المشاهد نت

غياب الوعي بالتغذية العلاجية في اليمن 

مختصة بالتغذية العلاجية - المشاهد

تعز- عبد الملك الأغبري :

تنجم بعض من الأمراض عن تناول الغذاء بشكل خاطئ، إذ تعمل بعض الأطعمة على إضعاف مناعة الجسم، وتفقده القدرة على مقاومة المرض أو التعافي منه. 

الكثير من المواطنين في اليمن لا يدركون أهمية التغذية العلاجية، ودورها في الحفاظ على الصحة البدنية، ويندفعون إلى الاستخدام المفرط للأدوية أو الخضوع لعمليات جراحية، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على وضعهم الصحي والاقتصادي. 

التغذية العلاجية هي المعالجة التي تعمل على تقليل مضاعفات الأمراض المزمنة من خلال الوقاية، أو المعالجة التامة عن طريق أنظمة غذائية تساعد الشخص على التحكم بمسار المرض، ورفع مستوى المناعة من خلال ممارسات تغذوية سلوكية تسهم في تحسين جودة الحياة.

الدكتورة هديل الحمادي، المختصة في التغذية العلاجية بعيادة”هلا” بمدينة تعز، تقول لـ “المشاهد”: “أمراض السكر والقلب والفشل الكُلوي، وغيرها، تنتشر بشكل مُخيف، وقد يكون انتشار تلك الأمراض ناتجا عن السلوكيات الخاطئة في تناول الغذاء، بخاصة مع وجود إمكانية لتهريب بعض المنتجات الغذائية التي تحتوي على مكونات غير آمنة، بالإضافة إلى التدخين، وكثرة تناول الأدوية والمهدئات الطبية بشكلٍ عشوائي”. 

تضيف: “لاحظت بأن المرضى يستخدمون مُهدئات بكثرة، ويشترون أدوية دون أن يكون لها مفعول إيجابي على صحتهم، وتؤدي تلك الأدوية إلى أعراض جانبية، أو تسبب لهم أمراض خطيرة ومزمنة”. 

قبل أشهر، شكلت الحمادي فريقا لعمل زيارات ميدانية للمدارس أو الأماكن العامة لنشر الوعي حول التغذية العلاجية، ومخاطر تناول الأدوية دون وصفات طبية. 

تشرح الحمادي أن بعض الأشخاص قد يحدث لهم صُداع، فيذهبون لشراء مهدئات من الصيدليات أو البقالات، والبعض يقبلون على شراء الخلطات الخاصة بالتسمين أو غير ذلك، ويستهلكونها دون تقنين، الأمر يؤدي إلى ألم في الكُلى أو الفشل الكُلوي، وغيرها من الأعراض الجانبية الخطرة. 

التغذية العلاجية..نتائج سريعة

في العيادة التي تديرها الحمادي، يتم جمع المعلومات المتعلقة بالمرض، ويخضع المرضى للفحوصات المخبرية المتعلقة بنسبة مستوى الدهون، والبروتين، والدم، والقياسات البدنية، كالطول والوزن ومؤشر الكتلة، لمعرفة توزيع الدهون داخل الجسم، وإجراءات أخرى مثل التشخيص السريري. 

إقرأ أيضاً  تفوق أطفال اليمن في مسابقات الحساب الذهني

نبيلة عبده، إحدى الحالات المرضية التي تلقت الرعاية في عيادة “هلا”، تقول ل “المشاهد”: “كنت أعاني من زيادة في مستوى الدهون الثُلاثية، وارتفاع مقاومة الأنسولين، والشعور بالحرارة الشديدة في الأطراف السفلية والعلوية، والضغط غير المنتظم وزيادة في الوزن. زرت العديد من الأطباء والعيادات، وكانوا يعطونني وصفات طبية، واستخدمت أدوية مختلفة، ولم أشعر بتحسن”. 

في الأسابيع الماضية، تلقت نبيلة الرعاية في عيادة التغذية العلاجية، وشعرت بتحسن حالتها. تقول ل “المشاهد”: “بعد أن شرحتُ للطبيبة المرض بشكلٍ مفصل، طرحت لي خيارات لوجبات غذائية معينة، بالإضافة إلى القيام بالتمارين بالصالة الرياضية التابعة للعيادة. بعد ثلاثة أشهر تحسنت مقاومة الأنسولين لدي بشكلٍ كبير جدًا، وتراجعت درجة بالحرارة  في جسمي، وتحسن مستوى الضغط عندي، بالإضافة إلى نقص وزني ما يقارب ٥كجم”. 

الدكتورة ابتسام أحمد، مختصة في التغذية العلاجية بتعز، تقول ل “المشاهد” إن التغذية المتوازنة تساعد في الحفاظ على وظائف الجسم المختلفة، مثل وظائف الجهاز المناعي والهضمي، والقلب والأوعية الدموية، كما تساعد في الحفاظ على وزن صحي، وتعزز الطاقة والتركيز، وتحسن النوم، والحد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، كالقلب والسكري والضغط.

تؤكد ابتسام أن العلاج الطبيعي هو علاج الأمراض دون اللجوء إلى المواد الكيميائية أو العمليات الجراحية، ويعد استخدام بعض الأدوية غير آمن بسبب تهريب بعض المنتجات العلاجية التي انتشرت خلال سنوات الحرب في ظل ضعف الرقابة على الأدوية الواردة إلى اليمن. 

تختم حديثها، وتقول ل “المشاهد”: “لو وضعنا لأنفسنا برنامج غذائي في إطار صحي، بإمكاننا تجنب العديد من الأمراض، والحفاظ على مناعة أجسامنا، وعلينا أن نتذكر دائما أن الإنسان طبيب نفسه”.

مقالات مشابهة