المشاهد نت

قواتٌ حكومية تدخل عدن في طريقها نحو جبهات القتال

عدن – بديع سلطان
وصلت، ظهر الأحد، إلى مدينة عدن (جنوب اليمن) قوات تابعة للحكومة اليمنية، برفقة عددٍ من المدرعات السعودية.
وأكد القيادي في قوات الحزام الأمني الموالي للمجلس الانتقالي، النقيب ياسر الصبيحي ل “المشاهد”: إن تلك القوات تم منعها، مساء السبت، في نقطة العلم، شرق عدن من دخول المدينة، من قبل قوات الانتقالي.
وأضاف أن إجراءات منع القوات الحكومية من دخول عدن؛ أدت إلى توتر الوضع العسكري بين الطرفين، وسط تحليق طيران التحالف في أجواء المنطقة، وإطلاق قذائف ضوئية تحذيرية.
وأشار الصبيحي إلى أن قوات الجيش اليمني تراجعت مساء السبت إلى منطقة دوفس في محافظة أبين، بعد منعها من دخول عدن؛ بعد توجيهات من قيادة التحالف العربي.
وقال القيادي في الحزام الأمني: إن تفاهمات تمت بين قيادة التحالف العربي والمجلس الانتقالي قضت بعودة القوات الحكومية ودخولها، ظهر الأحد، إلى عدن عبر نقطة العلم، الفاصلة بين أبين وعدن.
وأكد الصبيحي أن القوات الحكومية ترافقها مدرعات سعودية توقفت في منطقة العريش بمديرية خورمكسر، بعد خروجها من منطقة العلم.
وفي ذات السياق، أكدت مصادر عسكرية ل “المشاهد” إلى أن رئيس اللجنة العسكرية الحكومية المُكلفة بمتابعة وتنفيذ اتفاق الرياض، اللواء أحمد علي مسعود سحب استقالته، بعد أن كان قد قدمها مساء السبت بعد منع قوات الانتقالي دخول القوات الحكومية إلى عدن.
وكان اللواء مسعود قد تحدث عن ما وصفها ب “انعدام الرؤية الواضحة لتطبيق اتفاق الرياض”، غير أنه تراجع عن استقالته عقب التوصل لتفاهماتٍ مع المجلس الانتقالي.
يُذكر أن مصادر عسكرية قالت ل “المشاهد”: إن انسحاب قوات الحيش اليمني، مسنودةً بقواتٍ سعودية، إلى منطقتي دوفس ثم شقرة، كان بسبب منع وقوع مواجهات عسكرية مع قوات الانتقالي.
يأتي ذلك في ظل معلوماتٍ عن إصابة جندي سعودي خلال عملية منع قوات الانتقالي لدخول القوات الحكومية، بالإضافة إلى أنباءٍ عن تدمير آلية عسكرية.

الانتقالي يرفض في البداية
وفي أول تعليقٍ له على دخول القوات العسكرية الحكومية إلى عدن، قال المجلس الانتقالي الجنوبي: إن الأمور شرق عدن تحت السيطرة، وليس هناك ما يستدعي القلق.
وأشار الانتقالي في بلاغٍ صحفي للمتحدث الرسمي، نزار هيثم، تلقى “المشاهد” نسخةً منه، إلى ما أسماها بمحاولات الالتفاف على مضمون اتفاق الرياض، من قبل “جماعة الإخوان”، حد وصف البلاغ، قابلتها قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بالرفض القاطع.
ولفت البلاغ إلى أن موقف الأشقاء في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية كان “إيجابياً”، وأثمر بإعادة تلك الآليات لمواقعها السابقة بعد حالة من التوتر “غير المبرر”.
وأكد أن الأمور عادت إلى وضعها الطبيعي، وسيواصل المجلس جهوده باتجاه التنفيذ السليم للاتفاق، فيما ستظل قوات الانتقالي في كامل “جاهزيتها القتالية واستعدادها” لتنفيذ أي “مهام دفاعية”.
إلى ذلك، قال هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي: سنقف وبكل قوة ضد عودة أي شخص مصنف في الجنوب أو لدى التحالف العربي أو التحالف الدولي كإرهابي.
وأضاف بن بريك، في تغريدةٍ رصدها “المشاهد”، أن عودة من وصفهم “بالإرهابيين” إلى الجنوب مستحيلة، في إشارةٍ إلى تواجد عناصر إرهابية ضمن قوان القوات الحكومية.

