المشاهد نت

مع تجدد المواجهات العسكرية بـ”أبين” السيد يغادر اليمن

عدن – بديع سلطان:

غادر قائد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين (جنوب اليمن)، عبداللطيف السيد، البلاد، ظهر الخميس، بصحبة كافة أفراد أسرته، وفق مصدر في مطار عدن لـ”المشاهد”، ما أثار الكثير من التساؤلات حول مآلات التطورات العسكرية في المحافظة، خصوصاً وأن مغادرة السيد إلى العاصمة المصرية القاهرة، تزامنت مع تصعيد خطير للوضع العسكري الميداني في أبين.
وصرح السيد، قبل مغادرته عدن، برفع جاهزية قواته للمرحلة القصوى لمواجهة القوات الحكومية القادمة صوب أحور، بتعزيزاتٍ وإمدادات من محافظة شبوة المجاورة.
وكشف القيادي في الحزام الأمني بعدن، ياسر الصبيحي، لـ”المشاهد” أن أسباب مغادرة قائد قوات الحزام الأمني في أبين، عبداللطيف السيد، للبلاد، تقدم القوات الحكومية في محافظة أبين، واستعادة سيطرتها، الخميس الماضي، على مدينة أحور، في ظل تمسكه بخيار مواجهة القوات الموالية للحكومة، مرجحاً أن مغادرة الرجل وعائلته صوب العاصمة المصرية القاهرة، يبدو أنها مغادرة دائمة.
وكانت القوات الحكومية القادمة من محافظة شبوة المتاخمة لمحافظة أبين، سيطرت على مدينة أحور، شرق أبين، والتي تمثل أهمية قصوى للتقدم نحو مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، وذلك بعد مواجهات محدودة مع قوات الحزام الأمني.
المواجهات على محدوديتها، إلا أنه أسفر عنها مقتل نائب قائد المقاومة الجنوبية، بمحافظة أبين، سالم الساحمي، في ظل محاولات لمنع تقدم القوات الحكومية، رغم عدم تكافؤ قوى الجانبين، التي كانت مرجحة لمصلحة القوات الموالية للحكومة، وفق الصبيحي.

قوات السيد تتوعد القوات الحكومية

وأكد بيان أصدرته قوات الدعم والإسناد (الحزام الأمني)، مساء الخميس، بعد ساعات من مغادرة قائدها في أبين، رفع جهوزيتها لمواجهة قوات الحكومة في المحافظة.
وأشار البيان الصادر عن القسم الإعلامي لقوات الدعم والإسناد، تلقى “المشاهد” نسخةً منه، إلى الجاهزية القتالية لقوات الحزام الأمني؛ للتصدي لما سماها قوات حزب التجمع اليمني للإصلاح، حد وصفه.
ونقل البيان عن دائرة التوجيه المعنوي للحزام الأمني والتدخل السريع بمحافظه أبين، توجيهات صارمة من مصدر رسمي في قيادة قوات الحزام بالمحافظة، بتعزيز الخطوط الأمامية ورفع درجة الاستعداد القتالي.
وأكد أن القوات تمتلك مخزوناً من السلاح والذخيرة للصمود في وجه ما وصفها بـ”الجحافل الغازية” التابعة للإصلاح، وفق البيان.
وأضاف المصدر أن أي تحرك نحو مواقع قوات الحزام الأمني والقوات الجنوبية، سيقابله تقدم سريع وكاسح نحو مناطق التماس في شقرة وما بعدها، حتى استعادة كافة الأراضي الجنوبية.
لهجة البيان القوية لا تبرر مغادرة قائد قوات الحزام في أبين، بخاصةٍ أن تلك القوات في أمس الحاجة لقائدها مع تصاعد التوترات العسكرية وتقدم القوات الحكومية، وفق مراقبين.

