المشاهد نت

 الحلويات الصنعانية… عادة رمضانية

يزيد الطلب على الحلويات الصنعانية أكثر خلال رمضان

صنعاء – علي ناصر:

يتأهب الخمسيني علي سيلان وأبنائه  كل يوم بعد الظهر لتجهيز حلويات  “الرواني والشعوبية”، التي يُفضلها أهالي صنعاء، ويقبلون على شرائها طوال أيام شهر رمضان. يفتح سيلان المحل الخاص ببيع الحلويات الصنعانية بعد العصر كل يوم في صنعاء القديمة، ويبقى في المحل حتى أذان المغرب. 

بالرغم أن الرواني والشعوبية من الحلويات الصنعانية التي تباع طوال العام، إلا أن هناك تزايدا في الطلب لهذه الحلويات في رمضان، الأمر الذي يدفع صانعي هذه المنتجات إلى مضاعفة الإنتاج خلال هذا الشهر. 

يحرص سيلان على شراء  السكر والدقيق والمواد الأخرى  التي تُصنع منها تلك الحلويات قبل بدء رمضان بأسابيع، إذ يتوقع ارتفاع سعر تلك المواد مع حلول شهر الصيام. 

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول: “ورثت مهنة صناعة وبيع حلويات الرواني والشعوبية والقطائف عن والدي وجدي الذين حرصوا على تعليمنا هذه المهنة التي أصبحت جزءا من الموروث الصنعاني”. 

تعمل عائلة سيلان في هذه المهنة منذ خمسين عاماً، وهناك بعض الأسر التي تشتهر أيضا بالعمل في هذا المجال، مثل عائلة الهندي، وعائلة الشوكاني، وعائلة كيدمه، وجميعهم يبيعون الحلويات في أسواق صنعاء  القديمة. 

عادة رمضانية

 حميد شوكاني، أحد بائعي الحلويات الصنعانية، يقول لـ “المشاهد”: “رغم الفقر السائد في البلاد، الكثير من العائلات في صنعاء لا تتخلى عن شراء الرواني والشعوبية، وأصبح هذا من العادات المصاحبة لشهر رمضان”. 

يشير الشوكاني إلى أن انعدام الغاز المنزلي كان مشكلة كبيرة لصانعي الحلويات وغيرهم في السنوات الماضية. اختفت أزمة الغاز خلال السنتين الماضيتين، إلا أن الوضع الاقتصادي للمواطنين لم يتحسن. 

يباع قرص الرواني الكبير في بعض المحال الكبيرة بخمسة آلاف ريال، بينما يباع في محال أخرى بأربعة آلاف ريال، ويتراوح سعر القطعة من 150 إلى 300 ريال يمني .

إقرأ أيضاً  اقتصاديون ومواطنون: الوضع المعيشي «لم يعد يطاق»

في مناطق صنعاء القديمة، وشعوب وباب السباح والقاع والبونية والروضة وقرية الدجاج، يتدافع الناس بعد صلاة العصر خلال أيام شهر رمضان لشراء الحلويات، بخاصة الرواني والشعوبية. 

يقول الحاج علي رزام لـ “المشاهد”:” النساء في البيوت لا يستطعن إتقان صناعة الرواني والشعوبية مثلما تقوم به العائلات التي تحترف صناعتها، وتبيعها في الأسواق. ولهذا السبب،  أحرص على شراء هذه الحلويات من السوق”. 

يحاول الباعة الذين تنتشر محلاتهم في الشوارع العامة والأسواق داخل حارات وأحياء صنعاء تسويق وبيع حلويات الرواني والشعوبية، لكن الإقبال على المنتج أكثر في الأسواق الشعبية،  بحسب منصور الحداد، 40عاماً، مالك إحدى البقالات بمنطقة شملان.

أصل تركي

 الحلويات الصنعانية... عادة رمضانية
تتوارث أسر معينة صناعة الحلوى الصنعانية التي جاءت إلى اليمن مع الأتراك خلال القرن السادس عشر الميلادي

تصنع حلويات الرواني من طحين الدقيق والبيض والسميد والسكر، ويتم خلط تلك المكونات حتى يكبر حجمها، ومن ثم وضعها في الفرن لكي تنضج، ليصبح بشكل الإسفنج. يضاف إليها العسل أو السكر المحروق المسمى محلياً بالشيرة. أما الشعوبية فهي تتكون من الدقيق الأبيض والقمح المطحون، ويتم خلطها مع الخميرة والسمن والسكر، ووضع هذه المكونات في الفرن  حتى تنضج، ويتم غمسها بالعسل أو الشيرة.

أمل الزبيري، باحثة في التراث الصنعاني، تقول إن أصل حلوى الرواني والشعوبية هو تركي، وقد أتوا بها الأتراك إلى اليمن خلال التواجد العثماني سنة 1539 ميلادي.

تضيف: “الأتراك نقلوا المأكولات الخاصة بهم إلى اليمن بواسطة الجنود التابعين لهم الذين كانوا ينظمون الموائد في الشوارع القريبة من معسكراتهم  خلال شهر رمضان، ويشاركهم فيها اليمنيون”.  

تختم الزبيري حديثها لـ “المشاهد”، وتقول: “تسمية الحلويات في تركيا قريبة من التسمية التي تطلق على الحلويات الصنعانية، ولا زالت هذه الحلويات تباع وتعد في تركيا بنفس طريقة إعدادها وبيعها في صنعاء حتى الوقت الحاضر”. 

مقالات مشابهة