المشاهد نت

الإعاقة لم تمنع “إبراهيم” من تحقيق حلمه

إبراهيم، بطل تحدي الإعاقة، مستوى ثاني إعلام-تعز

تعز – فخر العزب

“صحيح أن هناك الكثير من الصعوبات والتحديات التي أواجهها باعتباري من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكن الله عوضني بإرادة قوية جعلتني قادرًا على هزيمة الصعوبات والتحديات، وتحقيق حلمي بالالتحاق بالجامعة على أمل التخرج منها والحصول على الليسانس”؛ يقول إبراهيم الذي يعاني من إعاقة خلقية بالأطراف العلوية والسفلية، عن مسيرته الدراسية للعام الثاني بقسم الإعلام بجامعة تعز.

ويضيف “إبراهيم” في حديثه لـ”المشاهد”: “اخترت الدراسة في قسم الإعلام، لأني عندما كنت صغيرًا كنت أشاهد مذيعي الأخبار في التلفزيون، وأردت أن أصبح مثلهم، إضافة إلى رغبتي في تصحيح النظرة الخاطئة عن الإعلام، لأن الكثيرين يقولون إنه يرتبط بالإشاعات وتضليل الرأي العام، بينما الإعلام الحقيقي يجب أن يكون نقلًا للحقائق والأخبار، والتعريف بتاريخ وحضارات وثقافة البلدان”.

يسكن إبراهيم في قريته ذي عنقب بمديرية مشرعة وحدنان، التي تبعد عن مدينة تعز بحوالي 10 كيلومترات، لكنه ينتقل على ظهر دراجة نارية بمساعدة شقيقه أو أحد الأصدقاء، لحضور المحاضرات الدراسية، ومن ثم العودة للبيت.

وتبلغ أجرة الدراجة النارية التي يدفعها إبراهيم لنقله ذهابًا إلى كليته والعودة، حوالي 5000 ريال لليوم الواحد، وهو ما يزيد من حجم الأعباء والصعوبات التي يواجهها خلال مسيرته الدراسية، ما جعله يحضر 3 أيام فقط في الأسبوع، بينما المحاضرات الدراسية لبقية الأيام يقوم بأخذها من زملائه الذين يتعاونون معه عبر توفيرها له.

إقرأ أيضاً  الإصابة بالسرطان في ظل الحرب

ويقول: “من أبرز الصعوبات التي أواجهها هي بعد المسافة من البيت إلى الكلية، وارتفاع تكاليف المواصلات، حيث تكلفني الكثير من المال للانتقال من البيت إلى الكلية والعودة، لكني أواجه هذه الصعوبات بالإصرار على تحقيق هدفي وحلمي، والتفاؤل بأن الغد سيكون أجمل، وأني سأجني ثمرة اجتهادي وإصراري”.

يضيف إبراهيم: “بالنسبة لوضعي كان يفترض أن أسكن بالقرب من الكلية ليسهل الانتقال إليها، وأتمكن من حضور جميع المحاضرات، لكن الوضع المالي لا يسمح بذلك، بخاصة في ظل الواقع المعيشي الصعب الذي أعيشه أنا ويعيشه جميع الطلاب”.

ويشيد إبراهيم بالتعاون الذي يتلقاه من دكاترة قسم الإعلام من خلال تذليل الصعوبات أمامه، كما يشيد بتعاون زملائه الطلاب من خلال مساعدته بتسجيل الدروس والمحاضرات التي يتغيب فيها، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يمثل حافزًا له لمواصلة الدراسة الجامعية.

يشار إلى أن اليمن من الدول الأطراف في “اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة”، ولديها قوانين وطنية تهدف إلى حماية الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن، والبالغ عددهم ما لا يقل عن 4 ملايين ونصف المليون نسمة، أي حوالي 15% من عدد السكان، وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية.

مقالات مشابهة