المشاهد نت

ما وراء قلق “إيران” على مستقبل وحدة اليمن؟

تعز – أحمد عبدالله:

برزت إيران مجدداً إلى الواجهة مع اشتعال الأحداث في العاصمة المؤقتة عدن، عقب تنفيذ المجلس الانتقالي الجنوبي ما وصفته الحكومة اليمنية بالانقلاب عليها.
أبدت هذه المرة طهران قلقها البالغ على مستقبل اليمن الذي يتهدده الانفصال، والعودة إلى ما قبل عام 1990 الذي تحققت خلاله الوحدة بين شطري البلاد، فقد دعا المرشد الأعلى علي خامنئي، إلى التصدي لمواجهة دعوات التقسيم.
وجه خامنئي أصابع الاتهام للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بالسعي نحو “تجزئة اليمن”، مؤكداً ضرورة الوقوف أمام تلك “المؤامرة”، ودعم اليمن الموحد.
عزز ذلك التوجه، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سيد موسوي، الذي قال إنه يأمل أن تتمكن الأحزاب والجماعات اليمنية من التوصل إلى عقد حوار يمني – يمني، للتغلب على الأزمات، وتشكيل حكومة شاملة تحكم جميع أنحاء اليمن. مؤكداً أن الحفاظ على وحدة اليمن مسؤولية مشتركة لجميع أطياف الشعب اليمني.
تزامنت تلك الدعوات مع زيارة وفد من الحوثيين يترأسه المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام، ومع انفتاحهم كذلك على بعض الدول الأوروبية التي تربطها مصالح استراتيجية مع طهران.

زيادة شعبية إيران

لم تبدُ تصريحات إيران بالنسبة لكثير من متابعي الملف اليمني، بأنها تحمل نوايا حسنة، فالباحث في الشؤون الإيرانية عدنان هاشم، يرى أنها تحاول استغلال الوضع الحالي في جنوب البلاد.
أما سبب ذلك، فقال لـ”المشاهد” إنه لزيادة شعبيتها، واتهام خصومها الإقليميين بالتدخل في اليمن من أجل تحقيق تقسيم البلاد الذي يرفضه كلياً المجتمع الدولي حتى اليوم.
واتهم هاشم إيران بالمشاركة في أحداث الجنوب، فهي ومنذ التسعينيات تدفع أموالاً من أجل تأجيج المطالب بالانفصال، وزادت أضعافاً بعد 2011، مستغلة المناخ الديمقراطي بعد الانتفاضة الشعبية التي شهدتها اليمن.
وتتعامل إيران –بحسب الباحث اليمني- مع حركات محلية في اليمن، كانت في ظل دولة واحدة أو دولتين أو أقاليم، وعبر تلك التكوينات، تجد لها موطئ قدم في التأثير على القرارات السيادية للبلاد، وعلى الأمن القومي لشبه الجزيرة العربية.

نبيل الشرجبي : القناة التي فتحت بين الحوثيين وبعض دول أوروبا، ستكون النافذة التي سوف تتمكن عبرها إيران والحوثيون وأوروبا، من فرض رؤية جديدة على الساحة اليمنية.
وستكون هي محطة “الفلترة” لكل الأفعال والحلول لرسم مختلف التوجهات في المستقبل، من أجل تتويج انتصار طهران في اليمن.

فرض رؤية جديدة

في صعيد متصل، بدا لافتاً حجم تحرك جماعة الحوثيين دبلوماسياً، فقد ضم لقاء في طهران ممثلين عن الحكومة الإيرانية والحوثيين وسفراء 4 دول أوروبية، هي (ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا)، فضلاً عن تعيين الجماعة أحد أتباعها “إبراهيم الديلمي” سفيراً فوق العادة ومفوضاً لليمن لدى إيران.
وبخصوص ذلك التوجه الإيراني بشأن الوحدة، وتزامنه مع لقاء الحوثيين بوفود من الاتحاد الأوروبي الذي بدأ دوره يتنامى في الأزمة اليمنية، فذلك يعني للمحلل السياسي نبيل الشرجبي، أن الوضع في اليمن مرشح بقوة للانتقال إلى مرحلة ليست في صالح الحكومة أو دول التحالف.
كما أن القناة التي فتحت بين الحوثيين وبعض دول أوروبا، ستكون، وفق الشرجبي الذي تحدث لـ”المشاهد”، النافذة التي سوف تتمكن عبرها إيران والحوثيون وأوروبا، من فرض رؤية جديدة على الساحة اليمنية.
وأكد أن طهران “ستكون هي محطة “الفلترة” لكل الأفعال والحلول لرسم مختلف التوجهات في المستقبل، من أجل تتويج انتصار طهران في اليمن”.
وفي قراءته للموقف الصادر عن إيران بخصوص وحدة اليمن، أكد الشرجبي أنها لم تكن بعيدة عن أي موقع جغرافي في بلادنا، سواء في الشمال أو الجنوب.
أما دفاع إيران عن الوحدة، فقد بدا للشرجبي “مصلحياً”؛ فهي ستجني كثيراً في حال بقاء اليمن موحداً.
يُذكر أن قناة “الحرة” نقلت عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، قوله إن بلاده تدعم يمناً موحداً، وتدعو الأطراف المختلفة للتوصل إلى اتفاق يتم التفاوض عليه.

مقالات مشابهة