المشاهد نت

ملخص ميداني للمواجهات العسكرية فى اليمن

© (رويترز/أرشيف)

المشاهد-متابعات :

افادت مصادر اعلامية في اليمن بسقوط 100 قتيل على الأقل، وعشرات الجرحى بتصعيد لافت للعمليات العسكرية عند الشريط الحدودي مع السعودية ومحيط العاصمة اليمنية صنعاء وجبهات القتال في محافظات تعز والجوف ومأرب والبيضاء.

قتل 39 مسلحا من الحوثيين وقوات الرئيس السابق بمعارك ضارية وقصف مدفعي وصاروخي متبادل مع حلفاء الحكومة، وغارات جوية لمقاتلات التحالف شمالي محافظة حجة قرب الحدود السعودية، حسب ما افادت مصادر اعلامية موالية للحكومة.

المصادر قالت، ان من بين القتلى قيادات ميدانية رفيعة في جماعة الحوثيين والقوات الخاصة الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح .

مصادر اعلامية سعودية تحدثت ايضا عن مقتل 3 قيادات الحوثيين الميدانيين، قبالة منطقة نجران المتاخمة لمحافظة صعدة المعقل الرئيس للجماعة شمالي البلاد.

من جانبهم أعلن الحوثيون مقتل ثلاثة جنود سعوديين خلال 24 ساعة الاخيرة، غير ان وسائل اعلام سعودية تحدثت عن مقتل جندي سعودي واحد بمعارك الساعات الاخيرة عند الحدود الجنوبية مع اليمن، حيث تقود قوات التحالف منذ اكثر من شهرين عملية عسكرية ضخمة لتأمين الحدود السعودية مع اليمن.

وقالت المصادر، ان الرقيب أول محمد آل سالم من القوات البرية السعودية قتل في ميدان “الشرف والبطولة” في الحد الجنوبي.

في الاثناء افادت مصادر اعلامية موالية للحكومة بمقتل 22 مسلحا حوثيا بمعارك طاحنة في مديرية نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، حيث تقول القوات الحكومية انها تحرز تقدما ميدانيا في مديرية نهم خلال عملية عسكرية كبيرة بمساندة جوية من مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية.

في المقابل تحدث الحوثيون عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من القوات الحكومية وحلفائها خلال معارك الساعات الاخيرة في المديرية الجبلية الوعرة الواقعة عند مفترق طرق بين ثلاث محافظات.

وكانت القوات الحكومية اطلقت مطلع الشهر الجاري حملة عسكرية ضخمة باتجاه معاقل الحوثيين في العاصمة صنعاء ومحافظة عمران انطلاقا من محافظتي مأرب والجوف، خلفت اكثر من 500 قتيل حتى الان، حسب مصادر اعلامية متطابقة من طرفي الاحتراب.

ويواجه حلفاء الحكومة في هذه الجبهة منذ نحو عامين ونصف صعوبات كبيرة في احراز تقدم حاسم باتجاه تحصينات الحوثيين وقوات الرئيس السابق عند ابواب مدينة صنعاء الشرقية والشمالية.

الى ذلك قتل 18 مسلحا من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، و4 عناصر من حلفاء الحكومة بمعارك عنيفة في مديرية الزاهر جنوبي محافظة البيضاء، حسب مصادر اعلامية حكومية.

وذكرت المصادر ان من بين القتلى قائد عسكري رفيع في الحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق برتبة عميد.

كما قتل 7 مسلحين حوثيين وعنصران من القوات الحكومية بمعارك عنيفة وتبادل للقصف المدفعي والصاروخي في مديرية حيفان جنوبي شرق مدينة تعز.

وكانت مصادر محلية في محافظة تعز، افادت باصابة البرلماني والقيادي البارز في حزب المؤتمر عبدالولي الجابري بغارة جوية، قتل فيها عدد من مرافقيه.

كما اعلن الحوثيون مقتل وإصابة 15 عنصرا من القوات الحكومية بعمليات قنص في جبهات تعز وصرواح ونهم خلال 48 ساعة الماضية.

