المشاهد نت

معاناة جلب الماء في معافر تعز

تقطع النساء مسافة 5 كلم ليلا أو نهارا لجلب الماء من العين-المعافر-تعز

تعز- أحلام الشدادي

تصوير- سعد قيس

تعاني منطقة أعرود الوادي بمديرية المعافر بتعز من شح المياه معظم أيام السنة، ويعتمد السكان هناك على العيون، والأمطار الموسمية في ظل غياب مشاريع المياه، وغياب دور الجهات الحكومية أو المنظمات الإنسانية.

آمنه، 40 عاما، مواطنة من قرية أعرود بعزلة السواء التابعة لمديرية المعافر، تقول ل “المشاهد”: “تقضي النساء معظم الوقت في جلب الماء على رؤوسهن أو على الحمير، وهذا عملنا الأساسي. النساء تتحمل مسؤولية جلب الماء إلى جانب أعمال المنزل الأخرى، ورعاية الأطفال”.

لا تستطع آمنة الحصول على ماء من العين في أي وقت، حيث يلتزم السكان في القرية بجدول، يستطيعون من خلاله الحصول على ماء في أوقات محددة.

توضح آمنة وتقول: “ماء العين مقسم بيننا حسب الدور، وقد يأتي دوري في الليل أو النهار، وعندما يكون دور النساء ليلا، تكون المخاطر أكبر. أذهب لجلب الماء أحيانا في الساعة الثالثة فجرا، وفي ذلك الوقت، نخاف من الحيوانات المفترسة، أو السقوط في الطرق الوعرة بسبب الظلام، وهذا قد يتسبب بالوفاة”.

معاناة جلب الماء في معافر تعز
مخاطر جلب النساء والأطفال للمياه في ظل غياب الوصول الآمن للمياه-المعافر-تعز

يقول مراد العرشاني ، ناشط مجتمعي في مديرية المعافر، إن المصدر الأساسي للمياه في القرية هو العيون الموجودة في الجبال، وتقوم النساء بجلب الماء خلال أيام السنة على رؤوسهن أو على الحمير، وتصل المسافة التي تقطعها على الأقدام 5 كم تقريبا.

يضيف الهرشاني : “حصة كل بيت في اليوم من الماء في القرية 40 لترا، وعدد الأسر 250 أسرة برغم أن الماء ليس صالحا للشرب، ولكن تستخدمه الأسر في غسيل الملابس أو للمواشي، وبعض تعتمد على صهاريج المياه وتدفع مبالغ مالية مقابل ذلك”.

تغير المناخ

يوسف الهتار، إحدى الشخصيات الاجتماعية في قرية أعرود الوادي بمديرية المعافر بتعز، يقول ل “المشاهد” سبب شح المياه وجفاف العيون هو تراجع منسوب هطول الأمطار، والحفر العشوائي للآبار في المناطق القريبة من قرية أعرود.

إقرأ أيضاً  رغم العروض المغرية.. «الخضروات» بعيدة عن متناول الناس بصنعاء

ويضيف الهتار: “إن السبب الرئيس في معاناة أهل القرية هو عدم وجود مشروع مياه. عمل الأهالي على بناء أحواض مائية للعيون، وخزانات لتجميع المياه، ولكنها مؤقتة ولا توفر الماء الذي يحتاجه السكان في القرية، بالإضافة إلى أن الخزانات مكشوفة وصغيرة”.

يؤكد الهتار أن السلطة المحلية سعت لدور مهم من خلال البحث عن تمويل لتنفيذ مشروع مياه في قرية أعرود، مشيرا إلى أن هناك متابعات لتمويل المشروع خلال الأيام القادمة، وسيكون ذلك حلا جذريا لمشكلة المياه في قرية أعرود الوادي والقرى المجاورة.

عادل المشمر، مدير مديرية المعافر، يقول إن قرية أعرود الوادي والقرى المجاورة لها تعاني من شح المياه، ولا يوجد فيها مشاريع مياه، والناس يعتمدون على جلب الماء من الآبار التقليدية.

معاناة جلب الماء في معافر تعز
لكل أسرة حصة محددة من ماء العين لا تتجاوز 40 لترا، وقت الحصة يصادف ليلا ونهارا مما يشكل عبئا على النساء

يوضح المشمر أن البئر التي تقع في قرية شباع المجاور لقرية أعرود الوادي كانت مسدودة، ولكن تم إصلاحها في العام الماضي، ويتم التنسيق مع عدة منظمات لعملية التدخل في تنفيذ مشروع المياه للقرى المجاورة.

تتكبد المرأة في الريف معاناة توفير الماء، ولا يقتصر دورها على هذا العمل فقط،، إذ تقوم بأعمال أخرى، وهذا يجعل حياتها، بحسب آمنة، جحيما.

تقول آمنة: “أضغط على نفسي كثيرا لإنجاز المهام اليومية، وأتحمل الأعباء لوحدي، فبيتي وأولادي معتمدين على جهودي. ولا أجد الراحة إلا ساعات قليلة للنوم ليلا”.

تختم حديثها ل “المشاهد”، وتقول: “أحيانا أبقى عند عين الماء إذا كان هناك زحام، وعندما أعود إلى البيت، أشعر بإرهاق، وأود أن أرتاح، لكن الأعمال المنزلية الأخرى التي تنتظرني تجبرني على العمل دون توقف. عندما يتوفر الماء في القرية، ستصبح حياتنا أسهل”.

مقالات مشابهة