المشاهد نت

قصص المعانأة من واقع نزوح الهاربين من حجيم الحرب من تعز الى صنعاء

المشاهد-خاص:

منذ بدء الحرب التي ما تزال تدو رحاها في اليمن ،اضطرت الآف الاسر والعائلات القاطنة في محافظة “تعز” للنزوح الى محافظات “صنعاء” و”عدن” و”إب” ،وهي محافظات تشهد اليوم استقراراً نسبياً ،أكثرمما تشهدة “تعز” المحافظة الملتهبة،والتي ماتزال مناطقها تشهد معارك مستعرة توصف بانها “حرب شوارع” بين مليشيات الحوثي ، والقوات الموالية للحكومة الشرعية في البلاد.
ويعيش نازحو محافظة تعز،ظروفاً اقتصادية واجتماعية مأساوية بسبب استمرار الحرب ،وبسبب التمييز المناطقي والمذهبي الذي يمارس بحقهم من قبل جماعة الحوثي.

تنصل وتحايل :
وثيق الذبحاني يبلغ من العمر57عاما،منذ عامين ونيف ،اضطر لترك منزله المجاور لجولة المرور بمدينة تعز،هرباً من نيران الحرب، يعيش (وثيق) اليوم في إحدى مخيمات النزوح التي تفتقر لمقومات السكن المناسب للعيش الادمي بمنطقة حزيز المتاخمة لاطراف العاصمة صنعاء، فلا مياه صالحة للشرب ،ولا صرف صحي مناسب ،ولاحتى سقف يقيه وأسرته الأمطار التي تنهال على صنعاء في بداية موسم هطولها السنوي لهذا العام.، يقول وثيق لـ”المشاهد”،”تركت مضطرا مدينتي التي فيها مصدر رزقي ورزق عائلتي، كنا نعتقد أننا سنعود إلى ديارنا في اقرب الاجال ، ولكن الحرب طال امدها،لسنا سعداء بوجودناهنا،فلم أتمكن من إلحاق أبنائي في المدارس بسبب رفض مدراء المدارس المجاورة لسكننا،تسجيلهم متعذرين بمبررات وحجج واهية،وحتى الأعمال محصورة على أشخاص من مناطق معينة،فمشروع الأشغال الكثيفة الذي تموله منظمات دولية والذي من المفترض أن يعمل فيه من هم نازحين فقط ،تم إلحاق من هم غير نازحين فيه ،وعندما تم اختيار بعض أرباب الأسر النازحة لم يختار وكلا المسؤلين عن المشروع إلا نازحين من صعده وعمران ومناطق محددة مسبقا.”.
وتشكو رقية الحمادي ،من ذات الاشكاليات المريرة التي تحدث عنها وثيق، وتؤكد “أنها لم تحصل على اي مساعدة لها ولعائلتها منذ أن نزحت إلى صنعاء قبل نحو ثلاثة أعوام، عدا بطانيتين وقطمتي أرز وسكر،حصلت عليها من منظمة محلية في شهر رمضان الفائت،وفي حديثها لـ”المشاهد”،تقول رقية ” شأني كشأن معظم أبناء تعز،تعودنا أن نكون عزيزي النفس،وأن لانطلب من أحدا شىء،سوى الله سبحانه وتعالى ،فمنذ أن نزحنا من تعز إلى صنعاء،نحاول توفير لقمة العيش بعرق جبيننا،و بمايتاح لنامن امكانيات،نزحت إلى منزل شقيقتي بصنعاء، ومكثت فيه انا ومن تبقى من أبنائي الثلاثة الذين نجو من قصف الطيران الذي دمر منزلنا وتسبب في مقتل زوجي واثنين من أولادي،لكن فترة النزوح طالت،وأحسست أنني ثقلت على شقيقتي وعائلتها، فقررت أن استأجرمنزلا آخر فلم أجد سوى منزلا في الدور الرابع سقفه من الزنك، حقيقة لا مفر منها نحن نعاني ولانجد من يصغي لمعاناتنا ، نريد أن تنتهي الحرب ونعود الى ديارنا .”

إقرأ أيضاً  مخيمات النازحين.. تحت رحمة «المنخفض الجوي»

تكاتف مجتمعي :
وفي قصة أخرى للمعاناة التي يعانيها نازحو تعز ،تقول الناشطة والأكاديمية أنجيلا أبو اصبع ” لابد وأن يتكاتف المجتمع لمساعدة النازحين،ولنا في قصة الطفلة عائشة درس جميل في التكاتف، فعائشة طفلة تمتلئ ملامحها بالبراءه تبلغ من العمر (4) اشهر،اتولدت وسط اسره معدمه ودخلها منقطع وهم نازحين من تعز الى صنعاء،الطفله عانت من تشوه صاحبها منذ الولاده في الحنك والشفاه وهو المرض المسمى تشوه “الشفاه الارنبيه”،وهو ناتج عن قله وعي الاسره لمدى خطورة تناول الادويه اثناء فترة الحمل،وبفضل الله وتوفيقه وبتعاون ايادي الخير تم التفاعل مع حالة الطفله ،حيث تمت متابعه حالة الطفله منذ الشهر الاول من عمرها، ففي البدايه تمت زياره الاسره بما تقتضيه مصلحه الطفل الفضلى، وكذلك تحديد الاحتياجات الاساسيه للاسره وتقديمها لهم،اضافه لذلك تم التنسيق مع عدد من الاطباء من مستشفى السبعين وبالتحديدد الدكتور طارق الدبعي، وصندوق المعاقين ودفع التكاليف الماليه المتبقية لاجراء العملية لمعالجة التشوه الخلقي،ولله الحمد اجريت العمليه بنجاح.”

احصائيات مفزعة :
وكانت منظمة الهجرة الدولية قد عرضت تقييماً سريعاً لوضع النزوح في محافظة تعز بعد إجراء فرقها ثلاثة تقييمات خلال السنوات الماضية. وبيّنت المنظمة نزوح أكثر من 620 ألف شخص موزّعين في 130 ألف أسرة، إلى مناطق ضمن المحافظة وخارجهاو يشكّل هذا الرقم 23 في المائة من مجمل عدد النازحين في اليمن المقدر بـ 2.7 مليون شخص بحسب إحصائات حديثة، أيّ ما يقلّ عن الربع بقليل.
وتعد تلك الإحصائية غير التي أعلنت عنها مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين،والتي قدرت عدد من نزحو من مناطق في تعز في العام قبل الفائت، حوالي أكثر من 48 ألف شخص
وكان عبد الوهاب شرف الدين ،المعين من الحوثيين مديرا للوحدة التنفيذية للنازحين في أمانة العاصمة، قد اعترف في تصريحات صحفية ، إن نازحي محافظة تعز يتصدرون عدد النازحين في أمانة العاصمة من بين 13 محافظة يمنية،وأن وحدة النازحين التي يديرها يصعب عليها توفير المسكن للعدد المتزايد من النازحين.”
وفي عدن وصل عدد الأسر النازحة من محافظة تعز ، جرّاء الحرب الدائرة هناك، إلى 3738 أسرة، وفقاً لنتائج المسح الذي قام به فريق تابع لـ”ائتلاف تعز للإغاثة الإنسانية”.
وفي محافظة إب وصل عدد نازحي تعز الى نصف مليون نازح، بجانب نازحي صعدة ، بحسب مسؤول الوحدة التنفيذية للإغاثة بمحافظة اب بسام مياس.
ويعيش نازحو “تعز” في محافظة “إب” ظروفا لاتقل سوءا عن المتواجدين في العاصمة صنعاء .

مقالات مشابهة