المشاهد نت

رغم التصعيد بالبحر الأحمر.. غروندبرغ: «خارطة الطريق» مازالت ممكنة

المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ - أرشيفية

عدن – شذى سعيد

قال المبعوث الخاص الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أمس الاثنين، إن الأمم المتحدة تتابع التصعيد الأخير في المنطقة وفي البحر الأحمر بمستوى متزايد من القلق.

وأضاف غروندبرغ في مقابلة مع قناة “الحدث”: هناك بُعد عسكري وسياسي واضح لذلك التصعيد، وهو مصدر قلق من جهتنا.

وأشار إلى أنه من الواضح أن هناك أيضًا الجانب الآخر، وهو التهديد وما يعنيه ذلك بالنسبة لحرية الملاحة، وكذلك عواقبه على البيئة عندما نرى السفن تغرق كما رأينا مع روبيمار.

وأوضح غروندبرغ، أنه على اتصال وثيق مع المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن، جوليان هارنس؛ لمناقشة الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل تقييم الآثار المترتبة على غرق السفينة على البحر الأحمر.

وأعلن غروندبرغ بأن خمسة خبراء سيصلون إلى اليمن في غضون الساعات القادمة، من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وسيبدأون بالتنسيق الوثيق مع وزارة البيئة في اليمن، في إجراء بعض التقييمات للعواقب التي قد تترتب على غرق السفينة روبيمار في البحر الأحمر.

وعن إمكانية تنفيذ خارطة الطريق قال غروندبرغ: أعتقد بقوة بأن خارطة الطريق التي نعمل عليها مع الأطراف ليست فقط ممكنة، بل إنه من الضروري أن تصل الأطراف إلى هذا المستوى من التفاهم من أجل الاستفادة من التقدم الذي شهدناه حتى الآن.

ولفت إلى أن بيئة الوساطة، أصبحت أكثر تعقيدًا نظرًا للتطورات الأخيرة في المنطقة، وهذا شيء يفهمه أي شخص يتابع التطورات في الشرق الأوسط، لكنها ليست مسألة أو عقبة من المستحيل التغلب عليها في رأيي، وأعتقد أن لدينا بالتأكيد الإمكانية لتحقيق ذلك.

ونوه إلى حاجة اليمنيين فيما يتعلق بضرورة دفع الرواتب، والحاجة لفتح الطرق التي تربط بين المدن الرئيسية، هناك حاجة إلى وقف إطلاق النار حتى يتمكن اليمنيون من العيش مرة أخرى مع ضمان عدم عودة الحرب. وأخيرًا، هناك حاجة أيضًا إلى استئناف العملية السياسية حتى يتمكن اليمنيون من تحديد مستقبلهم بأنفسهم.

وعن تأثر حياة اليمنيين بقرار تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية قال غروندبرغ: الأولوية الأولى هي تقييم تأثير هذا التصنيف على قدرة الأمم المتحدة على تقديم المساعدات الإنسانية، وزملائي من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الإغاثة الإنسانية هم على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة لضمان حصول الأمم المتحدة على التراخيص اللازمة لتكون قادرة على تنفيذ ومواصلة الدعم الإنساني لليمن.

وعن تطورات المواقف الدولية الجديدة في التصعيد الحاصل في البحر الأحمر، قال غروندبرغ: لا أعتقد أنه يمكننا تجاهل ضرورة إدراك أن زعزعة استقرار الوضع، والوضع الحالي في الشرق الأوسط، يولد بيئة معقدة بالنسبة للتوصل إلى الحلول عبر الوساطة بشكل عام.

إقرأ أيضاً  من طقوس العيد.. «الحناء الحضرمي» صانع بهجة النساء

وأعتقد أن أحد أهم الأسباب لذلك هو أن أولوية العالم والمجتمع الدولي تصبح أولوية فورية ومرتبطة بالتصعيد الحالي، وهذا عامل للتعقيد وحقيقة نحتاج إلى التعامل معها، لكنه لا ينتقص، ولا ينفي المسار طويل المدى الذي ننخرط فيه عندما يتعلق الأمر باليمن.

وأضاف أن ذلك لا يعني أن الجهود التي بذلناها هي جهود خاطئة . بل على العكس من ذلك، إنه يؤكد فقط على الضرورة الملحة لإحراز تقدم في التوصل إلى نتائج ملموسة وتحقيق اختراق عندما يتعلق الأمر بالوساطة الخاصة بخارطة الطريق وبجميع العناصر ذات الصلة التي يتعين القيام بها في سبيل هذه الغاية.

وعن الدور السعودي وعلاقته بتأثيرات الصدام الحوثي الأمريكي، قال غروندبرغ: إن دور المملكة العربية السعودية، وأريد أيضًا أن أضيف دور سلطنة عمان، في دعم جهود الأمم المتحدة، وجهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة، في السنوات الأخيرة، كان بالغ الأهمية.

وبما أن هذه الدول هي الدول المجاورة لليمن، فأنا لا أتوقع أقل من ذلك، ومن أن تظل هذه الدول متقدمة قدر الإمكان لتحقيق تطور إيجابي في جهود الوساطة اليمنية.

ويصبح ذلك أكثر أهمية في حال توصلنا إلى اختراق في خارطة الطريق وانتقلنا إلى التنفيذ، والدعم الذي أحتاجه من المنطقة والدعم الذي سأحتاجه من جيران اليمن، من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، سيظل بالغ الأهمية كما كان دائمًا.

وعن دور إيران قال غروندبرغ: عندما ذكرت سابقًا أنني بحاجة إلى دعم المنطقة، أريد أيضًا توسيع هذا المفهوم للمنطقة ولا أريد استبعاد أحد، وبهذا المعنى، فربما لاحظتم منذ بداية فترة ولايتي أنني أنشأت خط اتصال ثابت ومفتوح وجدير بالثقة مع إيران عندما يتعلق الأمر بتسوية الصراع في اليمن.

واختتم اللقاء بسؤال: لكنك أيضًا أشرت إلى المنطقة، هل يعني ذلك أنه لا يمكن تحقيق سلام في اليمن بمشاركة إيران وبمعزل عن بقية الملفات الإقليمية ذات الصلة بإيران؟ (لبنان، العراق، سوريا)؟.

أجاب غروندبرغ: من الأهمية بمكان أن يفهم الجميع وأن يدركوا أن اليمن لا ينبغي ولا يمكن أن ينظر إليه على أنه حاشية جانبية في سياق إقليمي أوسع.

وأشار إلى أنه من الخطر البدء بربط تلك الجهود بالتطورات الأوسع في المنطقة، وهو أمر أود تجنبه إلى أقصى حد ممكن.

وأضاف: الارتباط المتبادل أو المشروط أمر أريد تجنبه، ولهذا السبب سأظل أركز في النهاية على اليمن والعمل على ضمان تمكين اليمنيين من تحديد مستقبلهم.

مقالات مشابهة