المشاهد نت

تعز وزيارة وفد عسكري من التحالف صراع يقفز على المخاوف

المشاهد-إسماعيل أحمد-خاص:

أثارت زيارة وفد عسكري رفيع إلى جنوب تعز يوم قبل يومين موجه من التكهنات بشأن نوايا التحالف وتحديدا الإمارات تجاه المدينة التي تخوض حربا شرسة وتتعرض لحصار خانق يفرضه الحوثيون على مداخلها منذ ثلاث سنوات .

وزاد من حدة التكهنات إحاطة الزيارة بنوع من السرية وتكتيم إعلامي إضافة على اقتصارها على مناطق قتال تابعة لأحد الألوية العسكرية الذي انفرد قائده باستقبال الوفد ومرافقة دون أي مشاركة لقيادة محور تعز أو قيادة المحافظة رغم ما تؤكده وسائل إعلامية من الزيارة تمت بتنسيق مع المحافظ أمين محمود .

وشملت زيارة الوفد ، الذي يضم قادة آخرون إلى جانب قائدا القوات السعودية والإماراتية ، مناطق جنوب المدينة في الأحكوم والصلو والكدحة حيث الجبهات الواقعة تحت سيطرة اللواء 35 مدرع الذي يقوده العميد عدنان الحمادي الذي يصنفه البعض على التيار الناصري .

دلالات الزيارة .

تكتسب الزيارة أهميتها ودلالاتها في ظل مساعي حثيثة للتحالف بقيادة الإمارات لفرض قوات حزام أمني على المدينة على غرار القوات الأمنية التي فرضتها على عدن تتبعها ولا تتبع وزارة الداخلية التابعة للحكومة الشرعية التي يرأسها بن دغر .

وتأتي الزيارة ، كأول زيارة للمدينة ، بعد شهرين من إعلان محافظها الجديد تدشين مهامه بعملية عسكرية واسعة لتحرير ما تبقى من المدينة ؛ العملية التي توقفت بعد إسبوعين من فشلها في تحقيق أي تقدم يذكر ، فضلا عن مئات أفراد الجيش والمقاومة الذين ضحت بهم، وفي ظل حالة انفلات أمني مريع ، وتوتر سياسي متزايد بين مكونات الشرعية عكس نفسه على اكثر من صعيد وفي أكثر من إتجاه، أخطرها ما شهدته المدينة مؤخرا من موجة تفجيرات ومحاولات واغتيالات طالت قيادات عسكرية وأمنية وسياسية من الصف الاول للجيش والامن والتيارات والجماعات المؤيدة للشرعية .

فبعد تعرض قائد الشرطة العسكرية لاكثر من محاولة اغتيال فاشلة ، وسقوط عدد من أفراد الجيش برصاص مجهولين، أعلن لواء العصبة – لواء قوامه إنضمام لعسكريين سابقين يجري تجميعهم وتدريبهم في المدينة القديمة بقيادة المنشق عن جماعة العباس رضوان العديني الذي يعمل خارج الأطر الرسمية للجيش – أعلن عن مقتل ثلاثة من كبار مدربي قواته بعمليات إغتيال متفرقه نفذها مسلحون مجهولون خلال الأسبوع الماضي . المجهولون أنفسهم نفذوا عمليتي إغتيال مزدوجة ، قبل أقل من أسبوعين ، أودت بحياة اثنين من أبرز خطباء وتربويي تعز المتنورين ؛ عمر دوكم خطيب مسجد العيسائي ، والتربوي رفيق الأكحلي ..

ورغم عدم توفر معلومات كافية عن طبيعة زيارة الوفد العسكري للمدينة واهدافها ، إلا أن ثمة معطى جغرافي عسكري يظفي عليها دلالات ذات أهمية خاصة ، حيث اقتصرت الزيارة على مناطق بعينها دون اخرى ؛ مناطق تقع جنوب وجنوب غرب تعز وترتبط مع عدن من منفذين : منفذ كرش الراهدة الذي تطل عليه الصلو ، ومنفذ هيجة العبد المتاخمة لمدينة التربة وتسيطر عليه جبال الاحكوم المشمولة بالزيارة الاستطلاعية ، فضلا عن المنفذ الغربي والطريق الواصل بين المدينة وبين المخا والساحل الغربي القريب من جبهة الكدحة المشمولة بالزيارة أيضا .

