المشاهد نت

غرق “روبيمار” يهدد ثروة اليمن السمكية  

كارثة روبيمار تهدد مصدر دخل نحو نصف مليون يمني يعملون في قطاع الصيد

عدن- لؤي سلطان

عبر عدد من الصيادين في اليمن عن قلقهم من الآثار البيئية المترتبة على غرق السفينة روبيمار، التي أعلنت الحكومة اليمنية غرقها في السبت 2 مارس الجاري، بعد 12 يوما من استهدافها بصواريخ بحرية من قبل قوات جماعة الحوثي.

وقد نقلت قناة الحدث الفضائية عن وزير النقل اليمني، عبدالسلام حميد، عزم اليمن مقاضاة ملاك السفينة “روبيمار” للضغط من أجل المساعدة في التخلص من آثار غرق السفينة على ثروة اليمن السمكية.

المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ قال في حديث تلفزيوني اليوم الإثنين أن خمسة خبراء من برنامج الأمم المتحدة سيسافرن اليمن لتقييم الآثار البيئية لغرف السفينة روبيمار بالتنسيق مع وزارة البيئة في اليمن.

وكانت قد أصيبت السفينة روبيمار، المسجلة في بريطانيا، والتي تحمل علم بليز بهجوم صاروخي في 18 فبراير الماضي في خليج عدن، بالقرب من باب المندب.

حسب موقع بي بي سي البريطاني فإن السفينة تحمل أسمدة خطرة، وتدير السفينة شركة لبنانية وهي مسجلة في بريطانيا باسم شركة جولدن آدفنتشر للشحن، بميناء ساوثهامبتون البريطاني.

وأعلن المتحدث لعسكري باسم قوات جماعة الحوثي، يحي سريع أن قواتهم البحرية نفذت هجوما بصوارايخ بحرية استهدفت سفينة بريطانية في خليج عدن “روبيمار”، وأن السفينة أصيبت بأضرار بالغة وأصبحت مهددة بالغرق في خليج عدن، وان قواته حرصت على خروج طاقم السفينة بأمان.

إقرأ أيضاً  أسباب تراجع هجمات الحوثيين البحرية

في الأحد 3 مارس 2024، قالت صحيفة جيروسليم بوست الإسرائيلية أن هناك حاجة إلى مزيد من التفكير في ما يجب القيام به عند تعرض  السفن للإصابة  بالصواريخ. وأن ترك السفن تغرق ببطء ليس حلا جيدا.

يخشى الصيادون في اليمن الأضرار التي لن تقتصر على منطقة محددة، بل ستمتد إلى كافة المياه في البحر الأحمر مما يؤثر على مستقبل الصيادين ومصدر معيشتهم.

يقول الصياد محمد أحمد العسيلي، صياد في مدينة المخا، غرب اليمن، إنه يشعر بخيبة أمل من الخطورة المتزايدة التي تشكلها غرق السفينة وتداعيات عسكرة البحر الأحمر على حياة الصيادين اليمنيين.

فالأعمال العسكرية في البحر الأحمر ، تسببت في حرمان الصيادين من ممارسة الصيد فيما الهجمات المتبادلة بين جماعة الحوثي والقوات الدولية ضمن تحالف الإزدهار الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا المرابطة في البحر أدت إلى أضرار فادحة.

لافتاً إلى أن الأضرار الناجمة عن تسرب المواد الخطرة التي في متن السفينة، ستكون أضرارها طويلة المدى “ومن المتوقع في حال تجاهلت الجهات المعنية في معالجة المشكلة فإن مصير الصيادين مأساوية”.

 يرى العسيلي  أن تجاهل المجتمع الدولي لغرق السفينة روبيمار وعدم تضافر الجهود لإنقاذها سيؤدي إلى تدمير مختلف أنواع الأسماك ويفقد الصيادون مصدر رزقهم.

ويعرب هذا الصياد عن أمله في أن تكلل جهود الحكومة لتدارس الواقعة والقيام بأعمال للتعامل مع التداعيات ومعالجة الكارثة البيئية، وتفادي الأضرار الكارثية.

تداعيات غرق “روبميار” ترسم مستقبلا غامضا لمهنة الصيد التي تعد مصدر رزق لقرابة نصف مليون يعيلون قرابة 1.7 مليون نسمة، حسب الأمم المتحدة.

أستاذ الجغرافيا السياسية ورئيس مركز الدراسات البيئة ،خالد النجار، في حديث للمشاهد يقول: إن المواد الكيميائية التي استقرت الآن في أعماق البحر، تنتظر مصيرها المحتوم لتذوب في الماء وتتحول إلى مستحلب خطير” ، لافتاً إلى أن ذلك ينذر بكارثة بيئية قد تفوق في تأثيرها حوادث التسرب النفطي السابقة بعشرة أضعاف.”

لافتاً إلى أن التيارات المائية والرياح تلعب دورًا حاسمًا في تشتت هذه الملوثات، مما يزيد من تعقيد مهمة السيطرة على الوضع.

مقالات مشابهة