المشاهد نت

تقرير أميركي: كيف تمكن تنظيم القاعدة من الاستمرار؟

هجوم سابق علي عناصر من تنظيم القاعدة في اليمن

المشاهد – متابعة إلسي مِلكونيان:
في وقت شكّل فيه تنظيم داعش خطر الإرهاب الأعظم خلال السنين الثلاث الأخيرة، كان تنظيم “القاعدة” يعمل بهدوء وبتكتيك جديد على إعادة بناء مصادره وتحالفاته، لمواصلة حربه الأزلية ضد الولايات المتحدة الأميركية، والتي بدأها زعيم التنظيم، أسامة بن لادن، منذ 20 عاماً.
يدرس تقرير جديد بعنوان “كيف استمرت القاعدة برغم الطائرات المسيرة، الربيع العربي، والدولة الإسلامية”، الصادر عن مركز واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الأميركي في شهر حزيران/يونيو، هذا التكتيك المختلف الذي تتبعه القاعدة وذلك عبر نقل مركز ثقلها إلى داخل سورية، مستفيدة من انشغال العالم باعتداءات داعش بشكل رئيسي. كما عملت على تقوية فصائل تحالفت معها خارج سورية، وعدّلت من حركتها وطوّرت من نشاطها، لتفرض تهديداً آخر للأمن العالمي.
القاعدة داخل سورية
بنى تنظيم القاعدة تحالفات مع بعض فصائل المعارضة السورية كـ”جبهة النصرة” منذ بداية الأزمة السورية في 2011. وفي مطلع هذا العام، ظهرت “هيئة تحرير الشام” والتي تشكلت من خمسة فصائل مسلحة وهي “حركة نور الدين الزنكي” و”لواء الحق” و”لواء أنصار الدين” و”جيش السنة”.
وتعتبر هذه الجماعة من أحد أهم الركائز التي تعزز تواجد “القاعدة” في سورية، بسبب تحالفه مع كل هذه الفصائل وحصوله على مقاتلين يصل عددهم إلى عشرات آلاف العناصر المؤمنين بأفكارها وأهدافها. وبذلك أصبح الشكل الجديد للقاعدة يفرض تحدياً كبيراً بالنسبة للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب في سورية بسبب صعوبة التمييز بين مواقع هذه الفصائل الإرهابية وفصائل المعارضة.
القاعدة في اليمن والصومال والمغرب العربي
واستفاد التنظيم الإرهابي من “الثورات” في بعض الدول العربية والحرب الأهلية وتداعيات الظروف الأمنية المرافقة لها. ففي اليمن مثلاً، عمدت “القاعدة في شبه جزيرة العرب” على أن يكون وجودها غائباً عن العناوين العريضة لمجمل الاعتداءات التي نفذت في هذ البلد الفقير، ولكنها في الواقع كانت تتغلغل بين السكان المحليين وفي عقولهم أيضاً مستفيدة من انشغال الولايات المتحدة في محاربة داعش لتقوي شوكتها.
وفي المغرب العربي، استفادت الجماعات الإرهابية من “الثورات العربية” لتقوي وجودها مدعومة بفرع “القاعدة في المغرب العربي”، حيث تكيفت مع الأحداث المتغيرة في المغرب العربي والساحل. وسارع فرع القاعدة ببث مقاطع فيديو يدعو فيها للقتال المسلح بحجة تصويب الأوضاع السياسية في البلاد، كما عملت إلى استقطاب جهاديين من المنطقة ومن بلدان أخرى، كموريتانيا ومالي والسنغال والنيجر، مع التركيز على تقوية نفوذها المحلي من جهة وتقوية علاقتها مع الجهاد العالمي من جهة أخرى ضمن طيف واسع من النشاطات.
وإلى جانب كل هذه الحركات، تبرز حركة “الشباب” في الصومال والتي تستمر ببسط إرهابها برغم التحدي الذي تواجهه من القوات الحكومية، مع أن الأخيرة هي أكثر قوة من أي وقت مضى. ولكن مقاتلي الحركة أظهروا ولاءً أكبر لأهدافها وأيديولوجيتها، حيث أن عدد الانشقاقات ضمنها كانت قليلة.
جهود لتجفيف متابع التمويل
بذل المجتمع الدولي جهداً كبيراً لتجفيف منابع تمويل الإرهاب، ولكن الإرهابيين كانوا يستنبطون طرقاً جديدة للحصول على المال.
ولذلك ينصح الباحثون الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتطوير نظام محاربة تمويل الإرهاب وذلك بإدراج شخصيات معينة على هذه القائمة وتأسيس هيئة لمراقبة السياسات المتبعة في هذه الاستراتيجية لحظر الشخصيات وتجفيف منابع الإرهاب أيضاً.
المصدر : ارفع صوتك

مقالات مشابهة