المشاهد نت

مطابخ خيرية تخفف معاناة الأسر الفقيرة في رمضان

يستفيد من مبادرة المطبخ الخيري نحو 500 أسرة بصنعاء

صنعاء- إبراهيم يحيى 

يشعر الشاب فؤاد التميمي بسعادة كبيرة عندما يقوم بتوزيع وجبة العشاء على الفقراء والمساكين كل يوم خلال شهر رمضان،  في الحي الذي يسكن فيه بصنعاء. 

في ظل الصراع السياسي والعسكري في اليمن، تتزايد أعداد الفقراء في البلاد، وأصبح البحث عن لقمة العيش هو الهم الأول لملايين الأسر. ونظرا للوضع المعيشي البائس لتلك الأسر، تحاول بعض المبادرات المجتمعية أن تسهم في توفير وجبات غذائية لبعض العائلات في شهر رمضان، والتخفيف قليلا من معاناة توفير الغذاء. 

 يقول التميمي لـ “المشاهد”:  “أفرح كثيرا عندما أشاهد فرحة الأطفال وكبار السن عند استلامهم للوجبات الغذائية، وسأفرح أكثر عندما يأتي اليوم الذي تصبح هذه الأسر في وضع معيشي أفضل”. 

إبراهيم الرضي، 40 عاما، مسؤول مطبخ التعاون الخيري في حي الدائري وسط العاصمة صنعاء، يقول ل “المشاهد”: “نقوم مع مجموعة من الشباب المتطوعين يصل عددهم إلى 30 متطوعا بالعمل في المطبخ الخيري للعام السابع على التوالي، في كل رمضان، وبدعم من فاعلين الخير والميسورين من أبناء الحي”. 

 عندما بدأت هذه المبادرة، كان عدد المستهدفين 150 أسرة فقط، ويصل عددها حاليا إلى 500 أسرة، بحسب الرضي. تحتوي الوجبات التي يقدمها المطبخ الخيري على الأرز والبطاط والدجاج والفواكه. 

يضيف: الوجبة الواحدة تكفي لثلاثة أشخاص، حيث نقوم بتوزيعها إلى البيوت المستهدفة، وفي يومي الخميس والجمعة، نقوم بتوزيع نصف دجاجة لكل أسرة”. 

مصطفى الشبامي، 21 عاما، يعمل كطباخ متطوع في المبادرة الخيرية في حي الدائري. في حديثه لـ “المشاهد”،  يقول الشبامي: “نبدأ يومنا في المطبخ الخيري بعد صلاة الظهر، حيث يتم تقسيم العمل إلى مجموعات. مجموعة تقوم بتنظيف وتقطيع الخضروات، ومجموعة أخرى تقوم بطبخ الأرز والخضروات، ومجموعة تقوم بتغليف الطعام استعدادا لتوزيعه على الفقراء في الحي”. 

الحرص على النظافة

مطابخ خيرية تخفف معاناة الأسر الفقيرة في رمضان
تساعد مبادرات توزيع الوجبات الغذائية في رمضان في التخفيف من الجوع بين السكان

 يضيف: “يتم الطبخ بطريقة جيدة، ونحرص على النظافة بشكل عام كما يتم الإشراف على المطبخ من قبل طباخ متخصص، وتحديد المقادير لكل طبخة”. 

أم رهف، 60 عاما، تقول لـ “المشاهد” إن المطبخ الخيري ساعد الكثير من الأسر في الحصول على وجبات غذائية مجانية ومستمرة طوال شهر رمضان، وترى أن حضور مثل هذه المبادرات أسهمت في التخفيف من الجوع الذي تعيشه الكثير من الأسر. تأمل أم رهف أن تستمر هذه المطابخ الخيرية طوال أيام السنة، وليس في رمضان فقط.

إقرأ أيضاً  تعز.. الإعلان عن خطة طارئة لمواجهة تفشي الكوليرا

دعم مجتمعي للمبادرات

يشير سامي ناشر، معلم في صنعاء، إن ظروفه المادية ساءت بعد توقف راتبه الشهري، وأصبح توفير قيمة وجبة غذائية مهمة صعبة بالنسبة له. هناك الآلاف من أمثال ناشر من الموظفين الحكوميين الذين توقفت رواتبهم في 2016 بعد نقل إدراة البنك المركزي من صنعاء إلى عدن ضمن الصراع على الموارد الاقتصادية بين أطراف الصراع في اليمن.

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول ناشر: “الآن أنا عامل في سوق ذهبان للفواكه، حيث أقوم بتحميل الفواكه من الناقلات، وأحصل في اليوم الواحد على ألف وخمسمائة ريال فقط، وأحيانا لا أجد عملا”. 

يضيف: “أعول أسرة مكونة من خمسة أبناء، ونحصل على وجبتي عشاء في رمضان من المطبخ الخيري”. 

عبد الرحمن، تاجر في صنعاء، وأحد الداعمين للمطبخ الخيري، يقول لـ “المشاهد”: “أنا كنت يتيما، وفقيرا، وشعرت بما يعانيه الفقراء والمساكين. وبعد تغير وضعي المادي، وأصبحت تاجرا، قررت المساهمة في مساعدة أبناء الحي الذي عشت فيه، وأقدم أكياس الأرز والبطاط والخبز دون أن أعلن ذلك للجميع”. 

أمين السراجي، عاقل حارة، يقول إن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن اليمني دفعت مجموعة من الشباب والتجار إلى عمل المطبخ الخيري كل رمضان. 

يشير السراجي إلى أن القائمين على المطبخ الخيري يعطون أولوية للأسر الفقيرة والأرامل والأيتام والعاطلين عن العمل، ويسهم المجلس المحلي في مديرية معين بتوفير الخدمات اللازمة من كهرباء وماء وغاز من خلال التنسيق مع شركة الغاز  التي تقدم عشر أسطوانات غاز مجانا كل أسبوع في شهر رمضان.

 وجبات غذائية للسجناء

تقول ميسون الإرياني، ناشطة اجتماعية، إنها نفذت مع صديقاتها مبادرة لإطعام السجناء في السجن المركزي بصنعاء، حيث تقوم هي وصديقاتها بطباخة العديد من الوجبات في منازلهن، وإرسالها إلى السجن لإطعام السجناء.

سامي، 28 عاما، سجين في السجن المركزي بصنعاء، يقول لـ “لمشاهد”: ” تعد هذه المبادرة الخيرية هدية كبيرة بالنسبة لنا، لأننا لا نحصل على الغذاء الجيد في السجن، خصوصا في شهر رمضان. ما نحصل عليه في السجن هو الأرز والفول والكدم ( نوع من الخبز) طوال أيام رمضان، وخاصة السجناء الفقراء”.

يأمل سامي أن تستمر المبادرات التي تساعد الفقراء والسجناء طوال العام، وإن لا تكون موسمية فقط، لأن الكثير يعانون، دون أن يجدوا مساعدة تنهي معاناتهم أو تخفف منها. 

مقالات مشابهة