المشاهد نت

سياسيون: الأفق السياسي مسدودا والهدنة لن تتحقق وما بين صنعاء وعدن يتعقد الحل

المشاهد – معاذ الحيدري- خاص:

بعد غياب طويل، ناتج عن انسداد كل الجهود التي تمت سابقا، في محاولة أحداث تقارب بين الأطراف اليمنية، أطل المبعوث الاممي إسماعيل ولد الشيخ احمد من جديد، في إطار جولة جديدة، قال انه يسعى من خلالها الى تحقيق هدنة إنسانية بين الأطراف المتحاربة وعلى ان يكون ذلك قبل حلول شهر رمضان، ولتكن هذه الخطوة تمهيدية امام استئناف محادثات السلام بين الأطراف وبمشاركة وجهود أطراف إقليمية ودولية.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل هناك الية لتحقيق هذه الهدنة وما هو موقف الأطراف السياسية اليمنية المعنية بتنفيذها حتى الان؟ والاهم من ذلك يفترض ان يكون هناك جديد لدى ولد الشيخ، جديد يضمن توافق ولو بشكل مبدئي بين أطراف الصراع على الهدنة وعلى التوجه نحو الجلوس على الطاولة مرة أخرى وبشكل جدي. وهذا الذي ما زال غير واردا حتى الان وفق مؤشرات سياسية ووفق المواقف التي أعلنت من قبل الأطراف او التي لم تعلن حتى اللحظة.

بالنسبة لموقف الشرعية والحكومة اليمنية، يتحدث وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، عن توجه أممي جديد لتحريك الجمود في المفاوضات، عبر حل يبدأ فيه انسحاب المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله من الحديدة بعدما كانت الفكرة أن الانسحاب يبدأ من العاصمة صنعاء.

ورغم هذا التحرك الجديد الا ان “المخلافي” ما يزال يستبعد نجاح المبعوث الأممي إلى اليمن “إسماعيل ولد الشيخ” في تحريك الجمود السياسي الذي يقول ان الحوثيون سببه.

لكنه اعتبر فكرة تسليم الحديدة المدينة والميناء وجعله تحت قيادة الحكومة الشرعية اعتقادا من الممكن أن يقدم حلولا ما يجنب الحديدة معركة التحرير التي تنوي الحكومة اليمنية والتحالف خوضها.

ويرى الوزير، أن التحالف والحكومة اليمنية عرضا بأن يسلم ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة للإشراف عليه حتى لا تستمر عمليات التهريب، لكن عندما ينسحب منه الانقلاب ويقع تحت يد الحكومة الشرعية فهذا أمر جيد.

اما الطرف الاخر والمتمثل بجماعة الحوثي وحليفهم صالح، فلم يصدر منهم أي موقف رسمي إزاء هذه التحركات الجديدة وهذه المقترحات التي تطرح، لكن “المشاهد” تواصل مع رئيس تحرير موقع المؤتمر نت، واستفسره عن موقف المؤتمر الشعبي العام من الجهود التي يقوم بها المبعوث الدولي، وعن إمكانية نجاح هدنة قبل رمضان ما مدى القبول بذلك والتنسيق الذي يقوم به ولد الشيخ حاليا.

يقول عبدالملك الفهيدي  “المؤتمر الشعبي العام  كان وسيظل يمد يده للسلام القائم على تحقيق طموحات الشعب اليمني في ايقاف العدوان ورفع الحصار عبر حوار ندي مع السعودية باعتبارها من تقود تحالف العدوان وهي من تملك قرار ايقاف عدوانها وليس غيرها، وما يطلقه المبعوث الاممي ولد الشيخ من تصريحات ليس فيه جديد فالحديث عن هدنة مؤقتة امر لم يعد مجديا، ولا يلبي طموحات الشعب اليمني الذي يريد وقفا كاملا للعدوان ورفعا شاملا للحصار سيما وان الطرف المتمثل بالعدوان ومرتزقته سبق وافشلوا كل الهدن التي كانت تعلنها الامم المتحدة ولم يلتزموا بها بل على العكس فقد استغلوها في مزيد من التصعيد العسكري مرارا وتكرار”.

