المشاهد نت

قبائل تستنفر: الحوثي وصالح الأكثر تجنيداً لأطفالنا

لم يتجاوز سن عبدالله الكبسي 15 عاماً، إلا أنه يحمل السلاح، بعد أن انضم إلى اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي، ويزاول أعماله الأمنية حسب قوله يومياً في النقاط الأمنية داخل العاصمة، ويقول لـ”المشاهد”: “أنا مع ربي”، وكون عبدالله ينتمي إلى آل الكبسي فالدافع للعمل في المجال الأمني عقائدي كونه ينتمي إلى “الهاشميين – الذين يقولون أنهم من آل بيت رسول الله”.

عبدالله والده من يشجعه للانضمام إلى اللجان الشعبية التي تقوم بتجنيد من ينضمون إليها من الشباب وحتى الأطفال وإرسالهم إلى الجبهات أو تكليفهم بأعمال أمنية، ويقول عبدالله إنه لم يترك دراسته فهو يذهب نهاية كل فصل دراسي للاختبار والحصول على الشهادة، ويشير إلى أنه نجح العام الماضي كونه يُمنح مزايا خاصة، وهي مزايا تمنحها جماعة الحوثي المسيطرة على مؤسسات الدولة لمن تسميهم بـ”المجاهدين”.

في ظل هذا التوجه إلى تسليح الأطفال وإرسالهم إلى جبهات القتال بدلاً عن المدارس، فضلاً عن منحهم شهادات، يُنذر بجيل جاهل، ويهدد مستقبل هذا البلد الغارق في الفساد.

المناطق الأكثر تجنيداً للأطفال

وفي ذات السياق تشير المعلومات -التي حصل عليها “المشاهد”- إلى أن المناطق المتمثلة في صعدة وحجة وعمران ومحافظة صنعاء إضافة إلى ذمار والبيضاء ومأرب والجوف هي الأكثر تجنيداً لأبنائها خاصة الأطفال، كما أنها من أكثر المناطق التي تنتشر فيها الأمية، وأغلب شبابها لا يكملون دراستهم الجامعية.

بدورها قبائل بارزة في العاصمة صنعاء وجهت مؤخراً الاتهامات إلى جماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح، باستدراج عدداً من أبنائها القاصرين للقتال في صفوفها ضد قوات الشرعية في العديد من الجبهات.

ضغوط قبلية لعدم الزج بالأطفال في المعارك

ونقلت صحيفة “الوطن” عن أحد مشائخ مديرية بلاد الروس جنوب العاصمة صنعاء، مختارالقشيبي، القول إن جماعة الحوثي استدرجت مئات الأطفال من قرى المديرية وآخرها قرية الدار البيضاء للقتال في صفوفها، مشيرًا إلى أن اتصالات مكثفة تجرى بين وجهاء وشيوخ قبائل طوق صنعاء لاتخاذ التدابير والترتيبات الممكنة لمواجهة استفزازات هذه الجماعة وممارساتها، والتي وصفوها بالخارجة عن تقاليد وأعراف القبائل.

إقرأ أيضاً  تعز.. الإعلان عن خطة طارئة لمواجهة تفشي الكوليرا

5 الآلاف مقاتل من الأطفال

وتؤكد تقارير دولية، أن ما لا يقل عن خمسة آلاف من مقاتلي جماعة الحوثي هم من الأطفال الذين تم استدراجهم أو التغرير بهم وإرسالهم إلى جبهات القتال.

بيانات الأمم المتحدة

بعد سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء نهاية العام 2014، زادت عملية تجنيد الأطفال، ووفقاً للتقارير التي وثقتها الأمم المتحدة، فإن هذه الزيادة مقارنة بالسابق بلغت بما مقداره خمسة أضعاف في حالات تجنيد الأطفال واستخدامهم من قبل الجماعات المسلحة في اليمن، خاصة من قبل جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وذكر التقرير: “من أصل 762 حالة تجنيد مؤكدة للأطفال، جميعهم من الفتيان، عزيت غالبيتها إلى الحوثيين بنسبة 72%”، وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية 9%.

وساد التجنيد في معاقل الحوثيين، مثل أمانة العاصمة (103)، وتعز (69) وعمران (34)، ولوحظ تحول من التجنيد الطوعي إلى حد كبير إلى التجنيد القسري أو غير الطوعي عن طريق الإكراه، بسبل منها توفير الحوافز أو المعلومات المضللة، وذلك وفقا للتقرير. وتسبب القتال البري في 29 في المئة من الإصابات في صفوف الأطفال، حيث تتركز الأغلبية الساحقة منها في تعز وعدن والضالع، وتم توثيق إصابات في صفوف الأطفال نتيجة للألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب، حيث قتل 15 طفلا وأصيب 67 بجراح في أبين وعدن وأمانة العاصمة وعمران وبيضاء والضالع وذمار ولحج ومأرب وصعدة وشبوة وتعز.

الصورة أرشيفية

 

مقالات مشابهة