المشاهد نت

إعلانات زائفة وبرامج سطحية… عيوب الإذاعات في صنعاء

إعلانات زائفة وبرامج سطحية... عيوب الإذاعات في صنعاء_

صنعاء- إبراهيم يحيى :

سمعت أم أمجد إعلانا في إحدى الإذاعات المحلية بصنعاء قبل أسابيع، وكان الإعلان عن خدمات طبية شاملة يقدمها مستشفى خاصا بأسعار رخيصة. شعرت بالفرح، وقررت أن تذهب بطفلها، الذي يبلغ من العمر أربعة أعوام، إلى ذلك المستشفى. يعاني طفلها من التهابات اللوزتين، ويحتاج إلى عملية جراحية.

ذهبت أم أمجد إلى المستشفى ودفعت المبلغ الذي تم ذكره في الإعلان، لكي يتم إجراء عملية جراحية. لكن الإدارة المالية في المستشفى طلبت 65 ألف ريال كتكاليف العلاج والفحوصات والعملية الجراحية.

أم أمجد تقول عن نفسها إنها من أسرة فقيرة، وتجد صعوبة في توفير ذلك المبلغ، وكانت مستعدة لدفع 15 ألف ريال فقط وفق التفاصيل التي سمعتها في الإعلان على الإذاعة المحلية.

حينها، أدركت أم أمجد أن الإعلان الذي سمعته في إحدى الإذاعات المحلية كان غير صحيح، ووصفته بأسلوب “مخادع” لجذب الزبائن للمعلنين.

الحاج عبد الله الأهجري، 65 عاما، مزارع في بني حشيش شمال العاصمة صنعاء، يقول ل “المشاهد”: “أثناء قيادتي للسيارة قبل أيام، سمعت إعلانا عبر إحدى الإذاعات المحلية عن منظومة طاقة شمسية متكاملة للمزارع، وبها يستطيع المزارع الاستغناء عن الديزل، واستخدام منظومة الطاقة الشمسية لضخ المياه من الآبار إلى المزرعة بشكل سريع مع ضمانة عشر سنوات”.

يضيف: “ذهبت إلى المكان الذي حدده الإعلان، وقمت بشراء المنظومة الشمسية بمبلغ كبير، ولكني تفاجأت بأن هذه المنظومة ضعيفة، وليس كما زعموا في الإعلان. قمت برفع قضية إلى المحكمة، وطالبت الشركة التي اشتريت منها المنظومة بتعويضي عن خسائري، وهذا بسبب الإعلانات غير الدقيقة التي تبثها بعض الإذاعات.

الأرباح أولوية

أحمد، 37 عاما، مذيعا في إحدى الإذاعات بصنعاء، يقول لـ” المشاهد “هناك ما يقارب من 30 إذاعة في صنعاء، ومعظمها في شقق سكنية صغيرة مكونة من ثلاث إلى أربع غرف، وتتبع العديد منها بعض النافذين في البلاد.

إقرأ أيضاً  حرمان المرأة العمل بسبب الزوج

يضيف أحمد:” تقوم هذه الإذاعات باستغلال المذيعين والعاملين بها بأجور زهيدة تصل إلى 70000 ريال فقط شهريا، وكل ما يهم القائمون على هذه الإذاعات هو الربح فقط. فمثلا، قدمت فكرة برنامج لإحدى الإذاعات، فقال لي مدير الإذاعة إن ما يهمه هو الراعي للبرنامج بغض النظر على فكرة ومحتوى البرنامج، فصاحب الإذاعة يريد المال أولا “.

أحمد جمال، 50 عاما، يقول لـ” المشاهد “:” قبل ظهور إذاعات المجتمعية، كنت أتابع إذاعة صنعاء، وكانت السبب الأول لمعرفتي للشعر والأدب، ومعرفة الشعراء اليمنيين والعرب عبر برنامج واحة الأدب. أما الآن، أصبحت هذه الإذاعات لا تقدم أي رسالة للمواطنين ويهمها في المقام الأول تحقيق الأرباح من الإعلانات مقابل برامج سطحية “.

برامج مملة

ماجد الجبري، 43 عاما، طبيب في صنعاء، يقول إن كان يستمع للإذاعات أثناء دراسته في الأردن ومصر، ووجد برامج هادفة ومفيدة للمجتمع، وكان يتابع برامج تلك الإذاعات ساعات كل يوم دون أن يشعر بالملل.

يضيف لـ” المشاهد “:” عندما عدت إلى اليمن، استمعت لبعض الإذاعات، ووجدت أنها عبارة عن إذاعات للإعلانات. مثلا، إحدى الإذاعات تتخصص أكثر من ساعة لما يسمى خبير بشرة وتجميل من أجل الترويج لأدوية وعمليات تجميل، ولم أسمع مثل هذه البرامج في الإذاعات المصرية والأردنية “.

سفيان اللوزي، 21 عاما، طالب جامعي، يقول ل” المشاهد “إنه شارك في برنامج مسابقات خلال شهر رمضان الفائت على إحدى الإذاعات بصنعاء، وتم الإعلان عن أسماء الفائزين.

كان اللوزي من ضمن الفائزين بجائزة قدرها عشرون ألف ريال. يضيف:” ذهبت إلى الإذاعة لاستلام الجائزة، لكنهم قالوا لي إن أعد إليهم بعد أسبوع لأن المعلن لم يسلم المبلغ المالي في ذلك الوقت. وعندما عدت بعد أسبوع، وجدت العديد من المتسابقين الذين كانوا ينتظرون جوائزهم، ولم نستلم أي مبالغ”.

مقالات مشابهة