المشاهد نت

دور المرأة اليمنية في مواجهة تغيرات المناخ

إعصار تيج-24 أكتوبر 2023-المهرة (صورة ارشيفية)

المكلا- إكرام فرج

في ظل تأثيرات تغير المناخ وتزايد التحديات البيئية على اليمن يظهر دور المرأة اليمنية في جهود حماية البيئة والموارد الطبيعية. وبالرغم من التحديات التي تواجه المرأة اليمنية يظل إسهامها حاسماً في بناء مجتمع مستدام فتقوم بأدوار مختلفة من شأنها تسهم في الحفاظ على البيئة.

ولتغير المناخ والتصحر آثار على حياة المرأة في اليمن بشكل عام وزيادة حدة الجفاف وتقلبات الطقس أدت إلى نقص الموارد المائية وتدهور الأراضي الزراعية مما جعل النساء يواجهن تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة.

تجارب وتحديات

دور المرأة اليمنية في مواجهة تغيرات المناخ
مسئولية المرأة غير المتكافئة عن الغذاء والماء تصبح أكثر صعوبة مع تغيرات المناخ

تقول: فاطمة علي (56 عامًا) عاملة في مزرعة بمنطقة المنازح بمديرية قصيعر بمحافظة حضرموت شرق اليمن، أن نقص المياه يشكل صعوبة في الوصول إلى مياه نظيفة للاستخدام اليومي ولأغراض الزراعة بعكس ما كانت عليه في السابق.

إضافة إلى التصحر في السنوات الأخيرة وفقدان الأراضي الزراعية وذلك جراء الأعاصير التي ضربت المنطقة وآخرها إعصار تيج وما تعرضت له الأراضي الزراعية في المديرية من الدمار له أثره على قدرة المرأة على زراعة المحاصيل وتأمين الطعام لأسرتها، حد قولها. 

وفي هذا الجانب يقول الدكتور عبدالقادر الخراز استشاري التغيرات المناخية باعتبار المرأة الريفية في اليمن هي من تقوم بكثير من الأعمال في الزراعة وتربية الماشية كمصدر رئيسي للغذاء والدخل، بالتالي أي تغير في المناخ والتصحر يؤدي إلى قلة الموارد المائية وتدهور جودة التربة مما يؤثر على الإنتاج الزراعي.

وبحسب الخراز، فإن ذلك يتسبب في نقص المحاصيل والغذاء المتاح مما يزيد من الضغط على النساء لتوفيره للأسرة مما يزيد من معدلات الجوع وسوء التغذية، وتتأثر صحة النساء بالتغير المناخي فالارتفاع في درجات الحرارة وانخفاض معدل هطول الأمطار يزيد من انتشار الأمراض المنقولة مثل الحمى والنزيف والملاريا.

جهود ومبادرات

وتتحدث المهندسة تيسير محمد السنحاني معيدة بكلية الزراعة والأغذية والبيئة بجامعة صنعاء بأن المرأة لازالت تواجه تحديات كثيرة وخاصة في قطاع الطاقة المتجددة الذي نمى وتطور في بلادنا نتيجة انقطاع الكهرباء وأهمها الطاقة الشمسية فنصيب المرأة من الوظائف في هذا القطاع لا يتجاوز 30%. 

وتشير السنحاني بأنه هناك العديد من التجارب والحملات للحفاظ على البيئة حيث يعتبر الحفاظ على البيئة أمرًا حيوياً لضمان صحة واستدامة الأجيال الحالية والمستقبلية. 

مؤكدة بأن جهود حماية البيئة توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة والتصدي للتلوث والدمار، بالإضافة إلى تنظيم حملات نظافة وتجميل للشوارع والمناطق العامة، وبجهود الشباب والشابات والتي ستسهم في تحسين جودة الحياة وحماية التنوع البيولوجي، وتقليل التأثيرات السلبية على البيئة وصحة الإنسان.

وتتابع: على الرغم من محدودية الحملات التي تشجع على مشاركة النساء في اليمن للحفاظ على البيئة إلا إن المرأة اليمنية تلعب دوراً هاماً في مكافحة تغير المناخ والحفاظ على البيئة، وذلك من خلال مشاركتها في الزراعة والصناعة الخضراء والمشاريع البيئية الأخرى.

إقرأ أيضاً  مستجدات «المنخفض الجوي المداري» شرق اليمن

وكما أن هناك جهود عالمية لتمكين المرأة وتشجيع مشاركتها في مجالات الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة، والتي يمكن أن تستفيد منها المرأة اليمنية من خلال التنسيق بين الجهات ذات العلاقة في اليمن”.

إجراءات وسياسات

وفي ظل كل هذه التحديات تتسارع الحاجة إلى تعزيز دور المرأة في الحفاظ على البيئة من خلال تنوع السياسات والمبادرات التي تسعى إلى تحفيز مشاركة النساء وتمكينهن في هذا السياق.

وتؤكد السنحاني بأن هناك العديد من السياسات البيئية والاجتماعية التي يمكن أن تعزز دور المرأة في الحفاظ على البيئة وأبرزها تمكين المرأة فيجب الاعتراف بمساهمة المرأة في التنمية المستدامة، وتمكينها من المشاركة في صنع القرارات والعمل على تنفيذ السياسات البيئية.

وتوفير التعليم والتدريب للنساء في مجالات الزراعة وتشجيع الابتكار والتكنولوجيا الخضراء وتمكينهن اقتصاديا من خلال توفير الدخل المستدام لهن في قطاعات البيئة مثل الزراعة العضوية والسياحة البيئة والتصنيع وتوفير مشاريع المناحل وتربية الماشية، حد قول الدكتور الخراز.

ويتابع: يجب وضع سياسات وإجراءات حكومية بشأنها تنص على حماية المرأة والتي تسهم بشكل فاعل في الحفاظ وحماية البيئة والتكيف مع التغيرات المناخية العالمية.

تقارير ومؤشرات 

ووفقًا لبيان الأمم المتحدة الصادر في اليوم العالمي للمرأة مارس 2022، فإن النساء أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ من الرجال، لأنهن يُشكلن غالبية فقراء العالم، ويعتمدن بشكل أكبر على الموارد الطبيعية التي يهددها تغير المناخ أكثر من غيرها. 

حيث يؤدي تغير المناخ إلى زيادة التعرض للعنف القائم على النوع الاجتماعي، ويعود ذلك إلى أنه في مختلف أنحاء العالم تتحمل النساء مسئولية غير متكافئة عن تأمين الغذاء والماء والوقود، وهي مهام تُصبح أكثر صعوبة واستهلاكًا للوقت مع تغير المناخ، وقد تؤدي ندرة الموارد وضرورة السفر لمسافات أبعد للحصول عليها إلى تعريض النساء لمزيد من العنف.

وأشار البيان إلى امتداد تداعيات أزمة التغير المناخي لتؤثر على صحة الأفراد بشكل أساسي، ويتباين التأثير السلبي لتلك التغيرات بين الذكور والإناث وفقًا للبلد ومستوى الدخول، معتبرًا إلى أن الأمر يزداد سوءًا في الأوضاع الإنسانية، مثل الكوارث المناخية، حيث يؤدي النزوح القسري والهجرة إلى زيادة تفاقم الظلم الذي تتعرض له النساء والفتيات، ويجعلهن عرضة لخطر أكبر، وبالتالي، فهم أقل قدرة على مواجهة تأثيرات تغير المناخ.

تم إنتاج هذه المادة ضمن مشروع تعزيز أصوات النساء من خلال الإعلام الذي ينفذه مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي

مقالات مشابهة