المشاهد نت

رداع.. ضحية جديدة في قائمة «تفجير المنازل»

صور متداولة لحجم الدمار في حي الحفرة برداع بعد تفجير الحوثيين منازل مواطنين

البيضاء – عدي الدخيني

تتوالى الانتقادات الشعبية لما حدث في رداع بمحافظة البيضاء (وسط اليمن)، من قبل قوات أمنية تابعة للحوثيين؛ التي أقدمت على تفجير منازل مواطنين من جهة يفترض أن تكون مهمتها فرض الأمن والاستقرار وحماية المواطنين.

وبحسب مصدر محلي -فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية- تحدث لـ «المشاهد» فإن حادثة تفجير المنازل برداع جاء نتيجة مقتل أحد أفراد أسرة ”آل الزيلعي“ قبل سنة، من قبل شقيق نائب المشرف الأمني في المنطقة المدعو (أبو حسين)، وظلت القضية مفتوحة، مع مطالبات آل الزيلعي بتنفيذ العدالة ومحاكمة قتلة ابنهم بالقانون أو القبيلة.

لكن تلك المطالب لم تلقَ استجابة، حتى مساء يوم الاثنين 18 مارس/آذار حين أقدم شقيق المقتول على قتل شقيق المشرف، وفي صباح يوم الثلاثاء 19 مارس، قدمت قوات أمنية بأطقم وعربات عسكرية إلى منطقة ”الحفرة“ وقامت بتفخيخ منازل آل الزيلعي، وآل ناقوس وتفجيرها؛ ما أدى إلى إنهيار 5 منازل أخرى، دون أي مراعاة للنساء والأطفال، وفق المصدر.

رداع.. ضحية جديدة في قائمة «تفجير المنازل»

وأوضح أن الضحايا من المنازل المجاورة التي انهارت نتيجة الانفجار، وراح ضحيتها 9 قتلى و5 جرحى من أسرة واحدة، و4 جرحى أخرون، بالإضافة إلى سقوط 4 قتلى من المهمشين، وعددٍ من الجرحى بقذيفة الطيران المسير، أثناء تجمع سكان المنطقة، مشيرًا إلى أن كل الضحايا تم نقلهم إلى محافظة ذمار.

احتجاجات شعبية

استيقظ المواطنون في مدينة رداع على دوي الانفجار الذي هز المدينة، هرعوا إلى المكان ليشاهدوا المنازل وقد تحولت إلى ركام، الحادثة أثارت غضب الشارع اليمني والرأي العام، نتيحة المشاهد التي وُصفت بـ”البشعة” من خلال الفيديوهات والصور المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي.

وبعد ساعات من الحادثة بحق أسرتي (آل ناقوس، وآل الزيلعي) شهدت مدينة رداع احتجاجات شعبية غاضبة، تنديدًا بما حدث؛ نتيجة ما ارتكبته جماعة الحوثي بحق المدنيين في حي الحفرة وراح ضحيتها أكثر من 30 قتيل وجريح غالبيتهم من النساء والأطفال.

وأدان ناشطون وحقوقيون وصحفيون على منصات التواصل الاجتماعي ما حدث، واصفين ذلك بـ”سفك دماء النساء والأطفال”، مشيرين إلى أنه وبينما كان هؤلاء الأطفال والنساء يخلدون للنوم، وصل الجاني يفخخ المنازل ويفجرها ثم احتفى وهو يوثق جريمته المشهودة، ويهتف بـ “الموت لأمريكا”.

بيان التبرير

وبعد احتفال عناصر الجماعة، اعترف الحوثيون بما فعلوه، وبرر ناطق وزير الداخلية عبدالخالق العجري في بيان الحادثة، قائلًا: “الحادثة حصلت نتيجة خطأ من قبل بعض رجال الأمن أثناء تنفيذ حملة أمنية لملاحقة مخربين هاجموا رجال الأمن في وقتٍ سابق، وقام بعض الأفراد كردة فعل غير مسؤولة باستخدام القوة بشكل مفرط وغير قانوني بدون أخذ التوجيهات من القيادة الأمنية أو علم وزارة الداخلية“.

رداع.. ضحية جديدة في قائمة «تفجير المنازل»

ردود فعل الناشطين على موقع ”إكس“ رفضت هذا التبرير، وقالوا إن تبرير الحوثيين لما حدث بأنه “خطأ فردي” رغم أن الحملة ضمت فريق هندسي مجهز بأدوات التفجير، أوكلت له مهمة زرع المتفجرات حول منازل (آل ناقوس، وآل الزيلعي) وتفجيرها“.

