المشاهد نت

تعز: سيدة تفتتح حديقة مائية للترفيه عن الأطفال

تعز – عمر هائل مغلس:

افتتحت سيدة يمنية مشروعا خاصا بترفيه الأطفال واستراحة للعائلات، في منطقة المجلية بمديرية صالة بمدينة تعز، جنوبي غرب اليمن.

المشروع الذي يعود للسيدة نرمين عساج (24 عاماً)، عبارة عن منتزه مائي يسمى نيمو بارك المائي.

ويعد المتنزه المائي مساحة ترفيهية آمنة للأطفال، وقادراً على رفع جزء من ضغوط الحرب المستمرة، والإسهام في محو مشاهد العنف.

وشهد المشروع إقبال الكثيرين من مختلف الفئات العمرية، الأمر الذي يدعو مالكته إلى التوسع فيه.

وتقول نرمين لـ”المشاهد”: “لطالما آمنت أن الأفكار الناجحة تولد من رحم المعاناة، لذا كانت فكرة المتنزه المائي مشروعاً حاولت من خلاله التخفيف من ضغوط الحرب التي أثرت على نفسية الأطفال”.

 مضيفة أن مشروع المتنزه المائي رسم البسمة على وجوه الكثير من الأطفال.

كيف بدأت الفكرة؟

ظروف مختلفة أجبرت نرمين على العمل منذ سن مبكرة، في مرحلة الثانوية العامة، حيث عملت في تأجير فساتين الزفاف في منزلها، وبعد فترة استأجرت محلاً صغيراً في شارع 26 سبتمبر، وسط مدينة تعز.

وتقول: “قمت بتوسيع المحل حتى أصبح مركزاً كبيراً، لكن المشروع المائي كان حلمي الذي سعيت لتحقيقه، ونجحت في ذلك”.

قبل بدء المشروع، اشترت نرمين قطعة أرض بمنطقة الضباب، لإنشاء المشروع، ولكن حدثت إشكاليات مع مالك الأرض، بالإضافة إلى رفض الشيوخ بالمنطقة تأجير مساحة أرض لإقامة المشروع، لكنها لم تستسلم للإشكاليات المادية، وعدم توفر مكان مناسب مهيأ للمشروع، وعمدت إلى استئجار سكن وتحويله إلى متنزه، واستطاعت أن توفر بعض الألعاب، كما تقول.

إقرأ أيضاً  خديجة.. قصة التغلب على العنف وخذلان الأسرة

وتضيف: “لم أستطع إحضار بقية الألعاب، وحالياً أسعى لافتتاح بعض الأقسام لتوفير كافة الاحتياجات الترفيهية الممكنة، على الرغم من ضيق المكان”.

وتتذكر نرمين كيف أثرت الحرب على سكان تعز ومشاريع المدينة والبنية التحتية، وعدم توفر مشاريع خاصة تحفظ خصوصية العائلات.

ومن هنا راودتها فكرة عمل متنزه مائي بأقسام خاصة بالنساء والرجال والأطفال، متمنية أن يكون هناك أن يشكل المكان بيئة آمنة لتعليم السباحة والاهتمام بها.

وتنصح كل امرأة بأن تعتمد على نفسها، وتسعى لتحقيق حلمها، وتطور من نفسها، حتى وإن بدأ المشروع بسيطاً في البداية، فحتماً سيكبر إن وثقت بنفسها، وآمنت بقدراتها.

وعلى الرغم من عدم تشجيعها من قبل المقربين لها، إلا أنها لاقت تشجيعاً من آخرين، كما تقول.

الهروب من تداعيات الحرب

وكغيرها من سكان المدينة، تشكو نرمين من الظروف الحالية التي تعيشها اليمن، منذ اندلاع الحرب قبل 6 أعوام.

وبحزن أكملت حديثها عن الأوضاع المأساوية في اليمن، بالقول: “نحن في اليمن لانزال نعاني من الحرب والحصار وانقطاع الكهرباء وصعوبات توفير المياه في بعض المناطق، وانقطاع الراوتب وغلاء الأسعار المعيشية وتوقف السياحة، وارتفاع الصرف، ناهيك عن الرسوم والضرائب التي فُرضت علينا”.

كل تلك العوامل فرضت على نرمين وضع أسعار معينة كرسوم على الألعاب في الحديقة، لكي تستطيع أن تستمر في أعمالها، كما تقول. لكنها تشير إلى عدم تقبل الناس فكرة الغلاء أمام كل هذه الضغوط التي يعيشونها.

مقالات مشابهة