المشاهد نت

الثلاسيميا … مرض يتزايد في اليمن

الثلاسيميا صورة تعبيرية

صنعاء- وداد ناصر :

لم تتمكن نهال هيج، 35 عاما، من الاستمرار في عملها كطبيبة أسنان بصنعاء بعد أن تدهورت حالتها الصحية في السنوات القليلة الماضية. منذ طفولتها، تعاني نهال من مرض الثلاسيميا ، أو مرض تكسر الدم، ويعد الشفاء من هذا المرض أمرا عسيرا.

في حديثها لـ “المشاهد”، تقول نهال: “العمل في طب الأسنان يتطلب جهدا وحركة باستمرار، لكني لا أستطيع الحفاظ على نشاطي لأشهر متواصلة، الأمر الذي يجبرني على الرقود في المستشفى للحصول على دم، ولا يوجد علاج فعال لهذا المرض في اليمن عدا الحصول على دم من وقت لآخر”.

الثلاسيميا هو اضطراب دم وراثي يتسبب بانخفاض نسبة الهيموغلوبين في الجسم عن المعدل الطبيعي. يعمل هذا المرض على تدمير كريات الدم الحمراء، ونتيجة لذلك، يصاب المريض بفقر الدم.

تقول نهال: “والداي مصابين بجينات تكسرات الدم، وانتقل المرض إلى ثلاثة من الأبناء، وواحد فقط من إخوتي كان سليما. لم يخضعا والداي للفحص الطبي لأنه لم يكن متوفرا عندما تزوجا قبل أربعين عاما”.

تشير نهال إلى والديها لا ينتميان إلى نفس العائلة أو المنطقة، ولكنهما كانا يحملان المرض بالمصادفة.

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول مختار إسماعيل، مدير المركز العلاجي للجمعية اليمنية لمرضى الثلاسيميا والدم الوراثي في اليمن، إن حالات مرضى الثلاسيميا في تزايد مستمر، حيث يتم تسجيل حالات جديدة يوميا بمرض الثلاسيميا بالمركز العلاجي للجمعية في صنعاء وفرعه في الحديدة.

وبحسب تقديرات وزارة الصحة العامة والسكان، يصل عدد المصابين إلى أكثر من 40 ألفا في اليمن.

أشار إسماعيل إلى أن الصعوبات والتحديات التي تواجه عمل الجمعية اليمنية لمرضى الثلاسيميا والدم الوراثي تتضمن نقص الأدوية الأساسية لمرضى الأنيميا المنجلية مثل علاج“ هيدروكسي يوريا”، وأدوية سحب الحديد لمرضى الثلاسيميا ، وذلك نتيجة الاستخدام المستمر لها مدى الحياة.

إقرأ أيضاً  الأسر المنتجة تسعد الفقراء في العيد

تسبب الصراع العسكري والاضطراب السياسي في اليمن إلى تعطيل الإمداد بالأدوية لعلاج اضطرابات الدم الوراثية، الأمر الذي عرض حياة الآلاف من الأشخاص إلى الخطر.

إجراءات للحد من مرض الثلاسيميا

يعد الفحص قبل الزواج من أهم الإجراءات التي تضمن معرفة ما إذا كان المقبلين على الزواج يحملون جينات تكسرات الدم، وتستطيع الفحصوصات أن تمنع أو تخفف حدوث زواج لشخصين يكونان مصابين بهذه الجينات.

الفحوصات التي يتم إجراؤها قبل الزواج تسهم في الكشف عن الأمراض الوراثية، وإتاحة الفرصة لطرفي الزواج بمعرفة مدى سلامة كل منهما.

يقول إسماعيل لـ “المشاهد”: “لا بد من إجراء الفحوصات الخاصة بأمراض تكسر الدم الوراثي، وتكون الفحوصات في أي وقت قبل اتخاذ قرار الزواج، ويكون قرار الارتباط بين الطرفين قائما على نتائج طبية سليمة لضمان إنجاب أطفال أصحاء”.

بحسب إسماعيل، وصل عدد مرضى مرضى الثلاسيميا والدم الوراثي بصنعاء حتى نهاية سبتمبر 2023 إلى 7205، ويؤكد أن العدد في ازدياد من خلال التسجيل اليومي.

العديد من من الأشخاص المصابين بمرض الثلاسيميا لا يحصلون على الرعاية اللازمة، ويجدون صعوبة في السفر من المناطق الريفية البعيدة إلى المدن الرئيسية لإجراء الفحوصات والحصول على الأدوية.

في المناطق الريفية، لا تهتم العائلات بالفحص الطبي قبل الزواج، أو لا تتوفر هذه الخدمة بالقرب منهم، وقد تدفعهم تلك العوامل إلى إكمال مراسيم الزواج، دون إجراء الفحص الطبي للتأكد من سلامتهم من الجينات التي قد تقود إلى إنجاب أطفال مصابين بالثلاسيميا.

يختم إسماعيل حديثه لـ “المشاهد”، ويقول: “ينتشر مرض الثلاسيميا بشكل كبير في بعض المحافظات اليمنية وخاصة في قرى حجة وصعده، الحديدة وإب ، والعديد من الأسر غير قادرة على السفر إلى صنعاء لإجراء الفحوصات والتسجيل في المركز العلاجي للجمعية اليمنية لمرضى الثلاسيميا “.

مقالات مشابهة