المشاهد نت

معتقلون في سجون الحوثي فصول من “جحيم التعذيب”

“تعرضت للتعذيب حتى الاغماء ” لم تكن لدي تهمه، بمجرد الاشتباه بتهريبي للسلاح تم مداهمة منزلنا في مدينة أب من قبل مسلحي الحوثي وتم اقتيادي مع ابن عمي في وضح النهار بعد أن دمروا كل شيء في المنزل كما انهالوا علينا بالضرب بأعقاب البنادق دون رحمه ، واقتادونا بعد عصب اعيننا إلى سيارتهم ، فوراً تم نقلنا الى احد سجونهم في اطراف المدينة كما بدا لنا.

“فور ايصالنا إلى المعتقل نزعوا عن اعيننا قطع القماش المعصوبة ورمي بنا إلى أرض السجن الذي كان يزدحم  بالمعتقلين الواقعين تحت التعذيب وانهالوا علينا بالضرب بأعقاب البنادق واقدامهم لقرابة نصف ساعة دون توقف حتى أغمي علينا.

“شهرين من الاعتقال والتعذيب دون رحمه لم يبق في جسدي شبرا واحدا لم يتعرض للضرب والرفس المبرح لم اعد أستطيع حتى التحدث اصبحت شبه متوفي” كما يقول محمود المخلافي لموقع المشاهد.

محمود وشوقي الشابين الذين ينتمون إلى منطقة المخلاف في تعز والذين تم اعتقالهم في الثاني من يوليو /تموز بعد نزوحهم إلى مدينة أب  بتهمة الاشتباه بتهريب السلاح للمقاومة الشعبية تعرضا لتعذيب وحشي من قبل مسلحي الحوثي غير أنه بوساطات قبلية تم الافراج عنهم بعد شهرين من قصة الاعتقال.

 محمود وشوقي نماذج لمئات المعتقلين الذين عانوا فصولاً من جحيم التعذيب الوحشي في السجون الحوثية فيما الاف الاشخاص لا يزالون في قلب الجحيم يعانون اقسى صور التعذيب الوحشي ألا انساني ولا أمل لهم في الخروج من المعتقلات الحوثية في ظل تجاهل قضيتهم من قبل جميع الأطراف الدولية ومنظمات حقوق الانسان.

تعذيب حتى الموت

تتجلى بشاعة ما يواجهه المعتقلين في السجون الحوثية في حالات الوفيات للمعتقلين الذين يعلن عن وفاتهم يوما بعد أخر جراء عمليات التعذيب على ايدي المسلحين التابعين لجماعة الحوثي  في المعتقلات، ففي أقل من شهر 3 أشخاص لقوا حتفهم جراء التعذيب حتى الموت ، كان اخر هؤلاء رئيس فرع حزب ” الإصلاح ” في منطقة” الحشابرة “محافظة الحديدة عبدالله أبوزيد.

 بحسب رواية  أحد اقارب ” أبو زيد ” لموقع “المشاهد” فإن عناصر حوثية أبلغت أسرة القيادي ” أبو زيد ” بوفاته قبل خمسة أشهر ثم نفت الخبر غير انها عادت وأكدت لأسرة ابو زيد مبررة سبب الوفاة أنه تعرض للمرض ، مطالبين اقارب ابو زيد بدفع اموال مقابل تسلم جثته.

وكان الحوثيون قد اختطفوا القيادي في حزب الاصلاح ” أبوزيد” في يناير/كانون الثاني من العام الجاري، اثناء تأديته لعمله في مدرسة الإرشاد التي يعمل بها في المديرية.

في المقابل عثرت المقاومة الشعبية على جثة “رشيد سيف قلعان” القيادي في التجمع اليمني للإصلاح المختطف لدى مسلحي الحوثي منذ سبعة اشهر في منطقة كرش في 17/9/2016 في حين توفي بعد يومين من حادثة القيادي في التجمع اليمني للإصلاح رشيد سيف  الشاب عادل الزوعري، أحد أبناء مديرية الحيمة الداخلية التابعة لمحافظة صنعاء، بعد أشهر من الاعتقال والتعذيب قضاها في سجون الحوثي.

