المشاهد نت

تعز … شباب لحماية الحارات الشعبية من المتلصصين ليلاً


تعز – سالم الصبري:


على غرار اللجان الأمنية التي هدفت إلى حفظ الأمن وحماية ممتلكات المواطنين في الحارات السكنية بمدينة تعز (جنوب غربي البلاد)، خلال أحداث ثورة 11 فبراير 2011، شكل شباب الحارات في المدينة لجاناً لحماية أحيائهم من الأشخاص الذين يسترقون النظرات (المتخاوصين وفق التسمية المحلية) على منازل السكان.
ويضطر سكان المدينة إلى فتح نوافذ منازلهم للتخفيف من حرارة الجو صيفاً. لكن هذه الخطوة تسببت في تعرض الأسر للمضايقة من خلال وقوف البعض أمام نوافذ المنازل في الأحياء السكنية، بحسب ماجد علي، أحد شباب منطقة الدحى غرب مدينة تعز، مضيفاً لـ”المشاهد” أن هذه ظاهرة مزعجة وتنتهك خصوصية البيوت


لجان لحماية الحارات


وفي ظل الفوضي الأمنية الحاصلة، شكل المجتمع المحلي لجان حماية ليلية يتناوب الشباب عليها خلال ساعات الليل، حتى بزوغ الفجر، لضمان عدم إزعاج الأسر، ويشير ماجد إلى أن هذه اللجان حدت من تواجد الشباب الذين يضايقون الأسر بالقرب من المنازل.
وقال: “التلصص على المنازل مزعج لكل الناس في حارتنا، بعد تزايد شكاوى الناس عن وجود شباب يتجسسون على منازلهم ليلاً، لهذا كان لا بد من تشكيل مجموعة من شباب الحارة لحراستها ليلاً، ومراقبة أي غرباء يتجولون في الليل”.

إقرأ أيضاً  الهروب من البشرة السمراء.. تراجيديا لا تدركها النساء


تنشئة اجتماعية خاطئة


انتهاك خصوصيات الآخرين، هو نتاج تنشئة اجتماعية بنيت على تصرفات أسرية خاطئة، بحسب الأخصائية النفسية مها محمد (تعمل موجهة تربوية في مكتب التربية والتعليم بتعز)، التي أوضحت لـ”المشاهد” بالقول: “لا يدرك الأهل أنهم يغرسون أول بذرة في (التجسس) عندما يقال للطفل اذهب واستمع ماذا يقولون؟ فيبدأ الطفل ممارسة سلوك لا يشعر فيه بالأمان، ويفقده الثقة بالآخرين وبنفسه. وهذا سلوك قد ينتهي بمرور الوقت، وقد يتطور ليصبح سلوكاـ مرضياً يحتاج إلى معالج نفسي”.


منع الاعتداء على الحياة الخاصة


تنص المادة 256 من القانون اليمني على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بالغرامة كل من اعتدى على حرمة الحياة الخاصة.
وتصون المواثيق الدولية الحياة الخاصة، وتحرم اختراقها، وتجرم هذا العمل، فالمادة 12 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على عدم المساس بخصوصيات الإنسان وعائلته وبيته ومراسلاته، وعدم المساس بشرفه وكرامته وسمعته.

مقالات مشابهة