وشنت مقاتلات التحالف خلال الساعات الاخيرة اكثر من 35 غارة جوية تركز معظمها في العاصمة اليمنية صنعاء ومحيطها، وعند الشريط الحدودي مع السعودية.

من جهة اخرى اعلنت قوات التحالف بقيادة السعودية، انها أحبطت مخططا حوثيا لاستهداف الملاحة الدولية بالغام بحرية ضد السفن الملاحية في البحر الاحمر.

وقال التحالف في بلاغ وزعته وسائل اعلام سعودية ان قوات التحالف”استهدفت عناصر حوثية في جزيرة البوادي اليمنية، كانت تخطط لاستخدام غواصين لزراعة ألغام بحرية ضد السفن” على خطوط الملاحة الدولية.

وكان الحوثيون أعلنوا في وقت سابق، ان مقاتلات التحالف استهدفت مساء الجمعة، تجمعا للصيادين اليمنيين في جزيرة البوادي التابعة لمحافظة الحديدة، ما أسفر عن مقتل 9 منهم واصابة اخرين.

وهدد الحوثيون وحلفاؤهم العسكريون مرارا بتحويل البحر الاحمر إلى مسرح للمواجهات العسكرية، على خلفية التصعيد العسكري لقوات التحالف باتجاه موانئ الحديدة، الذي تتهم الحكومة اليمينة وحلفاؤها الحوثيين وحلفاءهم باستخدامه منفذا لتهريب السلاح.

ومنتصف الاسبوع الماضي حذرت الجماعة المتحالفة مع ايران من عواقب عسكرية “كارثية”، لقرار التحالف اغلاق المنافذ الجوية والبرية والبحرية المؤدية إلى اليمن، في أعقاب هجوم بالستي على العاصمة السعودية الرياض.

وقالت الجماعة في بلاغ، ان مضي التحالف في إجراءات اغلاق الموانيء اليمنية، سيجعل من بوارجه “اهدافا مشروعة” لقواتها البحرية، ردا على “اي حماقات” حد تعبيرها.

إقرأ أيضاً  غروندبرغ: الصراع الإقليمي يؤثر على عملية السلام في اليمن

وآنذاك عرضت الجماعة في سياق هذا التصعيد، منظومة صواريخ بحرية مطورة محليا يصل مداها الى حوالى 300كم حسب مصدر عسكري موال.

وتم الكشف عن المنظومة التي عرفت بصواريخ “المندب”، في معرض للصناعات الحربية على هامش حفل لتخريج قوات عسكرية جديدة الاثنين الماضي، حضره صالح الصماد رئيس المجلس السياسي لتحالف الحوثيين والرئيس السابق في محافظة الحديدة الساحلية، حيث يقع المرفأ التجاري الهام على البحر الاحمر.

ومنذ انطلاق العمليات العسكرية لقوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن اواخر مارس/آذار 2015، تبنى الحوثيون وقوات الرئيس السابق سلسلة هجمات ضد زوارق وسفن تابعة لقوات التحالف في البحر الاحمر، كان ابرزها استهداف ثلاث سفن اماراتية واخرى سعودية.

وفي اكتوبر/تشرين اول 2016 شنت بوارج بحرية اميركية بأوامر مباشرة من الرئيس السابق باراك أوباما، هجوما صاروخيا على مواقع رادارات في مناطق ساحلية خاضعة للحوثيين وحلفائهم العسكريين.

وذكرت واشنطن آنذاك ان المواقع المستهدفة، كانت منصة لإطلاق صواريخ باتجاه مدمرة امريكية في البحر الأحمر.

وتقول الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها الخليجيون، ان الحوثيين نشروا بدعم من إيران صواريخ ومنظومة رادارات، وألغاما وقوارب مفخخة عند الساحل الغربي لليمن، في تهديد للملاحة الدولية عند مضيق باب المندب الذي يمر عبره نحو 12 بالمائة من حجم التجارة العالمية، لكن تحالف الحوثيين والرئيس السابق نفى مرارا اتهامات من هذا النوع.

