المشاهد نت

جريمي هنت ..مساعٍ لإيقاف معركة الحديدة وقيادة حزب الإصلاح لأول مرة معه في أبوظبي

القاهرة – صلاح علي :
ثمةَ تحركاتٍ جديدة تقوم بها بريطانيا بدعمٍ من الأمم المتحدة في سبيل الضغط على التحالف العربي لإيقاف السيطرة على مدينة الحديدة مرة أخرى، وتأتي هذه التحركات بعد أيام من انتصارات كبيرة حققتها القوات المشتركة بقيادة ألوية العمالقة وسيطرتها على أجزاء واسعة في المدينة وقربها من السيطرة على الميناء الاستراتيجي.
مصدر صحفي ذكر للمشاهد أن المعارك في الحديدة تشهد هدوءاً نسبياً لليوم الثاني على التوالي، وذلك بالتزامن مع انتشارٍ واسع للحوثيين وسط المدينة وشنهم حملة اختطافات ومداهمات لنشطاء وشباب في عددٍ من الأحياء.

تحركات بريطانية
توقف القتال القصير تزامن مع زيارة وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هنت، للسعودية والإمارات على التوالي للضغط من أجل إنهاء الحرب المستمرة في البلاد منذ أربعة أعوام وإيقاف معاناة اليمنيين ووضع حدٍ لاستمرار نزيف الدم، حسب وكالة رويترز البريطانية.
و ذكر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت في تصريح لرويترز بعد لقائه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن فرص إجراء محادثاتٍ لإنهاء الحرب المستعرة في اليمن منذ ثلاثة أعوام ونصف العام باتت أكثر واقعية بعدما أكد السعوديون استعدادهم لإجلاء 50 جريحاً من مقاتلي الحوثي إلى عمان للعلاج.

ظهور مفاجئ
اللقاء الذي جمع وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، يوم الاثنين حضره رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح، محمد اليدومي، والأمين العام للحزب عبد الوهاب الآنسي حيث ظهر القياديان في حزب الإصلاح في صورٍ مع مسؤولين إماراتيين أثناء اللقاء ،ورغم توتر العلاقات بين الإمارات وحزب الإصلاح إلا أن اللقاء يعتبر الثاني خلال عام بين قيادة حزب الإصلاح وولي عهد أبوظبي، بعد لقاء سابق في العاصمة السعودية الرياض بحضور ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في ديسمبر 2017 ، الأمر الذي يضع علامات استفهام حول طبيعة اللقاءات الأخيرة التي جمعتهم بالوزير البريطاني والمسؤولين الخليجين ونتائجها.

تحذيرات أممية
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد حذر الأسبوع المنصرم من كارثة قد تقع في مدينة الحديدة التي تشهد قتالاً عنيفاً حيث قال إن تدمير ميناء الحديدة في اليمن سيكون كارثياً، محذراً من تداعيات الأمر على البلاد، التي تشهد أزماتٍ على جميع الأصعدة، وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: “يبدو أن قوات التحالف بقيادة السعودية مصممة على السيطرة على الحديدة، وهو أمر في تقديري لا يؤدي بالضرورة إلى بدء العملية السياسية، مضيفاً “لابد من وقف القتال، وبدء محادثات سياسية، وعلينا بدء عملية إغاثة إنسائية واسعة حتى نتجنب الأسوأ العام المقبل” مؤكداً أن هناك فرصة لجعل جميع الأطراف يفهمون أن هذه حرب لا انتصار فيها لأحد، مشيراً إلى أن العديد من الأطراف، من بينها الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا ودول أخرى في المنطقة توافقت على أنه آن لهذا النزاع أن ينتهي.

بناء الثقة
في المقابل ذكرت وكالة سبأ التابعة للشرعية أن المبعوث الأممي مارتن غريفيث أطلع وزير الخارجية خالد اليماني أمس في الرياض على تفاصيل خطته الأممية الخاصة بملف إطلاق سراح الأسرى والمختطفين، باعتبارها إحدى خطوات بناء الثقة المقترحة في المفاوضات المقرر عقدها في السويد في ديسمبر القادم، مؤكداً أن جهوده ستستمر حتى تحقيق السلام في اليمن..ومثمناً عالياً تجاوب الحكومة الشرعية مع رؤيته للسلام المنشود ومتطلبات تحقيقه.

