المشاهد نت

مالذي جعل منظمة أطباء بلاحدود تعلق عملها في الضالع؟

الضالع – بديع سلطان :
عادت الطفلة ميمونة أدراجها خالية الوفاض من أي نتيجة واضحة تجاه ما تعانيه من أوجاع في جسدها النحيف المتهالك، رغم ترددها المستمر على المستشفى الحكومي الوحيد في مدينة الضالع، وسط اليمن.

ميمونة ابنه الحادية عشر ربيعاً تكابد آلاماً منذ أكثر من أسبوع، لم يستطع الطاقم الطبي المحلي المتواجد في مستشفى النصر العام بمدينة الضالع من تحديد طبيعة تلك الآلام، وبالتالي عدم منح ميمونة أي علاجٍ يخفف ما تكابده.

عائلة ميمونة تُرجع أسباب استمرار معاناة طفلتهم إلى انعدام وجود كوادر طبية وتشخيصية متخصصة، على غرار ما كان يتميز به مستشفى النصر بالضالع في فترة تواجد منظمة أطباء بلا حدود الدولية، وطاقمها الطبي في المستشفى.

يقول والد ميمونة، عبداللطيف محسن (للمشاهد): إن الكثير من المرضى أصبحوا يترددون على المستشفى الحكومي بالضالع دون أن يحصلوا على أي خدمات، بسبب تعليق عمل منظمة أطباء بلا حدود، وافتقار المستشفى للكوادر المتخصصة، وانعدام المعدات التشخيصية الحديثة.

ويضيف والد ميمونه” العديد من الحالات التي تحتاج لتشخيصٍ متخصص أو معرفة أمراضها المستعصية تضطر لمغادرة المستشفى دون الحصول على أي خدمات أو حتى تشخيص دقيق للحالة، والمرضى المقتدرون يستطيعون التوجه إلى عدن للعلاج في مستشفياتها، لكن أولئك غير المقتدرين هم من يتعرضون لمعاناة أكبر، ومأساتهم في تزايد مستمر”

وكانت منظمة أطباء بلا حدود الهولندية تعمل في مدينة الضالع، وتتخذ من مستشفى النصر العام مقراً لها، وتقدم خدماتها للمواطنين، وتحديداً الأطفال منهم.

غير أن التهديدات التي تلقتها المنظمة والاعتداءات المستمرة من قبل مسلحين مجهولين، خلال الشهرين الماضيين، إضطرتها إلى مغادرة المدينة، حرصاً على حياة طاقمها الطبي.

ونظمت ادارة مستشفي النصر و اهالي المرضي بالاضافة الي العاملين في مستشفي النصر وقفة تضامنية   طالبت بمعاقبة من وصفوهم  (بالبلاطجة) والمسلحين الخارجين عن القانون ،و أدان المشاركون  بالتهديدات المستمرة التي تعرضت لها المنظمة، وطاقمها العامل في محافظة الضالع مؤكدين أن ما يقوم به البعض من تهديدات واعتداءات تعتبر أعمالاً دخيلة على الضالع ومجتمعها، معلنين تضامنهم مع منظمة أطباء بلا حدود وطاقمها الطبي.

إقرأ أيضاً  تكحيل العين…طقس رمضاني مهدد بالاختفاء في صنعاء

وطالب الوقفة التضامنية في بيان لها حصل ” المشاهد ” علي نسخة منه  المجتمع المحلي وأطباء مستشفى النصر بالضالع، المنظمةَ بالعدول عن قرارها في تعليق أعمالها الإنسانية التي تقدمها لأبناء المحافظة، وفق بيانٍ صادر عن الوقفة التضامنية.

من جهته قال الإعلامي في مكتب مديرية الضالع، مركز المحافظة، محمود محسن، والمشارك في الوقفة قال “للمشاهد ”  إن الوقفة التي نظمها أطباء مستشفى النصر، وأهالي مدينة الضالع عبرت عن طبيعة مواطني الضالع السلمية، ورفضهم لكل أشكال العنف والتهديدات التي تعرض لها أشخاص قدموا خدمات جليلة للمواطنين.

وكشف محسن عن اتفاقٍ تم بين مكتب الصحة بالمحافظة، وإدارة المعهد الصحي وإدارة مستشفى النصر العام، تضمن نقل سكن منظمة أطباء بلا حدود إلى سكن الطالبات في المعهد الصحي، كأحد الحلول التي تمنع تكرار حدوث أي اعتداء على طاقم المنظمة.

وأكد أن هناك متابعات حثيثة من شخصيات في السلطة المحلية ووجاهات اجتماعية لإعادة طاقم المنظمة إلى المحافظة، حتى يستفيد المواطنون، والأطفال خاصةً، من خدماتها الطبية والإنسانية.

وكانت المنظمة قد تعرضت لاعتداءات متكررة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين، سبقتها تهديدات من قبل أشخاص مجهولين.

كما أن الاعتداءات التي تعرض لها الطاقم الطبي نفذها مسلحون خارجون عن القانون، لا يُعلم هويتهم أو انتماءاتهم، بحسب مصادر محلية.

وتحتاج محافظة الضالع لوجود طواقم طبية متخصصة، خاصةً في ظل أوضاع إنسانية وصفت بالمأساوية تعيشها المحافظة.

ورصدت المنظمات الدولية والمحلية وجود مؤشرات لسوء التغذية الحاد في عددٍ من مديريات المحافظة، منها مديرية الأزارق، التي سجلت حالات وفاةٍ لأطفالٍ بسبب سوء التغذية.

كما تعتبر محافظة الضالع، الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، منطقة مواجهات مسلحة مع جماعة الحوثي على التخوم الشمالية والشرقية للمحافظة، وهو ما يجعل من وجود منظمة أطباء بلا حدود أمراً ملحاً وضرورياً.

وسبق لمنظمة أطباء بلا حدود تعليق أعمالها في محافظات يمنية أخرى، لذات الأسباب، كان ذلك في محافظة تعز قبل أشهر، بعد تلقي المنظمة لتهديدات وتعرض منتسبيها لاعتداءات مسلحة.

مقالات مشابهة