في سياق سياسي، رفض مؤسس الحركة الانفصالية الجنوبية، حسن باعوم السبت، الهيمنة الاماراتية السعودية على شؤون المحافظات الجنوبية، ودعا انصاره الى مقاومة القيود المفروضة على “حرياتهم في المطارات والموانيء”.

وهذا هو أقوى موقف جنوبي مناهض لقوات التحالف بقيادة السعودية بعد نحو عامين ونصف من استعادة مدينة عدن والمحافظات المجاورة من قبضة الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق.

باعوم الذي يتزعم التيار الانفصالي المتشدد، الفصائل الجنوبية الى التمسك بمطلب”التحرير والاستقلال”عن الشمال، و تشكيل جبهة موحدة لاستعادة الدولة الشطرية التي كانت قبل عام 1990.

وكشف الزعيم الجنوبي في خطاب مسجل امام 1000 من المندوبين عن المحافظات الجنوبية في مؤتمر هو الثاني للحراك الجنوبي، عن اسرار مفاوضات الساعات الاخيرة التي سبقت اعلان التحالف بقيادة السعودية، الحرب ضد المتمردين الحوثيين والرئيس اليمني السابق في 26 مارس/آذار 2015.

باعوم، انه والقيادات الجنوبية، رفضوا عرض التحالف للمشاركة في الحرب، مقابل امتيازات مالية ولوجستية في اجتماع استضافته العاصمة الاماراتية ابوظبي قبل أسبوع من إطلاق عاصفة الحزم في اليمن.

غير ان الزعيم الجنوبي، قال انه “فوجيء من اجتهادات منفردة لبعض القيادات الجنوبية التي ذهبت الى الرياض لتأييد الحرب”.

وهذا هو اول تحد ايضا للفصائل الجنوبية في المجلس الانتقالي المدعوم من الامارات، لناحية تنازع التمثيل الشرعي للقضية الجنوبية المعقدة.

وتدعم الامم المتحدة حلا للقضية الجنوبية بموجب مخرجات الحوار الوطني التي منحت الجنوبيين حكما فيدراليا وسلطة نقض تشريعية لاي محاولة تنصل عن هذه الالتزامات في مشروع الدولة الاتحادية المثير للانقسام.

الفصائل الموالية للامارات المنضوية في المجلس الجنوبي الانتقالي بقيادة محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي بعض المرونة في التعاطي مع مشروع دولة اتحادية من اقليمين، على ان يعقبه استفتاء حول مستقبل الوحدة مع الشمال، بينما يتمسك الانفصاليون المتشددون بزعامة حسن باعوم بمطلب ” الاستقلال النافذ” بموجب مفاوضات ندية ترعاها الامم المتحدة.

وسيواجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحلفاؤه الخليجيون، بهذا الانقسام الجنوبي، مزيد الصعوبات للحصول على توافق جنوبي واسع من اجل تسوية سياسية لمرحلة مابعد الحرب الطاحنة التي تمزق اليمن منذ ثلاث سنوات.

وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، تلقى منتصف الاسبوع دعما سعوديا قويا لمساندة حكومته في كبح تدهور العملة المحلية واحتواء الازمة الخانقة في المشتقات النفطية.

وقال الرئيس اليمني، ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وعده بضخ ملياري دولار كوديعة لدى البنك المركزي اليمني بهدف دعم استقرار العملة المحلية التي شهدت انهيارا قياسيا غير مسبوق خلال الأسابيع الاخيرة.

كما أعلن الرئيس اليمني في اجتماع بمستشاريه امس السبت، ان السعودية تعهدت بتأمين احتياجات الطاقة الكهربائية من الوقود لمدة عام، والشروع ببرنامج اعادة الإعمار ابتداء من العام المقبل.

المصدر “مونت كارلو الدولية “

مقالات مشابهة