إقرأ أيضاً  تهريب القات إلى السعودية... خطوة نحو المال والموت

إنحياز واضح
محللون سياسيون ومراقبون اعتبروا التحركات البريطانية الأخيرة وموقف الأمم المتحدة إزاء التطورات العسكرية في الحديدة إنحيازاً واضحاً للحوثيين، معتبرين ذلك سبباً كافياً لتأخر حسم المعركة وتفاقم معاناة اليمنيين على كافة الأصعدة.
حيث أكد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد جميح في تغريدة له على تويتر بأن التحركات الأخيرة تصب لصالح الحوثيين وقال :هانت بالرياض وأبوظبي، وبومبيو يتصل لبن سلمان، والأمم المتحدة قلقة، وغريفيث يضغط لوقف تقدم القوات الحكومية بالحديدة، والغارديان والتايمز والواشنطن بوست والنيويورك تايمز تتحدث عن مأساة “واق الواق” في الحديدة ونحن لم نعد نعرف أيهما أغلى لدى الغرب: الحديدة أم الحوثي؟
ودعا جميح إلى إيقاف تدهور الوضع الإنساني في اليمن بالتسريع في حسم معركة الحديدة ومينائها قائلاً “إذا طالب وزير الخارجية البريطاني بوقف العملية العسكرية في الحديدة، لوقف تدهور الوضع الإنساني، فجوابه يجب استعادة الحديدة لوقف تدهور الوضع الإنساني”.
وأضاف جميح أن جلسة مجلس الأمن خلال أسبوع، ربما تصدر بياناً رئاسياً بدلاً من قرارٍ كما كانت لندن تريد، وإن صدر قرارٌ فسيكون عن الوضع الإنساني لا وقف المعركة.

ضمير منافق
الصحفي فتحي بن لزرق من جهته تساءل في صفحته على تويتر متعجباً عن ما يخيف العالم من تحرير الحديدة، مجيباً على من يزعمون أن الناس ستموت جوعاً بسبب حسم معركة الحديدة وأن حال الناس سيزداد سوءاً بقوله “عجبي .. وما الذي يحدث في اليمن منذ ٣ سنوات، لقد ماتت الناس جوعاً وتوقفت الخدمات فلماذا لم يتحرك هذا الضمير المنافق الكاذب؟”
وحذر المحلل السياسي علي الضالعي من الثقة ببريطانيا أو التمسك بأي مبادرة قد تطلقها وقال الضالعي للمشاهد ” يُعرفُ عن الإنجليز قدرتهم على التلاعب بالألفاظ وتمرير مايريدون من خلال أسلوب الصياغة ومكرهم في ممارسة العمل السياسي”
وأضاف الضالعي: لا ننسى بأن البريطانيين هم أصحاب مشروع تشكيل الكيان الصهيوني في أرض فلسطين من خلال وعد بلفور وهم أصحاب مشروع قرار 242 والذي جعل الصهاينة يتلاعبون بهذا القرار من خلال لفظ أراضي وكل الأراضي الموجود في القرار وأردف بالقول “وهم بتحركاتهم يلعبون لعبة غير سوية خدمة للمشروع الأمريكي لاستمرار الحرب وبيع الأسلحة وتجربتها وابتزاز دول المنطقة بالأموال تحت مبرر دعمهم للحرب”.
واعتبر الضالعي أن نجاح بريطانيا في تحركاتها الأخيرة يعني استمرار الحرب لسنواتٍ وعدم القدرة على تحرير باقي محافظات الجمهورية
داعيا الحكومة والقوى الوطنية إلى عدم التعاطي مع هذا المشروع البريطاني الذي يهدف الى استمرار حالة الحرب وتمكين الحوثيين من الإستمرار في معاركهم.

سعي للإستحواذ
ويرى مراقبون أن لندن ومنذ تعيين غريفيث مبعوثاً أممياً إلى اليمن وهو بريطاني الجنسية تسعى إلى الإستحواذ على الملف المرتبط باليمن إنطلاقا من تسوية لقضية ميناء الحديدة تستند إلى خروج الحوثيين من الميناء ووقف تهديدهم للملاحة في البحر الأحمر من جهة وعدم حرمانهم الكامل من عائداته من جهة أخرى وذلك بهدف إيجاد موقع ثابت لبريطانيا في البحر الأحمر وقرب باب المندب وسعياً منها للعودة إلى منطقة غادرتها في العام 1967 لدى خروجها من عدن.

مقالات مشابهة