المشاهد نت

يمني في يوم السعادة العالمي: عن ماذا تتحدث؟

يمنيون يبحثون عن وثائق شخصية في مصلحة الأحوال المدنية

المشاهد- صنعاء – غمدان الدقيمي:
“تسألني عن السعادة في هذه الظروف!”، هكذا رد فؤاد ثابت، وهو مواطن يمني مستغرباً، على مراسل (إرفع صوتك) عندما سأله عما يعنى له يوم السعادة العالمي الذي يصادف 20 آذار/مارس من كل عام.
ويحيي العالم هذه المناسبة خلال العام 2017 بالحث على “العمل المناخي من أجل كوكب تعمه السعادة”.
ويعيش ملايين اليمنيين ظروفاً إنسانية صعبة على وقع استمرار الحرب الأهلية الدامية التي تدخل نهاية الشهر الجاري عامها الثالث، مخلفة أزمة إنسانية هي من بين الأسوأ في العالم.
وأسفر النزاع في اليمن حتى الآن عن سقوط نحو 10 آلاف قتيل و40 ألف جريح، منذ آذار/مارس 2015، فيما اضطر أكثر من ثلاثة ملايين يمني للنزوح من ديارهم بعيداً عن مناطق الموجهات بين القوات الحكومية والحوثيين.
وتقول الأمم المتحدة إن 18.8 مليون نسمة، أي ما يعادل ثلثي سكان البلد العربي الفقير يحتاجون لمساعدات منقذة للحياة، وإن أكثر من سبعة ملايين يمني “لا يعرفون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية”.
غضب
“غالباً لا نجد قوت يومنا”، يقول فؤاد ثابت، الذي يقطن وعائلته المكونة من 10 أفراد خيمة بلاستيكية في مخيم للنازحين يفتقر لأبسط الخدمات شمالي العاصمة صنعاء.
وإلى جانب عائلة ثابت، تعيش في المخيم عشرات العائلات التي نزحت منذ نحو عامين، من ديارها في محافظة صعدة المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين شمالي البلاد.
وأضاف الرجل الأربعيني، بنبرة غاضبة، “قبل الحرب كانت لدي سيارة أجرة أجني بواسطتها الكثير من المال.. كل شيء انتهى الآن”.
مراكز متأخرة
وصنّف تقرير مؤشر السعادة العالمي، الصادر عن شبكة الأمم المتحدة لحلول التنمية المستدامة، لعام 2016، اليمن في المرتبة 147 من أصل 157 دولة.
ويعزو باحثون محليون، عدم الشعور بالسعادة في أوساط اليمنيين لغياب أدنى المعايير في المؤشرات الـ38 التي حددتها الأمم المتحدة، ومن أبرزها: طبيعة النظام السياسي السائد في البلد المصنف، ومستوى الفساد في المجتمع، وأوضاع التعليم، والنظام الصحي، والأجور، ونسبة الفقر، وقدرة الأفراد على تقرير مستقبلهم…
تقول نهلة القدسي، وهي ناشطة حقوقية وصحافية يمنية متخصصة في قضايا الأسرة، لموقع (إرفع صوتك) “هناك أسباب كثيرة تحول دون شعورنا بالسعادة أبرزها الحرب وتداعياتها، وانتشار الفقر والمجاعة والخوف والتسول، وغياب مؤسسات الدولة، وكافة الخدمات”.
فساد
في باحة محكمة غرب العاصمة، جلس عبد الملك القرشي، 39 عاماً، شارد الذهن، حيث يسعى لاستخراج حكم قضائي يمكن والدته من الحصول على خدمات التأمين الصحي الممنوحة له كموظف في مرفق حكومي بصنعاء.
قال القرشي في حديثه لموقع (إرفع صوتك) “عن أي سعادة تتحدث؟ مرّ أكثر من شهرين ولم أحصل على حكم قضائي بسبب الفساد”.
أضاف الأب لستة أطفال “توقف راتبي منذ خمسة أشهر، ما تسبب في عدم قدرتي على إعالة أسرتي”.
وذكر القرشي أن الأوضاع المتدهورة فاقمت مشاكله الصحية أيضاً. “أعاني روماتيزم وصل تأثيره إلى قلبي، ولا أجد قيمة العلاج”.
عواقب
ويذهب سامي نعمان، وهو صحافي يمني، إلى القول لموقع (إرفع صوتك) إن المواطن اليمني لا يعرف السعادة الحقيقية “فعلى مدى الثلاثة العقود الماضية على الأقل وحتى اليوم، لم تكن هناك دولة مستقرة ونظام ديموقراطي وحكومة راشدة.. فضلاً عن أن الحرب بددت أحلام اليمنيين باحتمال وجود الدولة قريبا”.
وحذر نعمان، 36 عاما، من عواقب وخيمة على الدولة والمجتمع في حال استمرار غياب معايير السعادة خاصة في أوساط النشء والشباب.
“لا شك هذا سيدفع ببعض الشباب للانصياع للنزعة العدوانية الوحشية والإرهاب التي تسوقها الجماعات المتطرفة”، أكد نعمان الذي يعتقد أن “وجود دولة حديثة حقيقية يصب في مصلحة جيل واع متعاف من العنصرية ونزعة التطرف…”.
المصدر (أرفع صوتك)

مقالات مشابهة