المشاهد نت

 ” مضغ القات” مع السكر أوساط اليمنيين

إدمان تعاطي مضغ القات مع السكر

ذمار- رفيق محمد

يتعاطى محمد عبد الملك، 35 عاما، ما يقارب 250 جراما من السكر أثناء مضغ القات الذي يستمر 10 ساعات يوميا، و يستهلك السكر على دفعات قليلة لإضافة المذاق الحلو لأوراق شجرة القات التي يمضغها مع أصدقائه في ريف محافظة ذمار. 

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول محمد إن السكر شيء أساسي عندما يبدأ بمضغ القات، ولا يستطيع الاستمتاع بجلسة مضغ القات دون تناول السكر أربع مرات على الأقل في الساعة الواحدة.

يرى محمد أن اهتمامه بتوفير السكر لا يقل عن الاهتمام بالسجارة ، وهو ما يشير إلى أنه وصل إلى حالة من الإدمان، لأنه أصبح غير قادر على تعاطي القات دون السكر. يضيف محمد: “يساعدني السكر على مواصلة مضغ القات لساعات طويلة، لأنه يجعل مذاقه حلو ، ويساعدني أيضا على تعاطي كمية كبيرة من القات في المساء والليل”.

يتعاطى الكثير من اليمنيين، بخاصة في مناطق الريف ومناطق زراعة القات، كميات كبيرة من السكر أثناء مضغ القات يوميا، بالإضافة إلى تناول المسكنات والمشروبات الغازية. 

بحسب إحصائيات منظمات الأمم المتحدة، يقدر عدد من يتعاطون القات بشكل يومي على مستوى العالم بنحو 15 مليون شخص، وفي اليمن تشير بعض التقديرات أن 90 بالمئة من الرجال في اليمن يتعاطون القات يوميا طيلة ثلاث ساعات إلى أربع ساعات، وقد تناهز نسبة الإناث اللائي يتعاطينه 50 بالمئة أو أكثر من ذلك.

ومع إقدام الكثير من مدمني القات على تعاطي السكر كل يوم، يشكو الكثير منهم من تآكل أسنانهم، وأصبحوا يجدون صعوبة في مضغ الطعام، بخاصة أولئك الذين فقدوا أضراسهم بسبب التسوس.

إقرأ أيضاً  تضييق الخناق على السلفيين في شمال اليمن 

 يوضح أطباء الأسنان أن تناول العصائر السكرية والحلويات والمشروبات الغازية والحليب الذي يضاف إليه السكر يؤدي إلى تخمر السكريات في الفم بواسطة البكتيريا، فتنتج الأحماض العضوية التي تؤدي إلى تسوس الأسنان.

يذهب عدنان سنان يوميا بعد الظهر إلى مجالس القات في ريف ذمار، ويحمل معه العصارة اليدوية وأغصان القات، إذ لم يعد قادرا على مضغ أوراق القات دون تفتيتها.

يقول عدنان لـ “المشاهد”: “لقد تآكلت أسناني، وأصبحت الآن أعتمد على العصارة لتسهيل مضغ القات. عدم الاهتمام بنظافة الأسنان وتعاطي السكر مع القات تسببا بتهالك أسناني، ولم أدرك ذلك إلا في وقت متأخر”.

أضرار صحية 

الدكتور طلال عمران، إخصائي طب وجراحة وتجميل الأسنان، يرى أن هناك علاقة بين تسوس الأسنان وتناول السكر أثناء مضغ القات، ويعتبر استهلاك السكر مع القات نوعا من الإدمان.

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول عمران: “يبحث المواطن اليمني عن السعادة، ويبدو أن الكثير الأشخاص يجدون جلسات القات، وتناول السكر الملاذ الآمن للهروب من مشكلات الحياة، وتقليل الشعور بالتوتر والقلق. يدوم الشعور بالراحة لوقت قصير، لكن الأضرار لا يمكن تجنبها”.

بحسب عمران، تناول السكر والمشروبات الغازية مع القات يجعل المدمن يشعر بالمتعة، إلا أن هناك أضرارا صحية كثيرة على المدى البعيد، مثل زيادة مستوى السكر في الدم.

يختم عمران حديثه، ويقول: “والأضرار الأخرى تشمل تسوس الأسنان، وظهور حب الشباب، وتقلبات في المزاج حيث تتحكم نسبة السكر في الدم بالحالة النفسية والمزاجية للإنسان وتجعله رهينه للإدمان.”

مقالات مشابهة