المشاهد نت

مبادرات مجتمعية لمساعدة الفقراء في رمضان

مبادرات مجتمعية خيرية في رمضان - أرشيفية

صنعاء- إبراهيم يحيى 

يشعر فؤاد اللساني، 52 عاما، موظف حكومي، بالعجز أمام أطفاله، ويزيد شعوره بالحزن في شهر رمضان، إذ يحل الشهر، ويجد اللساني نفسه غير قادر على شراء المتطلبات الغذائية التي كان يشتريها قبل نشوب الحرب عام 2015.

يقول لـ “المشاهد”: “اليوم، أشتري احتياجات رمضان بالقطعة الواحدة أو الكيلو الواحد، وعندما كنت أستلم راتبي، كنت أشتري كميات كبيرة من المواد الغذائية، واستهلكها طوال الشهر. أما الآن أصبحت ظروفنا بائسة، وبالكاد نوفر الاحتياجات الأساسية”. 

أحمد، تسعة أعوام،  يقول إن أباه جندي، وراتبه متوقف منذ ثماني سنوات، وتنحصر وجبة العشاء في رمضان على الأرز وبعض الخضار طوال شهر رمضان. 

كل ما يحلم به أحمد هو الحصول على مساعدة غذائية أو مالية، لكي يشعر بالسعادة التي يشعر بها بعض أصدقائه من الأسر الميسورة، بخاصة في شهر رمضان. 

يحي سرور، 65 عاما، ناشط اجتماعي، يقول لـ “المشاهد” إن الظروف الاقتصادية الصعبة، وعدم قدرة الناس على الشراء، بخاصة خلال شهر رمضان، يقول فاعلو الخير في اليمن وبعض اليمنيين في الخارج بتوزيع سلات غذائية على الأسر الفقيرة. 

 تحتوي السلة الغذائية الواحدة على الدقيق والزيت والأرز والسكر. يشير سرور إلى أن اختيار الفقراء في الحارات بصنعاء يتم بأمانة وصدق، ودون أي مجاملة، ويتم توزيع المساعدات على المحتاجين دون تصويرهم.  

أم فضل، 55 عاما ربة بيت، تقول لـ “المشاهد” إنها استفادت من السلة الغذائية التي حصلت عليها، وكانت تلك المساعدة إنقاذا من الجوع في شهر رمضان. تضيف: “ابني توفي بعد سقوطه وهو يعمل في أحد المباني، ولديه أربعة أبناء، أقوم بالعمل في بيع الملابس من أجل أن أنفق على أحفادي”.

البحث عن المحتاجين

نبيل كعوش، إمام مسجد بصنعاء، يقول لـ “المشاهد” إن التبرعات للمحتاجين تزيد في شهر رمضان، حيث يطلب فاعلو الخير عناوين الفقراء والمساكين لتقديم مواد غذائية أو مبالغ مالية. يضيف: “رمضان هو شهر التكافل والعطاء، وهذه فرصة الميسورين لتقديم المساعدات للفقراء لأن الأجر مضاعف في رمضان”. 

إقرأ أيضاً  مشروع جديد للمياه في المحويت

صادق ناصر، 44 عاما، يقول لـ “المشاهد” وصلت إلى هاتفي رسالة تحتوي على رقم حوالة مالية، ويعتبر ذلك مفاجأة كبيرة. يؤكد بالقول: “لم أصدق، وقلت أن الرسالة وصلت بالخطأ، لأن لا أحد يرسل لي حوالات مالية. ذهبت إلى محل صرافة للتأكد، وفوجئت بأن المبلغ الذي تم تحويله هو 40 ألف ريال. لم أستطع مقاومة البكاء من الفرح، فذهبت إلى السوق لشراء احتياجات رمضان”. 

أحمد، 55عاما، تاجر في صنعاء، يقول لـ “المشاهد” إنه يوزع في شهر رمضان 100 دجاجة يوميا على 100 أسرة من الفقراء، من خلال كشف باسماء الأسر يقوم بتسليمه إلى مسلخ الدجاج، ويعتقد أحمد أن هذا الفعل يسعد العديد من الأشخاص في الأسر المحتاجة.

مناطق نائية

يحاول محمد الحسام، ناشط اجتماعي،  التركيز على المناطق النائية والفقيرة، بخاصة في محافظة الحديدة التي تزيد فيها نسبة الفقر، لا سيما في الأرياف. 

يقول الحسام لـ “المشاهد”: “نستهدف العديد من المديريات، مثل الجراحي والدريهمي وزبيد وغيرها من القرى، حيث نقوم بتقديم سلات غذائية على نفقة فاعلي الخير، وتتكون من الدقيق والطحين والزيت والأرز والبقوليات”.  

أحمد مساعد، 55 عاما، أحد المستفيدين من المساعدات الغذائية في مديرية زبيد، يقول ل “المشاهد”: “لم يكن لدي دقيق أو أرز في بيتي، والحمد لله لقد شعر أبنائي وزوجتي بسعادة كبيرة عندما حصلنا السلة الغذائية”. 

يضيف: “أعمل في مجال الزراعة بالأجر اليومي، لكن فرص العمل محدودة وموسمية، ولا أستطيع توفير متطلبات العيش طوال السنة. أتمنى أن يهتم التجار بالفقراء في شهر رمضان والشهور الأخرى إذا استطاعوا”. 

مقالات مشابهة