إقرأ أيضاً  ضياع حق المرأة في التعليم والعمل بسبب الحرب 

منذ أشهر وتحديدا منذ مقتل الرئيس السابق ” صالح ” ، تتحدث وسائل إعلام عدة عما يقال عن اعتزام قيادة التحالف تسليم جبهة كرش وجبهات الساحل الغربي لقوات من الحرس الجمهوري التي يجري تجميعها وتدريبها بقيادة نجل شقيق صالح ” طارق محمد صالح ” في معسكرات خاصة في عدن والمخا وبإشراف مباشر من التحالف .

ونشر أمس الثلاثاء ، فتحي بن لزرق الإعلامي الجنوبي فيديو على صفحته بالفيسبوك لمدرعات وعربات عسكرية ضخمة قال إنها تابعة لقوات الحرس التابعة لطارق محمد صالح في المخا .

ومنذ نحو أسبوعين ، تشهد جبهة كرش تحركات عسكرية قالت وسائل إعلامية أنها أحرزت تقدما عسكريا باتجاه مدينة الراهدة نقطة الإلتحام التي أن يفترض أن تلتقي عندها مع الواحدات العسكرية التي تحركت بالتوازي بتغطية كثيفة من قوات طيران التحالف في جبهة الصلو المطلة على الراهدة .

صراع يقفز على المخاوف .

مجددا وبصورة أعنف ، أعادت الزيارة فتح ملف قوات الحزام الامني وإصرار الإمارات على تطويق تعز ، حيث دفعت الهواجس بالملف مرة أخرى إلى واجهة الأحداث والتناولات الإعلامية والسياسية، حيث بدت حالة الممانعة السياسية والشعبية وشيكة الإنهيار ، في ظل تكهنات ، لم تتاكد بعد ، بسعي محافظ تعز عبر ادواته في السلطة لتغذية تلك الصراعات بين مكونات تحالف الشرعية بغرض الاستفادة منها في توسيع الفجوة وتشكيل مزاج عام مختلف ومن ثم النفاذ من خلاله

وعمل موقع “المشاهد “على رصد مختلف مواقف الناشطين الحزبيين على مواقع التواصل الإجتماعي والتى تتمحور حول  إنهيار التحالف السياسي الموحد وتصدع صلابة الموقف الشعبي الرافض لفرض أحزمة أمنية وعسكرية على مدينتهم.

وخلص هذة المتابعة الى  لنتيجة مفادها : أن صراعات الاحزاب عسكت ذاتها مواقف ناشطيها بطريقة مباشرة بما لا يدع مجال للإحتجاج بمواقف الاحزاب الرسمية التي ما زالت تتخفى لاسباب معروفة ، حيث تدفع النكايات الحزبية بناشطي معارضي حزب الإصلاح برسم مواقفهم من الأحزمة على ذلك النحو من التضاد .

( هنا يجب تجميع المواقف والاصداء لنماذج مشهورة من الطرفين ، الممانعة مع خلفياتها السياسية والطرف السياسي الذي اصبح اكثر استعدادا للقبول )

السعودية والإمارات وجهان .

في تصريحاته الاخيرة للصحف البريطانية والأميركية كشف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن رؤيته للصراعات القائمه في المنطقة والتي تتفق مع رؤية حلفائه حد قوله ، حيث قال أن بلاده تخوض معاركها ضد مثلث الشر الذي حدد أضلاعه في إيران ، والقاعدة وداعش ، وجماعة الإخوان المسلمين . .

منذ بداية الصراع والتحالف يسعى عبر أدواته في توزيع الادوار بين كفتيه للتحكم بمسارات الصراع بغية تفريغه من مضامينه الحقيقية التي يعتبرها خطرا على مصالحه والتي لأجلها خاضت المكونات الموالية للشرعية الحرب أملا في دحر الإنقلاب واستعادتها.

ليس ثمة ما يجعل من تعز استثناء ، باستثناء ما كان يعول عليه حزب الإصلاح – ربما قبل تصريحات بن سلمان – من أن علاقته بالتحالف إضافة لخصوصية تعز قادرة على حماية المدينة التي يتمتع بنفوذ كبير فيها من المصير الذي آلت إليه بقية المناطق المحررة .

مقالات مشابهة