المشاهد نت

حضرموت: شراكات محلية تعالج قضايا مجتمعية

حضرموت – خالد بلحاج

نفذت مؤسسة الشهيد بن حبريش للتنمية محافظة حضرموت (جنوب شرقي اليمن)، على مدى عام كامل، جلسات ومنتديات حوارية، في ثلاث مديريات مستهدفة، هي: “القطن، تريم وسيئون”.

يأتي هذا في إطار برنامج تعزيز الأمن المحلي على المستوى المحلي باليمن، بالشراكة مع مؤسسة رنين اليمن، وإشراف ميسرين ميدانيين.

ونوقشت خلال تلك الجلسات والمنتديات عدد من القضايا المجتمعية الشائكة في تلك المديريات، بمشاركة محلية من كافة شرائح المجتمع ومكوناته.

كما هدفت إلى حلحلة تلك القضايا والخروج بتوصيات ومخرجات لصنًاع القرار والمختصين؛ لوضع حلولٍ لها ومعالجتها.

66 منتدى وقضية

المدير التنفيذي لمؤسسة الشهيد بن حبريش للتنمية، المهندس عبير صالح حمدي غودل، قالت في حديث ل-“المشاهد”: “إن مشروع دعم الأمن المحلي في اليمن يستمر عامًا، ويستهدف محافظة حضرموت الوادي والصحراء، في ثلاث مديريات: القطن وتريم وسيؤون، وينفذ بشكل عام 66 منتدى، بمعدل 22 منتدى لكل مديرية، بالإضافة إلى حوارات مجتمعية”.

وأضافت: أن هذه المنتديات المحلية شارك فيها كافة مكونات المجتمع المدني، من الأكاديميين والشباب والمرأة، وذوي الاحتياجات الخاصة، وممثلي المكاتب التنفيذية في الحكومة، وأصحاب القطاعات الخاصة ومؤسسات المجتمع المدني.

قضايا شائكة أبرزها المخدرات

وأشارت عبير غودل إلى أن المشاركين ناقشوا الكثير من القضايا، لعل أهمها غياب دور الدفاع المدني، المخدرات، الشرطة القضائية، السرقة، المهمشين، مراكز الإبلاغ النسوية، تكدس القضايا في المحاكم.

بالإضافة إلى الجبايات التي تفرض على الناقلات من غير وجه حق من قبل النقاط العسكرية، والسرعة المهولة لسيارات العسكر، الحوادث المرورية، الابتزاز الإلكتروني.

ومجموعة كبيرة جدًا من القضايا التي تم مناقشتها، وجميعها نوقشت في القطن وسيؤون وتريم، لكن أبرزها والتي تصدرت المشهد، هي قضية المخدرات.

توصيات ومخرجات

وأضافت المدير التنفيذي لمؤسسة بن حبريش: “لقد خرجنا بمجموعة كبيرة من التوصيات، وتم مناقشتها في ورش ربعية، تعقد بعد ست أو سبع منتديات، ويتم فيها استضافة صناع القرار في السلطة المحلية، والمكاتب التنفيذية المعنية بالقضايا”.

ولفتت إلى أن تلك الورش تضم 20 شخصًا، نناقش فيها التوصيات التي خرجت من المجتمع المحلي ونحللها بشكل أكبر، ثم نعرضها على أصحاب الشأن إذا كانوا موجودين للفصل فيها للتنفيذ.

ولم تغفل التذكير بأهمية تفعيل الدور الإعلامي، ودور الصحة والأوقاف ومؤسسات المجتمع المدني، والسلطة والأمن، وكل شخص معني بدوره لبلورة هذه التوصيات، ثم صياغتها في ملخصات، سواءً خلال الورشة الأولى أو الثانية، ومن ثم ترسل إلى المكاتب المعنية لعقد ورشة ثالثة، ومتابعة تنفيذ المخرجات أو التوصيات.

تجاوب وتفاعل

عبير غودل أشارت أيضًا إلى تجاوب صناع القرار بشكل كبير في السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية والمعنية، ومؤسسات المجتمع المدني والأمن.

مؤكدةً أن قضية المخدرات كان التجاوب فيها كبير جدًا، واتخذت على إثرها الكثير من الخطوات، لعل أهمها تدخل مؤسسة بن حبريش بمبادرةٍ في قضية المخدرات.

وشمل هذا التدخل ثلاثة جوانب، هي: التوعية، وبناء أصول ثابتة لهيئة مكافحة المخدرات للقيام بمهامها، وبناء أصول لغرفة تدريبية لأفراد الهيئة للتأهيل في كيفية التعامل مع المدمنين وكشف المواد المخدرة.

