المشاهد نت

منى مطهر.. إعلامية تعمل في تصميم الأزياء

مخاطر المهنة والإستقطاب السياسي دفع منى لترك الإعلام

صنعاء – نجوى حسن

“طيلة عملي الإعلامي كانت تراودني فكرة إنشاء مشروع خاص بي”، تقول منى مطهر، مضيفة بمرارة: “هناك أسباب جعلتني أترك المجال الإعلامي عام 2020، منها التسييس في مهنة الصحافة، وتجيير الإعلامي مع أحد طرفي الصراع في البلاد، إضافة إلى أن هذه المهنة محفوفة بالمخاطر في ظل الحرب، بخاصة في مناطق الصراع”. وعملت منى في قناتي “الهوية”، و”اليمن اليوم،” كمعدة برامج، كما عملت في قناة اليوتيوب ضمن فريق إعلامي يناقش قضايا المرأة اليمنية.

فضلت منى قبل 6 أشهر شق طريقها بعيدًا عن الوقوف أمام الكاميرا، من خلال تصميم الأزياء والخياطة بعد القيام بدراسة السوق ومتطلباته لإنجاح مشروعها، كما تقول لـ”المشاهد”، مضيفة أنها استقت هذه الفكرة من خلال عملها في مجال الإعلام، وتسليط الضوء على المشاريع النسوية، وسعت في إنجاحها من أجل مساعدة أسرتها على تكاليف دارستها الباهضة الثمن.

العمل بعيدًا عن الإعلام

حضرت منى العديد من الدورات التدريبية في مركز نسوة، وبالذات في أساسيات الخياطة، وكذلك دورة خياطة العبايات، ودورات خياطة ملابس أطفال مبتدئة ومتقدمة، حد قولها، مضيفة أنها أنجزت العديد من التصاميم الجديدة والمبتكرة عن طريقة التغذية البصرية عبر منصتي يوتيوب وإنستغرام. وتتابع: “كنت متشائمة من دورات خياطة الأطفال، لأن الحاجات الصغيرة تجعلني أتوتر، لكني حظيت بتشجيع من مدربتي، فتعمقت بها وأبدعت فيها”.

وصممت 7 موديلات متنوعة “حاولت إرضاء جميع الأذواق بثلاثة ألوان مختلفة ومتناسقة، وأنجزت حتى الآن 100 قطعة، حصلت من خلالها في موسم الأعياد 900 ألف ريال يمني (تعادل 1700 دولار أميركي)، حد قولها. وحصلت منى على عقد مع بعض التجار بشراء بضاعتها بالجملة، وعروض أخرى من مصممات أزياء لعقد الشراكة في العمل، لكنها رفضت العقد لأنها لا تملك مشغلًا.

ورغم ذلك، مازالت تواجه منى صعوبات وتحديات عديدة، أبرزها صعوبة الحصول على الأقمشة المتنوعة والأدوات والمعدات الحديثة للخياطة، كما تروي، معبرة عن معاناتها قائلة: “يوجد لدي موديلات أعجز عن تصميمها لصعوبة وجود المواد والأقمشة في السوق، بسبب الأوضاع وصعوبة الاستيراد”.

ومن التحديات التي واجهتها عدم امتلاكها محلًا خاصًا بها، فلجأت إلى التسويق الإلكتروني، ووجدت صعوبة في أخذ قياسات الأطفال، لأنها تختلف من طفل إلى آخر، حد وصفها.

إقرأ أيضاً  مخيمات النازحين.. تحت رحمة «المنخفض الجوي»

وعرضت منى بضاعتها على بعض محلات الأسواق، والاتفاق على نسب معينة، لكنها وجدت الرفض منهم. وتقول: “وضع التجار شروط بشرائها مني بسعر الجملة، وهو سعر لا يناسبني”.

“سئمنا الحرب”

وتم إيقاف مرتبات الموظفين الحكوميين، بمن فيهم الصحفيين والإعلاميين، في نهاية العام 2016، الأمر الذي جعلهم يسعون جاهدين للبحث عن بدائل تمكنهم من إعالة أسرهم، رغم الصعوبات التي تواجهها. كما واجه الصحفيون الذين يعملون في وسائل إعلام غير حكومية، صعوبة في مواصلة العمل بعد إقدام الحوثيين على إيقاف بعض وسائل الإعلام، ومنهم منى التي اختارت تصميم الأزياء.

بالمثل اتجه الصحفي نبيل الشرعبي، للعمل في جمع مخلفات البلاستيك، لمدة عامين، وبيعها بثمن بخس، لكي يعيش بالحد الأدنى من الحياة. يقول نبيل: “بعد اقتحام صحيفة “أخبار اليوم” التي كنت أعمل بها مشرفًا في الاقتصادي، ومسؤول قسم الاقتصاد بموقع “الرأي برس”، وجدت صعوبة في الحصول على عمل، فعملت بجمع مخلفات البلاستيك”. ويضيف: “حصلت على عمل في مجال الإعلام، لكنه بشروط لم تتناسب مع قناعتي”. ويرى أن العمل الإعلامي بات محفوفًا بالمخاطر في ظل هذا الوضع.

ويواجه الإعلاميون العديد من المخاطر أثناء عملهم، وبخاصة في المجال الأمني، حيث تعد اليمن من أسوأ البيئات للصحفيين، حد قول توفيق الحميدي، رئيس منظمة سام للحقوق والحريات، لـ”المشاهد”.

وكان العام 2015، أشد الأعوام قتامة بحق الإعلام في اليمن، إذ رصدت منظمة سام 319 انتهاكًا من بين ضحاياها 10 قتلى، ثم عام 2016 حيث رصدت 305 انتهاكات من بين ضحاياها 10 قتلى، وفي 2017 سجلت 300 انتهاك من بين ضحاياها 3 قتلى، وعام 2018 رصدت 135 انتهاكًا، وسجل العام 2019 أقل الأعوام، حيث سجلت فيه 134 انتهاكًا، بحسب الحميدي.

“سئمنا الحرب، وضاعت أحلامنا”؛ تقول منى، مضيفة في ختام حديثها: “أتمنى من جميع الأطراف المتصارعة، والتي بيدها القرار، إيقاف الحرب، والتوصل لحلول جذرية تنهي سنوات الألم الذي امتد لكل بيت يمني”.

مقالات مشابهة