المشاهد نت

تعز: صلح ينهي خلافاً على شق طريق فرعي استمر 40 عاماً

تعز – سالم الصبري:

شهدت مديرية مشرعة وحدنان بمحافظة تعز (جنوبي غرب اليمن)، مؤخراً، التوقيع على صلح تم بموجبه إنهاء أطول خلاف في المديرية بين أهالي قريتي “المحرس وعدن ديمة”، والذي تسبب في إيقاف تنفيذ مشروع طريق فرعي لا يزيد طوله عن كيلومترين.
بعد أكثر من 40 عاماً مضت على شق طريق مديرية مشرعة وحدنان في جبل صبر بمحافظة تعز، في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، لم ييأس سكان قرية “عدن ديمة” والقرى المجاورة لها، من شق طريق متفرع من الطريق الرئيسي الذي يربط معظم قرى المديرية، والمعروف لدى سكان المنطقة بطريق “لفغرة -عدن ديمة”، رغم توقف العمل بالمشروع أكثر من مرة، بحسب الناشط المجتمعي عماد الصبري، لـ”المشاهد”.
ويستفيد من الطريق، في حال تم إنجازه، 3 آلاف من سكان قرى (عدن ديمة، النوامي، الرباط، الأرجام، والعويرضة).

حلم يتحقق

إنجاز هذا الطريق هو بمثابة حلم للأهالي تشاركته الأجيال خلال 4 عقود مضت، ومن شأنه رفع المعاناة عن كاهل المواطنين من أهالي المنطقة، خصوصاً المرضى وكبار السن والنساء الحوامل، بحسب أحمد مهيوب، رئيس اللجنة المجتمعية لقرية “عدن ريمة”، الذي أكد لـ”المشاهد” حدوث حالات وفاة عديدة بين صفوف النساء المتعسرات، بالإضافة إلى فقدان الأجنة، بسبب عدم وصولهن إلى المشفى في الوقت المناسب، نتيجة لغياب الطريق، واضطرار الأهالي لحمل مرضاهم على الأعناق، أو بواسطة النعوش، إلى مستشفيات مدينة تعز.
وتعود مشكلة تعثر العمل بمشروع الطريق إلى خلاف بين أبناء قرية “عدن ديمة” المستفيدين من المشروع، وقرية “المحرس”، أصحاب الأرض التي سيمر فيها مشروع الطريق، بحسب أحمد عبده سعيد، ممثل مديرية مشرعة وحدنان في المجلس المحلي بمحافظة تعز، موضحاً لـ”المشاهد” بالقول: “الخلاف بين القريتين قديم، ويرجع إلى أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وكنا قد طرحنا حينها عدة حلول لهذا الخلاف، لكن دون جدوى، واستمر الحال على ما هو عليه حتى عام 2012م تقريباً، وحصل اتفاق بين أهالي القريتين على أن يتم توصيل الطريق إلى “عدن ديمة” يدوياً، مقابل أن يقوم سكانها بتعويض أهالي “المحرس” عن الأراضي الخاصة بمزارع القات التي سيمر بها الطريق. وسارت الأمور بشكل جيد بحسب الاتفاق الموقع بينهما، وتعاون أبناء القريتين في العمل معاً على شق الطريق، لكن للأسف حدث ما لم يكن متوقعاً، حيث تفاقمت المشكلة من جديد نتيجة الاعتداء الذي تم على أحد أبناء قرية “المحرس” من قبل شباب من قرية “عدن ديمة”، أعقبها ردة فعل من أهالي قرية “المحرس”، وقاموا بإزالة معظم الجدران الساندة التي تم إنشاؤها، ثم تطورت المشاكل بين القريتين، وتوقف العمل بمشروع الطريق من حينها”.

إقرأ أيضاً  خديجة.. قصة التغلب على العنف وخذلان الأسرة
تعز: صلح ينهي خلافاً على شق طريق فرعي استمر 40 عاماً
الطريق المتنازع عليها سابقا

بارقة أمل جديد

بعد مرور سنوات من إيقاف العمل في آخر محاولة لشق الطريق، سعى أبناء قرية عدن ديمة مجدداً للبحث عن حلول لهذه المشكلة، كما يقول جمال النقيب، مدير عام مديرية مشرعة وحدنان، موضحاً لـ”المشاهد” أن السلطة المحلية بالمديرية، وبرعاية السلطة المحلية بالمحافظة، ممثلة بالدكتور عبدالحكيم عون، وكيل محافظة تعز، سعت المديرية لإيجاد حل لهذه المشكلة، والتواصل مع أبناء القريتين من أجل طي الخلاف بينهما، وجبر الضرر.
وبالفعل، سارع أبناء قرية “عدن ديمة” لزيارة سكان قرية “المحرس”، والاعتذار لهم عما بدر منهم من أخطاء، وتجاوز سلبيات الماضي، وفتح صفحة جديدة بينهما لاستكمال شق الطريق وفقاً للاتفاقية السابقة بينهما.
وأوضح وكيل محافظة تعز عبدالحكيم عون، لـ”المشاهد” أن الاتفاق بين قريتي “المحرس” و”عدن ديمة”، دليل على رغبة الطرفين في إنهاء معاناة سكان القرى المحرومة من الطريق، مثمناً الجهود التي بذلت لحل المشكلة وتقريب وجهات النظر وردم الفجوة بين أهالي القريتين، والتوصل إلى صلح ينهي الخلاف بينهما خدمة للمصلحة العامة.

طرقات أخرى متعثرة

يتكرر منع أصحاب الأرض في قرى تعز، من شق الطرقات التي تسهل لآلاف المستفيدين الوصول إلى قراهم بيسر، في ظل الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على قرى في مديريات شرعب وجبل حبشي.
ومن الطرق التي وقف أهالي بعض القرى حائلاً دون استكمال شقها، طريق عزلة بني عيسى -ريمة -بني خيلة، غرب مدينة تعز، إذ رفض أحد ملاك الأرض في قرية “ريمة” التابعة لعزلة بني عيسى بمديرية جبل حبشي، مرور “الحرارة”، وهي آلة كبيرة لشق الطرقات الجبلية، على أرضه، رغم أن أغلب الطريق قد شقت، ولم يتبقَّ سوى أقل من 3 كيلومترات من أرض الرجل إلى الطريق الرئيسي في قريته.
وتعثر الطريق حالياً، الأمر الذي يفاقم من معاناة سكان منطقة “بني خيلة” المحاصرة من قبل مسلحي جماعة الحوثي، منذ العام 2016.

مقالات مشابهة