إقرأ أيضاً  زيارة المعالم الدينية بحثًا عن الروحانية في رمضان

ووصفوا البيان بأنه تبرير انتهازي لتضليل الرأي العام، وتقديم عدد من عناصرها في رداع ”كبش فداء“ لامتصاص الغضب الشعبي والتغطية على تورط قيادتها في تلك الجريمة النكراء.

مشيرين إلى أن ما حدث “جريمة واضحة” ولا تحتاج أي مُبرر، ومعروف عن هذه الجماعة بأعمالها التخريبية، حد تعبيرهم، وأنها ليست الأولى ولا الأخيرة، إنما سبقها آلاف الانتهاكات بحق الشعب اليمني، باعتباره خيارًا تراهن عليه الجماعات لإشاعة الرعب في نفوس السكان.

ووثقت منظمات حقوقية قيام الجماعة بتفجير (900) منزل، منها (120) منزل تم تفجيرها في رداع وكان آخرها تفجير منزل ”عائشة“.

التفنن بالقتل

ويرى المحلل السياسي عبدالواسع الفاتكي أن ما ارتكبته الجماعة، بتفجيرها منازل المدنيين على رؤوس ساكنيها من النساء والأطفال وكبار السن؛ مخلفة عشرات الضحايا والجرحى ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فهي تأتي ضمن سلسلة من المجازر، حد وصفه.

وأضاف الفاتكي لـ«المشاهد»: وحتى اللحظة الراهنة، وجماعة الحوثي تستمرئ القتل بأبشع الأساليب والوسائل، لاسيما في صفوف المدنيين، كهدم وتفجير المنازل فوق ساكنيها.

وأشار الفاتكي إلى خروج قادة الجماعة يبررون ويسردون جملة من المغالطات، التي تظهر استرخاصهم للدم اليمني، واستسهالهم ارتكاب الجرائم والمجازر بحق اليمنيين.

الفاتكي استعرض تغريدة للقيادي الحوثي حسين العزي على “إكس” وصف ما حدث في حي ”الحفرة“ بأنه ليس سوى خطأ فردي من قبل جندي، استشاط غضبًا لمقتل زميله، كما تطرق لوصف البعض أن ما حدث ناجم عن عمل مدسوس لعميل مندس في صفوفهم.

رداع.. ضحية جديدة في قائمة «تفجير المنازل»

والبعض من نشطاء وأنصار هذه الجماعة ذهبوا لإنكار المجزرة، ووصفوها بأنها مفبركة تهدف للنيل من البطولات التي تسطرها مليشياته نصرة لغزة، بحسب الفاتكي.

وتابع: لا أسوأ من ارتكاب جريمة سوى تبريرها والتماس الحجج والذرائع لمن ارتكبها، وهو ما دأبت عليه الجماعة في استخفاف واضح بدماء اليمنيين، ناهيك عن المسارعة للإعلان عن تشكيل لجان لتعويض الضحايا وأسرهم؛ لتؤكد أن كل من تلطخت يده من أفرادها بدماء اليمنيين سيظلون بعيدين عن المساءلة والعقاب، تمامًا كما تفعل إسرائيل عندما يرتكب جنودها الجرائم والانتهاكات بحق الفلسطينيين.

وأضاف الفاتكي أن جرائم الحوثيين بحق اليمنيين فاقمت الجرائم والمجازر التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.

ويشير إلى أنه لم يتم توثيق جريمة للصهاينة من قبيل هدم وتدمير منزل على رؤوس ساكنيه من النساء والأطفال، وهم يهللون ويكبرون، مثلما يهلل ويكبر الحوثيون الذين فعلوا أسوأ من ذلك.

واختتم الفاتكي حديثه بالقول إن ما جرى في حي الحفرة برداع يثبت أن استمرار الجماعة في نهج القتل رغم تشدقها بالدين وهو منها بريء، لافتًا إلى أن هذه الجماعة لا تعرف للسلام طريقًا، وأن ما يسعى له المجتمع الدولي من إقناع اليمنيين بالسلام معها، مع استمرار مجازرها وجرائمها، ماهو إلا تسليم رقاب اليمنيين لها، واستسلامهم لمشروعها الدموي التدميري المقوض لحاضر ومستقبل اليمن، واستقرار وأمن الشعب اليمني، وجيرانه، بل المهدد للأمن والسلم الإقليمي والدولي.

مقالات مشابهة