المشاهد نت

هل تنهي واشنطن النفوذ الحوثي في اليمن؟ 

محللون: واشنطن تريد بقاء تهديد جماعة الحوثي للسعودية

عدن- فخر العزب

انتهت الحرب الكلامية بين جماعة أنصار الله (الحوثيين) والولايات المتحدة الأمريكية، ودخل الصراع بين الطرفين مرحلة جديدة من العنف والتحدي. خلال الثلاثة الأسابيع الماضية، نفذت القوات الأمريكية عشرات الغارات الجوية على عدة مواقع في المحافظات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، وردت الأخيرة باستهداف سفن تجارية وحربية أمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن. 

منذ أن بدأت واشنطن باستخدام القوة العسكرية للتعامل مع الحوثيين، أعتقد البعض أن القوات الأمريكية ستغير نظرتها للجماعة، وستعمل على تمهيد الطريق لإزالة النفوذ الحوثي في اليمن. لكن العديد من الباحثين والمراقبين السياسيين يرون أن الولايات المتحدة تريد أن يبقى نفوذ الحوثي، لأن بقاءه يساعدها على تحقيق أهدافها في المنطقة. 

الباحث في مركز اليمن والخليج للدراسات، عدنان هاشم، يقول لـ”المشاهد”: “إن الإدارة الأميركية لا تحرص على بقاء الحوثيين، لكنها تتبع استراتيجية لإبقاء الفاعلين من غير الحكومات نشطين في المنطقة، لتمكين سياسة الهيمنة والتدخل. ولأن الحوثيين حركة إيدلوجية وليست حركة تمرد عادية، فمن الصعب القضاء عليها”. 

بحسب هاشم، الإدارة الأميركية ترى في السعودية سوقا رائجا للأسلحة الأميركية، وبالتالي فهي تحرص على بقاء التهديد الذي يمثله الحوثيون، ولهذا، تتجنب الإدارة الأميركية أي خطوة من شأنها القضاء على الحوثيين.

يضيف: ” أن المصلحة الأميركية من وجود الحوثيين تتمثل في الإبقاء عليهم كمصدر تهديد للدول والشحن البحري لإبقاء نفسها كقوة عالمية، ويمكن أن يدفع الأميركيين باتجاه مواجهة كاملة مع الحوثيين في حالة واحدة فقط :عندما تصبح جماعة الحوثي تمثل تهديدا لأراضي الولايات المتحدة”.

في خطابه الأخير، قال زعيم جماعة الحوثي إن المواجهة مع أمريكا لا ترهبه كما حال بعض البلدان التي تخاف من أمريكا. وأضاف: “أطفال شعبنا لا يخافون من أمريكا ولا يخافون من إسرائيل فما بالك بالملايين من رجال هذا البلد الذين يتحركون من منطلق إيماني قرآني”.

إقرأ أيضاً  اقتصاديون ومواطنون: الوضع المعيشي «لم يعد يطاق»

سياسة الاسترضاء 

خليل العمري، كاتب صحفي، يرى أن الإدارة الامريكية اتبعت سياسة الاسترضاء وعدم المواجهة مع جماعة الحوثيين، وعادة ما استخدمتها لابتزاز السعودية، وفي أحيان كثيرة دعمت الجماعة كما تؤكد شواهد كثيرة.

ويوضح العمري أن أبرز الشواهد لسلوك واشنطن هو إجبار الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً على توقيع اتفاق ستوكهولم في ديسمبر 2018 على الرغم من اقتراب القوات الحكومية من تحرير ميناء الحديدة؛ والمثال الآخر الذي يبين تجاهل واشنطن للخطر الحوثي هو قرار إدارة الرئيس بايدن في الأيام الأولى من حكمه بإزالة الجماعة من قائمة الإرهاب. 

بعد بدء الضربات الحوثية على خطوط الشحن في البحر، وجدت الإدارة الأمريكية أنها في مواجهة حقيقية مع الحوثيين. يضيف العمري: “الولايات المتحدة الأمريكية وجدت نفسها معزولة في مواجهة الحوثيين في المنطقة بعد أزمة الثقة مع الدول المحورية مثل مصر والسعودية، ولهذا هي لا تريد تحمل كلفة مواجهة الحوثيين لوحدها، لذا فالإدارة الأمريكية أمام ورطة حقيقية في مواجهة هذا الصعود المتنامي للذراع الإيراني في المنطقة”. 

مواجهة محدودة

المحلل السياسي سنحان سنان، يقول لـ”المشاهد” إن العمليات الأمريكية ضد الحوثيين مرتبطة بهجمات الجماعة في البحر الأحمر، وعندما تتوقف الهجمات الحوثية، ستتوقف الضربات الأميركية في اليمن. 

يضيف ل “المشاهد”: “هذا يعني أن المواجهة محدودة ومرتبطة بالفعل ورد الفعل، وأن الأميركيين يريدون بقاء الحوثي كقوة في الخاصرة الجنوبية للجزيرة العربية، ولكن إذا تجاوزت الخطوط المرسومة، يتم تأديبهم بحدود معينة”.

يختم سنان حديثه، ويقول: “مصلحة أميركا من بقاء الحوثي هي أن تبقى السعودية مرتبطة استراتيجيًا بالإدارة الأميركية، كون جماعة الحوثي موالية لإيران. ولذلك، بقاء هذه الحركة كحالة شعبية وميليشيا دون شرعية، ولكن بقوة وإمكانات تمكنها من إلحاق الضرر على دول المنطقة، وهذا سيجعل السعودية تتمسك بشراكتها مع الولايات المتحدة الأميركية وفق الحاجة الأمنية في السنوات القادمة”.

مقالات مشابهة