إقرأ أيضاً  ضحايا الابتزاز الإلكتروني من الفتيات

نحو جبهات الحوثي
وكانت المملكة العربية السعودية قد عززت لواء الدفاع الساحلي، واللواء 39 مدرع، واللواء 89 مشاة بأطقم عسكرية ودعم لوجيستي الأربعاء الماضي؛ للبدء بتنفيذ اتفاق الرياض، عبر توزيع القوات العسكرية على محاور جديدة لمواجهة جماعة الحوثي، ومهام أخرى، وهي القوات التي دخلت عدن الأحد.
وهو ما اعتبرته مصادر حكومية رفضاً رسميًا من المجلس الانتقالي بتنفيذ المحلق الثاني (العسكري) من اتفاق الرياض، وذلك بمنعه في نقطة العلم بمدخل عدن الشرقي مرور قوات عسكرية حكومية قدمت بمرافقة قوات سعودية من مدينة شقرة الساحلية بأبين، في طريقها إلى جبهات طور الباحة في محافظة لحج.

إعادة انتشار وتوزيع القوات
بينما كشفت مصادر عسكرية إجراءات وأسباب دخول القوات التابعة للحكومة إلى عدن ووظيفتها ودورها في المرحلة القادمة بعد الدخول إلى المدينة.
وأوضحت المصادر أن قيادة التحالف بعدن واللجان المشتركة لتنفيذ اتفاق الرياض على الأرض وقعت اتفافًا حددت بموجبه خريطة إعادة توزيع وانتشار القوات العسكرية في كل من الحكومة والانتقالي.
وأفادت المصادر أن قيادة التحالف بعدن استقدمت آلياتٍ عسكرية لقوات الشرعية، وكذلك قوات المجلس من أجل المشاركة في عملية النقل والسرعة بالتنفيذ.
وفقاً للاتفاق الذي وقع قبل أيام فيجب أن تبدأ عملية النقل إلى الجبهات الحدودية مع الحوثيين، حيث كان يستوجب دخول قوة إلى جبهة ما بعد طور الباحة، تابعة لقوات الدفاع الساحلي، وبنفس الوقت تنسحب قوات أخرى إلى مأرب، بالإضافة إلى تحرك جزء من قوات الحزام الأمني بلحج إلى جبهة مريس أو قعطبة.
وأكدت المصادر أن القوات الحكومية التي تم إيقافها في نقطة العلم، شرق عدن، كان بسبب عدم سحب قوات حكومية أخرى إلى مأرب، بحسب الاتفاق الموقع قبل أيام.
وأشارت إلى أن قوات التحالف بعدن شكلت لجنة وساطة من أجل استكمال نقل القوات الحكومية القادمة إلى جبهات القتال مع الحوثيين، والضغط على القوات الأخرى للانسحاب.
ونوهت المصادر إلى عدم صحة استهداف أية قوات من قبل طيران التحالف، كما أنه لم تحدث أية اشتباكات.. مضيفةً أن اللجنة نجحت في التوصل إلى حلٍ يجري الترتيب والإعداد له.

منع وتضييق من أبين إلى عدن
وبحسب مصادر عسكرية فإن القوات الحكومية تعرضت للمنع والتضييق والخصار من قبل قوات المجلس الانتقالي منذ خروجها من مدينة شقرة، وحتى وصولها إلى مشارف مدينة عدن.
وأشارت المصادر إلى أن القوة العسكرية ومعها اللجنة العسكرية السعودية وأعضاء اللجنة العسكرية الحكومية، تجاوزوا منطقة الشيخ سالم بعد التعرض لهم وحصارهم لساعات قبل أن يُسمح لهم بالمرور، كما تم توقيفهم بعد وصولهم المدخل الشرقي لعدن في نقطة العلم.
وأضافت ل “المشاهد” أن قوات الانتقالي عززت مواقعها في نقطة العلم وما بعدها، كما نفذت انتشاراً عسكرياً في الشوارع الرئيسية داخل عدن، خصوصاً بمديريتي خورمكسر وصيرة.

مقالات مشابهة