاني: “إن مكتب الصناعة والتجارة قدم كافة التسهيلات اللازمة جراء عملية التصدير، وتغادر باليوم الواحد ما يعادل 15 شاحنة تحمل منتجات البصل إلى المملكة العربية السعودية”. 

إقرأ أيضاً  الاتصالات من سقطرى إلى بقية المحافظات اليمنية بالسعر الدولي

يضيف: “بحسب الإحصائيات التي رصدها مكتب الصناعة والتجارة، بلغت كمية صادرات البصل برا منذ بداية الموسم حوالي 13500 طن، بما يقابل 16 مليارا و200 مليون ريال يمني”. 

استعادة زراعة وتصدير البصل في المخا

يشير البركاني إلى أن السلطة المحلية ومكتب التجارة والصناعة قدما كافة التسهيلات والإجراءات لتسهيل عملية التصدير، وتذليل الصعوبات التي تواجههم، والتنسيق مع الجهات المعنية ذات العلاقة، وتوفير كافة التراخيص.

وفي منتصف مارس من هذا العام، أُعلن عن تصدير أول شحنة تجارية تزن ألف طن من منتجات البصل، عبر ميناء المخا إلى الأسواق الخليجية، وذلك بعد قيام السلطة المحلية في المخا بتطوير وتوسعة الميناء.

ويعود الفضل في تنامي زراعة البصل في الساحل الغربي إلى الجهود الحثيثة لإزالة الألغام من مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.

الحصول على العملة الصعبة 

وشكلت صادرات الفواكه والخضروات، لا سيما منتجات البصل من الساحل الغربي لليمن إلى الخارج، إحدى الركائز المهمة التي ترفد البلد بالعملة الصعبة، وتعمل على تشغيل نسبة كبيرة من الأيادي العاملة في القطاع الزراعي.

يقول الباحث الاقتصادي وفيق صالح إن الصادرات الزراعية في الوقت الراهن تأتي والبلد بحاجة إلى إنعاش كافة الصادرات الأخرى، لا سيما مع استمرار توقف تصدير النفط الخام.

يشير وفيق إلى أن تصدير البصل حاليا يعمل على استمرار تدفق النقد الأجنبي إلى اليمن، وتوفير الآلاف من فرص العمل، وتعزيز مصادر الدخل للمزارعين اليمنيين الذين يعتمدون بدرجة أساسية في العيش على الإنتاج الزراعي.

يؤكد وفيق أهمية الدور الحكومي في تقديم المزيد من الدعم والتسهيلات للمزارعين، وإنعاش القطاع الزراعي لزيادة الإنتاج والتصدير، وخلق العديد من فرص العمل في هذا القطاع، بخاصة زراعة وتصدير البصل.  

مقالات مشابهة