من هو عبداللطيف السيد؟

ويحمل عبداللطيف السيد تاريخاً من الولاءات والانتماءات المتناقضة منذ نحو عقدٍ من الزمان، إذ لمع اسم الرجل في العام 2011، حين كان عضواً في صفوف تنظيم القاعدة الذي سيطر على عدة مدن في أبين، وأعلنها إمارات إسلامية.
وسرعان ما تحول مقاتلاً في قوام قوات اللجان الشعبية في أبين، عام 2012، وهي القوات التي شكلها الرئيس هادي لمقاومة وطرد عناصر “القاعدة” من أبين، في تناقض جلي وواضح، بعد خلافات مع قيادات التنظيم الإرهابي على مصير منهوبات وثروات سيطر عليها التنظيم في جعار بمديرية خنفر.
وعقب تحرير المحافظات الجنوبية من سيطرة جماعة الحوثي، في 2015، استقطبت دولة الإمارات عبداللطيف السيد، ومنحته مسؤولية تشكيل وإدارة قوات الحزام الأمني في أبين، وخاض خلالها السيد مواجهات، وتصدى لهجمات متكررة من عناصر “القاعدة” على النقاط الأمنية التابعة للحزام، في مديريات المحفد ومودية وخنفر.
وبعد نشوة سيطرة قوات الحزام الأمني الموالية للمجلس الانتقالي، على العاصمة المؤقتة عدن، استغلت قيادتها حالة الإرباك التي عاشها الجيش الحكومي، وأمرت عبداللطيف السيد، قائد قوات الحزام الأمني، في أغسطس الماضي، بقيادة حملة عسكرية لإسقاط قوات الأمن الخاص والشرطة العسكرية بأبين المواليتين للحكومة.
وكانت القوات المدعومة من الإمارات، تسعى من وراء هذه الخطوة لتأمين ما حققته من سيطرة على عدن، من جانب، وتأمين طريق إمدادها ناحية محافظة شبوة النفطية التي مُنيت فيها بخسارة كبيرة.
وبدأ السيد مدعوماً بقوة من الإمارات بإسقاط مبنيي الأمن الخاص والشرطة العسكرية، إلا أن اندفاع الرجل أسهم بتفجير المواجهات، بينما كانت لجنة تفاوض تعقد لقاءً مع قائد الأمن الخاص والشرطة العسكرية، وهو ما فجّر الخلاف بينه وبين قيادة التحالف العربي.

إقرأ أيضاً  تفوق أطفال اليمن في مسابقات الحساب الذهني

فصل جديد من المواجهات

وكانت مواجهات أغسطس الماضي، بين القوات الحكومية والحزام الأمني الموالي للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، أسفر عنها سيطرة “الانتقالي” على العاصمة المؤقتة عدن، والمحافظات المجاورة، بالإضافة إلى أجزاء من محافظة أبين، باستثناء المدن والمديريات الشرقية للمحافظة، التي ظلت تحت سيطرة القوات الحكومية، مدعومةً بقوات وتعزيزات تصلها من محافظة شبوة المتاخمة.
ورجحت مصادر أمنية معادوة القتال والمواجهات بين الجانبين في المحافظات الجنوبية، خصوصاً في ظل تعثر تنفيذ اتفاق الرياض، الذي كان من المتوقع أن يضع حداً لتكرر المواجهات بين طرفي الصراع.
ويتوقع مراقبون أن القوات الحكومية ستواصل طريقها نحو مدينة عدن، لاستعادة السيطرة عليها، بعد أن تم طردها من قبل قوات “الانتقالي”، خلال أحداث أغسطس.

خلافات السيد مع التحالف العربي

مصادر أمنية في محافظة أبين كشفت لـ”المشاهد” عن وجود خلافات بين عبداللطيف السيد وقيادة التحالف العربي، تعود جذورها إلى أحداث ومواجهات أغسطس الماضي.
حيث سبق للسيد أن رفض توجيهات من التحالف العربي، خلال مواجهات قواته مع القوات الحكومية، على تخوم محافظة شبوة، شرق أبين. وهو ما دفع بقيادة التحالف إلى تعيين مشرف عام على قوات الحزام الأمني في أبين، هو القيادي أحمد ناصر العسيري، بصلاحيات تفوق صلاحيات السيد.

مقالات مشابهة