المشاهد نت

كفيفات في صدارة التفوق

دعوة لوزارة التربية والتعليم لتبني طريقة "برايل" في اختبار الطلاب ذوي الإعاقة البصرية

صنعاء – سحر علوان

حصلت الطالبة سمية أحمد علي ناصر، من مدرسة الثورة بمحافظة إب، على الترتيب الثامن، بمجموع درجات 628، ونسبة 89.71%. تقول سمية (17 عامًا) لـ”المشاهد”: أصبت بالدهشة لدى سماعي بخبر حصولي على هذه النتيجة”، مضيفة: “لم أكن أتوقع أنني سأحصل على المرتبة الثامنة، اجتهدت نعم، وثابرت، لكني لم أتوقع أن أتفوق بهذا الشكل، أشكر أمي التي كانت ذراعي ومشجعي وداعمي الأبدي، ومن وقفت معي، وذللت لي كل الصعوبات”.

“كأن بصري عاد من جديد”

عندما التحقت سمية بالمدرسة، لم تكن تعاني من أية مشكلة بصرية، حتى الصف الرابع من المرحلة الأساسية، بعدها بدأ نظرها بالتدهور، كما تقول، مضيفة: “بدأت معاناتي في الصف الرابع، حين بدأت أفقد بصري شيئًا فشيئًا، حتى وصلت الصف الخامس، ولم يعد بإمكاني رؤية أي شيء، وبرغم ذلك تفوقت”.

وتصف معاناتها الأكبر، قائلة في حديثها لـ” المشاهد: “لم أخبر أحدًا من المعلمين والمعلمات، أنني أعاني من نظري، أوزع دفاتري للصديقات كي يكتبن لي الواجبات، كي لا يعرف أحد ما أعانيه، لم يكن بمقدوري رؤية ما يشرحه المعلمون في الصف على السبورة، بخاصة لمادة الرياضيات”، وتضيف: “كُنت أتلقى العقاب في بعض الحصص، وتنعتني المعلمة بالمهملة في مادتها، فيما كان السبب الحقيقي أنني لا أرى ما تقوم بشرحه، ولم أخبرها بذلك”.

انتقلت سمية إلى جمعية الأمان لرعاية الكفيفات، وهي بالصف التاسع، ومن هنا بدأت تحب الدروس والمذاكرة، بعد أن كانت تفكر بالانسحاب من الدراسة، وتخاف من جرح مشاعر والدتها إن أخبرتها بذلك.

وتقول: “عندما التحقت بالجمعية، تم منحي المنهج المسموع (عبارة عن شخص يقرأ الكتاب كاملًا)، ومن هنا بدأت أشعر أن الأمر صار سهلًا بالنسبة لي. لا أبالغ إن قلت إنني شعرت بأن بصري عاد من جديد بهذا المنهج، أصبحت معتمدة على نفسي في المذاكرة، أسمع التسجيلات، وأستذكر كل المعلومات، وأرجع إليها كلما أردت”.

وتضيف: “تركت المنهج المسموع، واتجهت لتعلم طريقة برايل التي أتقنتها في أسبوع، وشعرت حينها بالاستقلالية التامة، لم أعد أتقيد بالتسجيلات، وفكرت بقراءة وحفظ القرآن الكريم، ونجحت بذلك”. وطريقة برايل لمخترعها لويس برايل، هي نظام كتابة ألفبائية، تمكن المكفوفين من القراءة، ولذا تُكتب الحروف رموزًا بارزة على الورق، مما يسمح للمكفوفين بالقراءة بفضل حاسة اللمس. وتتابع: “ختمت كتاب الله، وكان هذا هدفي ليوفقني الله في مشواري التعليمي ومسيرة حياتي”.

إقرأ أيضاً  عادات وتقاليد العيد في المحويت

اليوم، تطمح سمية لدراسة الصحافة أو العلاقات الدولية، فضلًا عن إتقان القراءات العشر لكتاب الله، وتسعى لتحقيق هذه الأهداف، كما تقول.

“كنت أثق أن تعبي لن يضيع”

وحصلت الطالبة أماني صادق صالح شداد، التي درست في مدرسة القدس بصنعاء، على الترتيب الأول بالقسم الأدبي، بمجموع درجات 664، ونسبة 94.86%. في حديثها لـ”المشاهد” تقول أماني: “اندمجت في المدارس العامة منذ الصف الخامس وحتى الثانوية، بمساعدة أختي الكبيرة منى، التي كانت الداعم الكبير لي”. وتضيف: “كنت أتوقع حصولي على هذا الترتيب، وأن أكون إحدى أوائل الجمهورية، كوني بذلت جهدًا كبيرًا، وكنت أثق أن الله لن يضيع تعبي”.

وتقول مدير المكاتب والفروع في جمعية الأمان لرعاية الكفيفات هناء الغزالي، لـ”لمشاهد”: الفضل لله ولكل القائمين على الجمعية، بتكاتف الجهود استطاعت الكفيفات أخذ حقهن في التعليم، وأن يصلن لما يطمحن له”.

وتطمح الغزالي إلى وصول كل كفيفة يمنية لما تحلم فيه من تعليم ودراسات عليا، وتحقيق كل طموح باكتساب المعارف والعلوم، والتأثير في المجتمع. وتأسف بشأن الذين حُرموا من التعليم، أو حالت الظروف دون تحقيق أحلامهم، أو من أوقفتهم الصعوبات.

يذكر أن ذوي الإعاقة سنويًا يحصلون على مراكز متقدمة في العديد من المراحل الدراسية، وكذلك في المسابقات المختلفة عربيًا وعالميًا.

طريقة برايل في الإختبارات

في رسالة أخيرة تطالب سمية وزارة التربية والتعليم بأن تكون الاختبارات الوزارية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، بطريقة برايل، وتؤيدها أماني، كون كل كفيف يحتاج للاستقلالية في حل الاختبار، وليس بالاعتماد على أشخاص آخرين يقومون بالكتابة بدلًا عنهم أثناء تأدية الاختبارات.

مقالات مشابهة