وأضاف الفهيدي، لــ “المشاهد”: “ما نريده من ولد الشيخ ان يؤدي دورا حياديا في الملف اليمني وان يخبر العالم وفي المقدمة مجلس الامن، ان السعودية ومرتزقتها هم من يفشلون جهود السلام برفضهم لخارطة الطريق المنبثقة، من مبادرة جون كيري وزير خارجية امريكا الأسبق، رغم ان القوى الوطنية المقاومة للعدوان ممثلة بالمؤتمر الشعبي العام وانصار الله اكدوا تعاطيهم الايجابي مع الخارطة التي قدمها ولد الشيخ كأساس للتفاوض لكن الطرف الاخر هو من رفض التعاطي معها ومع ذلك لم يتخذ ولد الشيخ اي موقف منهم بل بالعكس استمر في التماهي مع اطروحاتهم والسكوت على تصعيدهم العسكري وذهب الى ابعد من ذلك بتصريحات عن موافقة الامم المتحدة على تولي  الاشراف على ميناء الحديدة وهو امر غير مقبول كونه يعد استمرار لفرض الوصاية على اليمن وسعيا لاحتلال أراضيه”.

ويعتبر الفهيدي، اي جهود لا تؤدي الى ايقاف القصف من قبل التحالف العربي ورفع الحصار لا يمكنها ان تكون مقبولة لدى الشعب اليمني بل ولن تكون قابلة للنجاح والاستدامة حتى إذا تمت طبقا له.

عكس ما يطرحه الفهيدي، هناك من يقول ان الجهود التي تتم الان حاليا لن تنجح إذا لم يتم من خلالها معالجة جذور المشكلة الأساسية، والمتمثلة حسب طرحهم بالانقلاب، الذي تم على السلطة في الـ 21من سبتمبر من العام 2014.

إقرأ أيضاً  استمرار تراجع مؤشر التنمية البشرية في اليمن

المحلل السياسي رشاد الشرعبي، في حديثه لــ “المشاهد”: “المؤشرات تؤكد ان لا جديد يلوح في الافق هي مجرد محاولات من قبل الامم المتحدة للوصول الى حلول التفافية على مضمون قرار مجلس الامن 2216 الذي مضى على صدوره عامين وبضعة أشهر”.

ويضيف الشرعبي: “في الواقع المليشيا الانقلابية مستمرة بحروبها في مختلف الجبهات وترفض فك الحصار عن تعز، وتستمر في عمليات الاختطافات، زادت على ذلك ان اتخذت خطوات كثيرة من ضمنها محاكمة الرئيس هادي ومستشاريه، واصدار احكام بالإعدام مع فشلها الذريع في الجانب الاداري والاقتصادي وعجزها عن تسديد مرتبات الموظفين والعبث بالمال العام وايصال الناس الى مجاعة ووباء كوليرا”.

وفي نظر الشرعبي، كل هم المجتمع الدولي هو ايقاف الحرب وليس انهاء سبب تلك الحرب وهو الانقلاب، واي حلول ترقيعيه تطرحها الامم المتحدة والقوى الدولية خارج إطار المرجعيات الثلاث، ولا تعالج سبب الحرب فأنها تمد في عمر الازمة وتزيد معاناة اليمنيين، وتصنع الغام جديدة قابلة للانفجار، ولن يقبل اليمنيين الذين قدموا التضحيات وصبروا على المعاناة ان تبقى المليشيا المسلحة متحكمة ببلدهم وتختطف دولتهم وعاصمتهم السياسية وبقية المحافظات؛ كما يطرح.

