المشاهد نت

السيطرة على جبهة نهم.. هل تمكن الحوثيون من الوصول إلى مدينة مأرب؟

من معارك القوات الحكومية وجماعة الحوثي شرق صنعاء - صورة ارشيفية

صنعاء-عبدالكريم نصر:

تمكنت جماعة الحوثي من إعادة ترتيب صفوفها بعد الهدنة غير المعلنة مع السعودية والتي أوقفت من خلالها التصعيد العسكري على الحدود، مقابل توقف الجماعة عن القصف الصاروخي لها.

ولاحت بوادر تلك الهدنة في الهجمة غير المسبوقة التي يخوضها مسلحو جماعة الحوثي في الجوف ومأرب (شرق اليمن) بعد تمكنهم من إحكام السيطرة على معسكر فرضة نهم شرق العاصمة صنعاء، ومثلث (صنعاء، الجوف، مأرب) ومدينة براقش الأثرية التابعة لمحافظة الجوف شرقًا.

وكانت القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية قد سيطرت على معسكر الفرضة وأجزاء كبيرة من مديرية نهم في الثاني من نوفمبر 2016.

لكن تلك القوات ظلت تراوح مكانها، نتيجة رفض التحالف السعودي الإماراتي، تجاوز القوات الحكومية للمواقع المسيطر عليها في تلك المديرية التابعة لمحافظة صنعاء.

استغلال تفكك المعسكر الحكومي

جماعة الحوثي لم تكتفِ بالسيطرة على جبهة نهم هذه المرة، بل راحت إلى أبعد من ذلك، في محاولة للسيطرة على محافظة الجوف قبل التوجه إلى مدينة مأرب، التي تبدو أقرب للحوثيين من أي وقت مضي، في ظل الصراع الدامي والمتكرر الذي يشهده معسكر الحكومة في محافظات عدن وأبين والضالع ولحج وشبوة، وتعز جنوب غرب البلاد.

تقاتل جماعة الحوثي بشراسة لبسط سيطرتها أولًا على مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، والتي باتت على مرمى نيران الحوثيين، إذ لا يفصلهم عنها سوى 20 كليو مترًا، وفق ما تناقلته وسائل إعلام محلية وخارجية مساء أمس الأحد.

وبإحكامهم السيطرة على مدينة الحزم، يكون الحوثيون قد أمنوا جبهة نهم من أي اختراق للقوات الحكومية التي تسعى على ما يبدو إلى استرداد ما فقدته خلال أسبوع من بدء المواجهات الأعنف في تلك الجبهات المفتوحة لأية احتمالات في الساعات القادمة.

وفي الأثناء تدور معارك شرسة بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي على أطراف مديرية صرواح التابعة لمحافظة مأرب، بعد الأنباء التي تحدثت عن سيطرة قوات الحكومة على أجزاء واسعة من جبل هيلان الاستراتيجي، والذي يفصل بين محافظتي صنعاء ومأرب.

وتسعى القوات الحكومية حثيثًا في جبهة صرواح لتخفيف الضغط العسكري الذي تفرضه جماعة الحوثي على مدينة الحزم والمثلث الرابط بين المحافظات الثلاث (صنعاء، مأرب، الجوف)؛ بيد أن مهمة القوات الحكومية باتت أصعب من أي وقت مضى، إذ ظل بقاء أفراد الجيش الوطني لأشهر دون تسلم رواتبهم، فضلًا عن القصف المتكرر الذي طال معسكراتهم في محافظة مأرب من قبل الحوثيين تارة، ومن قبل الحلفاء تارة أخرى.

إقرأ أيضاً  زيارة المعالم الدينية بحثًا عن الروحانية في رمضان

واعترفت مصادر في الحكومة أن الجيش الوطني تلقى ضربات جوية من طيران التحالف في كل مواجهة تخوضها تلك القوات مع جماعة الحوثي، في جبهتي صرواح ونهم.

وكانت هذه الضربات متزامنة مع أي تقدم تحرزه القوات الحكومية باتجاه مناطق في صنعاء المتاخمة لمحافظة مأرب من جهة الشرق، لكن الغريب بالأمر أن الحكومة كانت تصمت إزاء معظم تلك الضربات التي كانت تصفها بالخاطئة، حتى دون إجراء تحقيقات مستقلة بشأنها.

وخلفت تلك الضربات مئات القتلى والجرحى من القوات الحكومية، وربما تفوق تلك الأعداد ما خلفته المواجهات بين تلك القوات وجماعة الحوثي.

مأرب الهدف القادم

يسعى الحوثيون بعد السيطرة على مدينة الحزم في محافظة الجوف وتأمين مثلث (الجوف مأرب صنعاء) للتوجه إلى مدينة مأرب وعيونهم على صافر، حيث المنشآت النفطية والغاز، ويستغل الحوثيون حالة الارتباك التي تعيشها القوات الحكومية التي تخسر مواقعها تباعًا، رغم استمرار الضربات الجوية من قبل الطيران السعودي.

حالة الارتباك تلك، بدت واضحة في تصريحات القيادات العسكرية التابعة للحكومة، والتي تعيد إلى الأذهان مجددًا، ما تم في 26 سبتمبر 2014 عندما سقطت صنعاء كليا بيد الحوثيين.

هذا المشهد غير بعيد عما يحدث في جبهات مأرب والجوف اليوم، إذ تتساقط المواقع التابعة للقوات الحكومية بشكل متسارع.
ويرى مراقبون أن استمرار إدارة الحوثيين للمعارك التي يخوضوها ضد القوات الحكومية بهذه الصورة، وبقاء حالة الارتباك التي يعيشها أفراد تلك القوات، سيسهل عليه السيطرة على مدينة مأرب.

وتخشى القوات الحكومية في محافظة مارب، من تحريك الإمارات لأدواتها في محافظتي أبين وشبوة، بهدف السيطرة على المحافظتين، مع تعثر تنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا.
وإذا ما حدث ذلك، فإن القوات الحكومية في مأرب ستقع فريسة للحوثيين، الذين استطاعوا تطويع ذلك الوضع لصالحهم قبل الهجوم على مواقع تلك القوات في جبهة نهم.

مقالات مشابهة