إقرأ أيضاً  الحوثي يعلن استعداده تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بدون شروط

كما تبنت مؤسسة بن حبريش نشر مجموعة من المواد التوعوية، سواء كانت فلاشات مرئية أو مسموعة، بحسب عبير غودل.

وأضافت: “أيضاً السلطة المحلية والأمن تفاعلوا وقاموا بدورٍ كبير من خلال بناء غرفة لمكافحة المخدرات، وحاليًا يتم بناء مستشفى خاص بالمدمنين، سيفتتح قريبًا”

وكذا تفاعل الأوقاف بعمل خطب دينية توعوية، كما عملت وزارة الشؤون الاجتماعية خطابات للمؤسسات والمنظمات بأنه يجب أن تكون هناك حملات توعية، ووجهت التربية والتعليم المدارس بتنفيذ حملة للتوعية بمخاطر المخدرات.

وأكدت غودل أن الكل تفاعل في قضية المخدرات وقدموا الكثير من الحلول التي من شأنها دق ناقوس الخطر، خصوصًا أنها قد تكون موجودة في كل منزل، إذا لم يتم استشعار المخاطر.

توصيات وحلول مرجعية

وأشارت المدير التنفيذي لمؤسسة بن حبريش إلى أن المشروع شارف على الانتهاء، متمنية أن يتم تنفيذ هذه التوصيات التي خرجوا بها، لأنها ممتازة جدًا، وواقعية.

لافتةً إلى احتفاظها بملخص كامل عن التوصيات كونها تمثل مجهودًا عامًا بحيث تكون مرجعية لأي شخص أو جهة ترغب في حل هذه القضايا، باعتبارها تجربة ناجحة نحاول تعميمها.

تحديات

وكشفت عبير غودل عن مجموعة من التحديات التي واجهت المشروع، خصوصًا أننا نتحدث عن القطاع الأمني والتعامل معه، في ظل وجود فجوة بين القطاع الأمني والمجتمع المحلي، ومؤسسات المجتمع المدني.

كما أن هناك الكثير من العراقيل والصعوبات، في الجانب الأمني في ظل الوضع الذي تعيشه اليمن، من عدم استقرار، وكذا الحديث عن القضايا الحساسة التي قد تضع المؤسسة في موقع شك أو تضع الميسرين الميدانيين، تقول غودل.

وتضيف: حاولنا التغلب على كل هذه التحديات، وحث المجتمع المحلي على تقبل النقاش والحوار حول هذه المواضيع التي كانت تعتبر حساسة.

بالإضافة إلى المساءلة المجتمعية للمكاتب التنفيذية والسلطة المحلية، وكيفية تحويلها إلى مساءلة في ظل إطار قانوني أو مؤطرة قانونيًا، ونحولها إلى تحديد أدوار ومسئوليات، وهذه أيضا من بين التحديات.

وتؤكد عبير غودل أن من بين التحديات أيضًا التنسيق مع المسئولين والشخصيات للالتقاء بهم أو حضورهم، في ظل انشغالاتهم، وكذا عدم تجاوب المجتمع نتيجة هذلان تجارب سابقة ومشابهة.

مشاريع مستقبلية

وكشفت غزدل عن برامج مستقبلية تنفذها المؤسسة، قائلةً: “لدينا الكثيرمن المشاريع وسوف نوقع خلال هذا العام عدد من المشاريع مع مانحين في قطاعات مختلفة”.

مؤكدة أن الجانب التوعوي من صميم عمل المؤسسة، بل هو الشريان النابض لأي مؤسسة تنموية، وبالتالي التوعية يسبق أي مجال، كالتدريب والتمكين، فيجب أن تكون هناك توعية أو ثقافة توعوية لدى المجتمع المحلي في أي قطاع نرغب ان نتحدث عنه.

رسائل

وفي ختام حديثها، وجهت عبير غودل رسالة بشكل عام للسلطة المحلية والأمن المجتمع المحلي، والمكاتب التنفيذية وللمجتمع بكافة شرائحه، بأن يكونوا يدًا بيد، للوصول إلى المشاركة المجتمعية والتشارك المجتمعي.

وقالت إنه في ظل وضع لا مستقر سنغرق جميعا وسنصل إلى الهاوية، إذا لم نضع أيدينا في أيدي بعض لكي نصل لبر الأمان.

مقالات مشابهة