الجميع ربما يستبعد حدوث هدنة قبل رمضان. سياسيون وناشطون وصحفيون، يؤكدون على ان كل المؤشرات تبدو غير مقنعة وغير مجدية في ان حدوث هدنة وذهاب الأطراف السياسية الى حوار سياسي جاد ينهي الحرب في اليمن ويوقف النزيف

المتطور، ويوقف الجوع الذي يرضخ تحت وطأته الشعب والوباء الذي اجتاحهم واجتاح مدنهم ومناطقهم مؤخرا.

في حديثه الى “المشاهد” يقول الصحفي نبيل الأسيدي: “من التجارب السابقة التي كشفت دائما عن ان النتائج تكون هدنة هشة، ولذلك اعتقد ان اي هدنه لن تصمد طويلا، إذا لم يكن هناك ضمانات حقيقية، بالإضافة الى ان وضع التشظي الحاصل في صفوف بعض الجماعات المحسوبة على المقاومة او على المليشيات التابعة للحوثيين وصالح سيجعل من الصعب جعل الجميع يتقيد بالهدنة، أضف الى ذلك ان الجهة الدولية ليس لها قوه ردع حقيقيه لمنع خرق الهدنة وبالتالي سيتم خرق الهدنة وتبادل الاتهامات بين الطرفين”.

كثيرة هي الجوانب التي يبدو انها تعقد من نجاح أي حوارات قادمة، ففي السابق ربما كانت الخلافات تنحصر بين شرعية الرئيس هادي وبين جماعة الحوثي وصالح، اما الان فقد صارت الى جانب استمرار هذه الخلافات وتمسك كل طرف بموقف معين، خلافات أخرى بين الحلفاء أنفسهم، خلافات في صف الشرعية وتدور في عدن، وخلافات أخرى في صف الطرف الاخر وتدور في صنعاء.

يقول المحلل السياسي، خالد بقلان، في حديثه لــ “المشاهد”: “المؤشرات تبدو ايجابيه في هذا الجانب، رغم السخط الشعبي الرافض لسياسات نخبة الشرعية، في المناطق الشرقية والجنوب الذي بدأ فرض خيارات تتطلبها المرحلة التي لازال الجنوب وقضيته العادلة خارج الحسابات بالنسبة لفصيل سياسي بات هو المتحكم في صناعة القرار السياسي، بالنسبة للشرعية وهذا ما ادى الى بيان عدن التاريخي واعلان المجلس الانتقالي في الجنوب”.

وأضاف “نحن امام حالة رفض سياسي لواقع تحاول السلطة الشرعية التماهي معه وهو فرض خيارات التهدئة واطالة امد الصراع وهذا ما يرفضه الجنوب ويعتبره خيانة وتهاون وعدم جدية في الذهاب الى الدولة الاتحادية وتطبيق مقررات الحوار”.

ومن وجهة نظر بقلان، لن يُكتب لأي جولة مفاوضات قادمة اي نجاح رغم المؤشرات في الذهاب الى جولة مفاوضات بين الشرعية والانقلاب، وهذا سبب الفشل؛ لان المرحلة تتطلب ذهاب الفرقاء، تفاوض يكون الجنوب ممثل فيها من خلال كيانه النضالي المعبر عنه، وليس من خلال أدوات وضعت لنفس الغرض في ضفة الشرعية حسب تعبيره. وفيما يتعلق بالهدنة يقول بقلان انها لن تتحقق.

وحسب رؤية الرجل، الجنوب ليس المشكلة الان، بل ان التعامل الجدي مع قضيته العادلة وكياناته التي تعبر عن تطلعات الجماهير جزء من حلحلة المشكلة الوطنية ككل. فالمشكلة تكمن في جبهات الشمال التي باتت مصدر ربحي على حساب تضحيات مناهضي الانقلاب وفي مقدمتهم ابناء الجنوب الأحرار، كما يطرح.

مقالات مشابهة