المشاهد نت

النغم الصنعاني والحضرمي في تلاوة القرآن الكريم

صورة تعبيرية

عدن – عصام صبري:

في كل عام يتخرج من مراكز ودور تعليم القرآن الكريم في مختلف المحافظات اليمنية، المئات من الحفاظ والقراء، الذين يتميزون بمواهب خاصة، في ترتيل وتجويد كتاب الله، لكنهم يجدون أنفسهم عقب تخرجهم في مواجهة مشكلة عدم وجود مشاريع خاصة تُظهِر مواهبهم وتصقلها وتسوّقها للعالم، على عكس عشرات القراء في العالم الإسلامي، الذين يحظون برعاية رسمية وشعبية في بلدانهم.
وعمل أكثر من 500 قارئ وحافظ يمني داخل وخارج وطنهم، أبرزهم القارئ الشهير فارس عباد، والقارئ معين آل ترك، والقارئ وديع اليمني، على تأسيس رابطة تُعنى بتنمية موهبتهم وموهبة أقرانهم، تحت مسمى “رابطة قراء اليمن”.
وقد أصدرت الرابطة باكورة مشاريعها الآنية، وهو مشروع المصحف اليمني، كما أن القائمين على الرابطة في طور تنفيذ عدد من المشاريع التي سيكون لها تأثير إيجابي في مسيرة تعليم وتحفيظ الذكر الحكيم، كما تحدث القائمون على إدارة الرابطة لـ”المشاهد”.

النغم الصنعاني والحضرمي

لكل بلد إسلامي لون ونمط معين في اللحن القرآني، فعلى سبيل المثال يُعرف أهل العراق بنغم يسمى باجلان، ويعرف أهل الحجاز بمقام الحجاز الخاص بهم، وقد ظهرت هذه الألوان بشكل قوي في المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وفي اليمن رأى عدد من أعضاء رابطة قراء اليمن، أن يكون لهم دور في إظهار ما ينسب لهم من أنماط جميلة، كي يرى العالم جمال أهل اليمن في أنغامهم المتنوعة، كالمقام الصنعاني، والمقام الحضرمي، كما يقول الشيخ معين آل ترك، مدير العلاقات العامة لرابطة قراء اليمن، في حديثه لـ”المشاهد”.

معين آل ترك :رأى عدد من أعضاء رابطة قراء اليمن، أن يكون لهم دور في إظهار ما ينسب لهم من أنماط جميلة، كي يرى العالم جمال أهل اليمن في أنغامهم المتنوعة، كالمقام الصنعاني، والمقام الحضرمي.


ويضيف: “خلال 6 أشهر ماضية بدأت رابطة قراء اليمن بتنفيذ مشروع مصحف النغم الصنعاني، كون أن لهذا اللون من التلاوة صدى بين القراء وبين الجمهور، وكان أصحاب التسجيلات القديمة من القراء اليمنيين يقرؤون به، فحرصنا أن نجمع بين عبق الماضي وجمال الحاضر، وتم تكوين لجنة لإدارة المشروع ومراجعة المصحف في 5 مراحل، أولاها: تسجيل صوتي لتلاوات مجموعة من مشاهير القراء اليمنيين، ومراجعة المصحف من قبل مقرئين مختصين، تجهيز جرافيك ممنتج للمصحف كاملاً، وتجهيز تطبيق في الآيفون والإندرويد، وتوزيع ونشر المصحف دون مقابل مالي على القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي”.

إقرأ أيضاً  الهروب من البشرة السمراء.. تراجيديا لا تدركها النساء

ترويج وطموحات

وبدأت خلال شهر رمضان الجاري عدد من القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، بث تلاوات بالمقام الصنعاني لقراء يمنيين من الجيل الجديد، أمثال الشيخ أبو بكر علي الظبي من محافظة تعز، والشيخ صادق عبدالله النهاري من محافظة ذمار، والشيخ وديع حمادي اليمني من محافظة صنعاء.
يقول الشيخ القارئ فارس عباد، إن هناك تفاعلاً من جهات داخل اليمن وخارجه، مع مشاريع رابطة قراء اليمن، وهو الأمر الذي يشجع القائمين على إدارة الرابطة، على الاستمرار في تنفيذ حزمة من المشاريع المستقبلية، ومنها التي تعنى بتدريب وتأهيل القراء، وتوفير منح دراسية لتعليمهم، ومشاريع أخرى في مجال الإعلام من خلال إيجاد وسائل إعلامية تعرف الناس بقراء اليمن، وفقاً لمعين آل ترك.
ويضيف أن الرابطة ستعمل على تنظيم مؤتمرات دولية، حيث يتم في كل مؤتمر طرح أبحاث ومشاريع قرآنية، مع نقل خبرات عديدة، وتجارب من كل بلد يعيش فيه القارئ، كما تنوي الرابطة الاهتمام بالبحوث القرآنية التي تنشر تاريخ اليمن القرآني منذ عصر الرسالة إلى يومنا هذا، وقد بدأت الرابطة بحصر بعض المختصين والمهتمين في ذلك.
ويرى مراقبون أن تنفيذ مشاريع رابطة قراء اليمن، ومشاريع تثقيفية وتنويرية أخرى، مرهون بمدى عيش اليمنيين حالة استقرار أمني واقتصادي، في ظل الحرب الدموية التي ماتزال تدور رحاها في مختلف المناطق اليمنية.

مقالات مشابهة