المشاهد نت

جلسة للأمن الدولي حول “صافر” وتشكيك حكومي حول موافقة جماعة الحوثي

من جلسات مجلس الأمن حول اليمن - صورة ارشيفية

عدن – وضاح الجليل :


يعقد مجلس الأمن الدولي غدا الأربعاء جلسة حول أزمة سفينة صافر، بعد طلب وجهته الحكومة اليمنية في الرابع من الشهر الجاري.
وتأتي هذه الجلسة إثر التطورات الخطيرة في أزمة السفينة، والتي كان آخرها حدوث ثقب في أحد أنابيب منظومة تبريد الخزانات، وتسرب مياه البحر إلى إحدى حجرات المحركات، ما يسرع من حدوث الكارثة المتمثلة بغرق السفينة أو انفجارها أو تسرب النفط منها.
وأعلن الحوثيون الأحد الماضي موافقتهم على السماح بقدوم فريق أممي لتقييم وضع السفينة العائمة، في حين شككت الحكومة اليمنية في جديتهم، معربة عن قلقها أن تكون هذه الموافقة مجرد مناورة لتفادي جلسة مجلس الأمن.
وكتب محمد علي الحوثي رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين على حسابه في تويتر متسائلاً: “هل سيتم إرسال فريق أممي لتقييم صهريج صافر وصيانته بعد الموافقة على قدومه”.
لكن راجح بادي المتحدث باسم الحكومة اليمنية شكك في حديثه لـ”الشرق الأوسط” بمصداقية الحوثيين وجديتهم، لافتاً إلى أن هذه الموافقة قد تكون مناورة حوثية لتجنب مناقشات مجلس الأمن بعد غد الأربعاء.
وتقدمت الحكومة اليمنية بطلب إلى مجلس الأمن في الرابع من الشهر الجاري لعقد جلسة خاصة بأزمة السفينة صافر، بعد حدوث الثقب المذكور.
ورفض الحوثيون خلال السنوات الماضية السماح بصيانة السفينة أو معاينتها، واتهموا الحكومة والتحالف بتعقيد الأزمة، في حين كشف متحدث عسكري في القوات المشتركة في الساحل الغربي في مايو الماضي أن الحوثيين استخدموا السفينة للابتزاز السياسي ومحاولة الحصول على مكاسب، ووضعوا شروطاً كثيرة للسماح بصيانة السفينة، ومن ذمن تلك الشروط رفع الحصار عن إيران.
وخلال الأسبوع الماضي شهد هذا الملف حراكاً دوليا غير مسبوق، خصوصا بعد طلب الحكومة اليمنية عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن لمناقشته، حيث أعربت السفارة الصينية لدى اليمن عن قلقها من وضع خزان صافر.
وكتبت السفارة على حسابها في موقع “تويتر”: “إذا حدثت أي مشكلة لخزان صافر، سيلحق الضرر بحياة ومعيشة الصيادين اليمنيين والمدنيين في الساحل وسيؤثر في الملاحة البحرية وسيؤدي إلى التلوث البحري الشديد”، ودعت إلى اتخاذ الإجراءات لإيجاد الحل قبل انفجار الأزمة.
وحذرت وزارة الخارجية البريطانية الخميس الماضي، من خطر حدوث كارثة بيئية في البحر الأحمر بسبب تسرب النفط من السفينة العائمة صافر.
وقالت الخارجية البريطانية إن سفينة النفط صافر الراسية قبالة شواطئ اليمن تشكل كارثة بيئية على وشك الوقوع، مشددة على ضرورة سماح الحوثيين لمفتشي الأمم المتحدة بصعود السفينة وتفريغها من النفط.
وحذرت الولايات المتحدة في وقت سابق من وضع صافر، التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، قبالة ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، والتي باتت حالتها تتدهور بشدة.
وقالت السفارة الاميركية لدى اليمن: إن حالة ناقلة تخزين النفط صافِر التي يسيطر عليها الحوثيين آخذةٌ في التدهور، وقد يُحدثُ ذلك تسربًا كارثيًا في البحر الأحمر، متهمة الحوثيين بعدم السماح لخبراء دوليين من تقييم حالة الناقلة منذ سنوات.
وجرى تنسيق بريطاني ألماني مشترك داخل مجلس الأمن من أجل تحديد موعد الجلسة المزمعة، بعد مناقشة تحفظات كل من جنوب أفريقيا وإندونيسيا وروسيا والصين، والتي تم التغلب عليها بعد ذلك.
وأبدت جمهورية سلوفينيا قلقها من حدوث كارثة بيئية في حال انهيار السفينة “صافر” جراء تعنت الحوثيين ورفضهم وصول فريق من الخبراء لمعاينة الخزانات وإفراغها من النفط.
وترسو سفينة “صافر” التي تحمل 38 خزان نفط ممتلئة بالنفط منذ خمسة أعوام، ولم يجرَ لها أي صيانة منذ عام 2014، على بُعد 7 كيلومترات قبالة ميناء رأس عيسى في مدينة الحديدة، الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وتعطلت منذ الانقلاب أعمال الصيانة الدورية، بسبب الاستيلاء على المبالغ المخصصة للصيانة ووقف أقساط التأمين المستحقة، حيث تتعرض السفينة للتآكل بسبب مياه البحر المالحة، وتسرب الغاز الخامل من داخل الخزانات، وحلول الأوكسجين بلا عنه فوق كميات النفط المخزنة، ما يرفع من احتمالية انفجارها في أي لحظة.
وتعد السفينة صافر ثالث أكبر خزان نفط عائم في العالم، وتحتوي مخزوناً يبلغ مليون و100 ألف برميل، أو ما يساوي 150 ألف طن من النفط الخام.

إقرأ أيضاً  قتلى مدنيون بمسيرة حوثية بتعز

ونشر “المشاهد “ تقرير تناول كل التفاصيل المهمة حول صافر خزان النفط العائم في البحر الاحمر

كيف تحولت “صافر” من مورد اقتصادي هام إلى تهديد إقليمي؟

مقالات مشابهة