المشاهد نت

“حرية اليمن السعيد”.. لماذا توقفت العملية؟

عدن – بشرى الحميدي:

في الـ11 من يناير 2022، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، إطلاق عملية “حرية اليمن السعيد” بكافة المحاور والجبهات، غير أن هذه العملية لم تؤتِ ثمارها بعد، إذ أجمع سياسيون على أن العملية لا تعدو كونها ذر رماد في عيون اليمنيين.

ويقول وزير النقل السابق، صالح الجبواني، لـ”المشاهد” إن “عملية تحرير اليمن السعيد تخريجة إعلامية جديدة يسوقها السعوديون لليمنيين كعاصفة الحزم وإعادة الأمل، بالرغم من أننا لم نرَ حزمًا ولا أملًا، ولا أظن أن هذه العملية الجديدة تؤتي ثمارها إلا إذا غيروا الاستراتيجية الحالية إذا لديهم استراتيجية أصلًا، وتخلوا عن القيادات الضعيفة المهترئة في الحكومة وعملوا على تسليح الجيش الوطني وتوفير مرتبات الجنود والتخلص من القيادات العسكرية الفاشلة، هنا يمكن تحقيق النصر. أما بهذه الطريقة القديمة والأدوات الميتة ستكون أسماء سموها ما أنزل الله بها من سلطان، والنتائج لاشيء”.

“عمليات لمنع انتصار الحوثيين”

“كل العمليات التي ينفذها التحالف في اليمن، بما فيها عملية حرية اليمن السعيد التي أعلن عنها المالكي، لذر الرماد في عيون اليمنيين المؤملين في تحقيق هدفهم الأسمى (استعادة الدولة)، حيث أثبتت المعايشة والتجارب الميدانية أنه لم يكن هناك عملية ميدانية كاملة، بل كانت وماتزال كلها تنتهي بانتكاسات لصالح المليشيات الحوثية”؛ يقول الباحث في علم الاجتماع العسكري محسن خصروف لـ”المشاهد”.

ويضيف خصروف: “عملية شبوة التي تضمنت توجيهات الرئيس هادي أن تستمر حتى تحرير البيضاء ومديريات مأرب، انتهت بعد نجاحهم الباهر بعودة العمالقة إلى عدن، وتوقف عمليتهم في مأرب، ولولا بطولات وصمود واستبسال الجيش الوطني ورجال القبائل والمقاومة في مأرب لسقطت المدينة بعد خذلان التحالف لهم”.

ويتابع: “العمليات الجوية ليس لها هدف إلا منع انتصار الحوثي، والحيلولة دون الهزيمة الكاملة للجيش الوطني، بمعنى لا انتصار كامل لأي طرف”.

ويؤكد أن بضع طائرات أباتشي كفيلة بتطهير صرواح والجوف والمنطقة الغربية في زمن قياسي، كما أن دعم الجيش الوطني بما يحتاجه من السلاح والعتاد، على غرار الدعم الذي تلقته ألوية العمالقة في عملية شبوة الناجحة، كفيل بتحقيق النصر الكامل ودخول صنعاء واستعادة الدولة، ولكنه مخطط التحالف الهادف إلى تدمير اليمن دون الوصول إلى حلول عسكرية أو سياسية، بل بلقنة اليمن ليس إلا.

إقرأ أيضاً  ضياع حق المرأة في التعليم والعمل بسبب الحرب 

ويؤكد الأكاديمي والكاتب السياسي سعيد النخعي، أن كثيرًا من المراقبين لم يعودوا يولون اهتمامًا لسير المعارك في جبهات القتال في اليمن، بعد تعثر سيرها في الحديدة الذي انتهى بتوقفها تمامًا بين الطرفين بعد الانسحابات المفاجئة وغير المبررة من مواقع مهمة في الحديدة، وتسليمها للحوثيين دون قتال.

ويقول النخعي: “اكتفى التحالف بنقل المعركة إلى شبوة وما صاحبها من تغيرات دراماتيكية سريعة لسير المعارك قابلها الحوثيون بانسحابات مفاجئة من بيحان وعسيلان في محافظة شبوة، ليعود التحالف للإعلان عن معركة جديدة أطلق عليها “تحرير اليمن السعيد”، أوقفها التحالف عند مناطق سيطرة الحوثيين في محافظة مأرب بعد سحبه لقوات العمالقة من مناطق التماس بين الطرفين، لتعود أدراجها من حيث جاءت، ليعود لفتح جبهة جديدة في حرض، ظلت عناوينها تتأرجح بين دخول الشرعية إليها وخروجها منها”.

ويضيف أن هذه المعارك محاولة من التحالف لملء فراغ الانتظار، لما ستقرره الإرادة الدولية بشأن اليمن التي تحولت إلى حلبة لصراع المصالح بين القوى الإقليمية والدولية التي تدير الصراع في اليمن منذ 7 سنوات بأدوات محلية لا تملك قرار السلم، ولا الحرب، ولا تخفي تبعيتها للخارج الذي يمدها بأسباب البقاء، وهو وحده من يحدد مسارها، فيسعى كل طرف من أطرافها الخارجية إلى تحقيق أهدافه على حساب اليمن التي باتت كريشة تعبث بها رياح المصالح الدولية والإقليمية.

استعراض للقوة

ويبين الكاتب والباحث السياسي محمود الطاهر، أن العمليات العسكرية الأخيرة، في شبوة أو بمحافظة حجة (شمالي غرب اليمن)، استعراض بالخبرة والقوة، وإثبات فاعلية المقاتلين على الأرض.

ويعتقد الطاهر أن الرئاسة اليمنية اتفقت مع قوات ألوية العمالقة على تحرير المديريات التي سقطت في محافظة شبوة بيد الحوثي، كاختبار على مدى صلابة هذه القوات، وقدرتها على تحقيق ما يوكل إليها من مهام، وكان من المتوقع أن تستمر حتى الوصول إلى مأرب، بالتزامن مع تقدم القوات المتواجدة في جبل البلق الشرقي نحو عقبة ملعاء في حريب.

مقالات مشابهة