وفي نفس السياق لقي الشاب اليمني  ياسر أحمد الناشري في 17/ من اغسطس من العام الجاري حتفه في محافظة حجة جراء تعرضه للتعذيب في سجون مسلحي الحوثي وحليفهم صالح، أحد أقارب الناشري قال لموقع “المشاهد” إن  الحوثيين اعادوا ياسر الى اسرته متوفياً وفي جسده اثار تعذيب وحشية كانت سبباً في وفاته.

إقرأ أيضاً  «مخلفات الحرب» تواصل إلحاق الضرر بأطفال اليمن

 يأتي هذا في الوقت الذي كشف تقرير حقوقي صادر عن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، مؤخراً عن وفاة 57 مدنياً في سجون مسلحي الحوثي وصالح الانقلابية جراء التعذيب، خلال الفترة من يوليو 2014م حتى سبتمبر 2016م. وقال التقرير أن المئات من المدنيين لايزالون يتعرضون للتعذيب،  داخل السجون الحوثية في 14 محافظة يمنية.

تجاهل أممي في ظل صنوف من التعذيب 

ففي ظل المساعي التي تبذل لإحداث توافق سياسي يمهد لحل الأزمة اليمنية وايقاف الحرب تتجاهل الأمم المتحدة بتحركاتها السياسية والدبلوماسية قضية المعتقلين اليمنيين في سجون المتمردين الحوثيين ، فهؤلاء المعتقلون والذين يمثل غالبيتهم من حزب التجمع اليمني للإصلاح أضافة إلى ناشطين وصحافيين ومعارضين لسياسة المتمردين وحليفهم صالح  يعانون اقسى صور التعذيب والانتهاك لحقوق الانسان، فما يحدث في السجون الحوثية كما روي لنا من معتقلين تعرضوا للتعذيب كمحمود وشوقي الذين حالفهم الحظ بمغادرة  الزنزانة المغلقة لأسباب قبلية أو شخصية كانوا افضل حظاً من رفاقهم الذين يواجهون حتى اليوم فصول مظلمة من التعذيب الوحشي داخل الزنازين الحوثية المغلقة.

“على سعيد” وهو مدرس في احدى مدارس الثانوية العامة في صنعاء معتقل سابق في السجون الحوثية تم اطلاق صراحة بعد شهرين من الاعتقال يقول في حديث” للمشاهد” “أن المعتقلين في سجون “الحوثي” السرية يتعرضون لأبشع طرق التعذيب والتنكيل والتي تتنوع بين الصعق الكهربائي لحرق أجسادهم والتكبيل والتعليق بالسلاسل وضرب بأعقاب البنادق والارغام على شرب مياه ملوثة، والتنويم على مجاري الصرف.

ويواصل ” ما شاهدته من عمليات تعذيب لمعتقلين وما تعرضت له كان مروعاً قضيتَ 24 يوماً تحت رحمة التعذيب الوحشي لم أكن اتخيل أن هناك بشر بهذا الجرم والبشاعة من انتهاك لحقوق الابرياء،  تعرضت للكمة على رأسي في إحدى جلسات التعذيب افقدتني الوعي 6 ساعات متواصلة”.

منظمة “هيومن رايتس” كانت في تقريرها الحقوقي الأخير قد اتهمت السلطات الحوثية بالاعتقال  تعسفيا والإخفاء قسريا لمئات الأشخاص في اليمن ، داعية المليشيات الحوثية التوقف عن هذه الانتهاكات وحماية حقوق كل المعتقلين، والإفراج فورا عن جميع المحتجزين تعسفيا، ومنح أسر المعتقلين والمحامين ومراقبين مستقلين إمكانية الوصول الفوري إلى مواقع الاحتجاز، للحد من مخاطر سوء المعاملة للسجناء المعتقلين في الزنازين الحوثية.

ويعتقل الحوثيون أكثر من عشرة ألاف مختطف منذ أكثر من سنتين بحسب التقرير الأخيرة للجنة الحكومية لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن ولا تزال عمليات الاختطافات والاعتقالات الحوثية لمعارضيهم السياسيين ومنتقديهم وسجناء الرأي متواصلة ، ليس هناك من يردع هذا الصلف والانتهاك للحقوق الانسانية فالمسلحين الحوثة وقوات صالح المتحالفة معهم لا تستجيب لأي دعوات انسانية في التوقف عن هذا الانتهاك الحقوقي البشع بحق اليمنيين. وما يمكن قوله هل ستنقذ الامم المتحدة هؤلاء المعتقلين من فكي مسلحي الحوثي الوحشية.

مقالات مشابهة