المشاهد نت

غياب الرواتب يقلص الدوام ووزراءصنعاء يهددون بالفصل

حكومة بن حبتور التي شكلتها جماعة الحوثي وصالح بصنعاء

المشاهد – صنعاء – خاص

 

يواجه موظفو القطاع العام بصنعاء تهديدات بالفصل من وظائفهم العامة، وذلك من قبل وزراء الحكومة المعينة من قبل جماعة الحوثي وحليفها حزب المؤتمر الشعبي العام التابع للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذين يطالبون الموظفين بالدوام اليومي دون أن يتقاضى الموظفين رواتبهم الشهرية.

عماد موظف حكومي يقول لـ”المشاهد” إن الوزير المعين من قبل الحوثيين وحلفائهم والذي يدير الوزارة التي يعمل فيها عماد أصدر توجيهات بإعادة النظر في موظفي الوزارة والوحدات التابعة والرفع بالمنقطعين عن الدوام، وهدد الوزير بفصل نهائي لمن يتغيب عن الدوام اليومي.

الكثير من الموظفين انقطعوا بسبب عدم تسليم الرواتب حسب ما يقوله عماد، ويشير إلى أن هذه المشكلة لا يهتم بها الوزير الذي يهدد الموظفين بالفصل، ويرى هذا الوزير أن الدوام واجب وطني يجب الالتزام به، في حين أن الموظفين يعانون من الفقر والجوع وأغلبهم باتوا يبحثون عن فرص عمل وآخرون لا يجدون تكاليف المواصلات ليصلون إلى أماكن أعمالهم -حد تعبير الموظف عماد-.

الموظفون بحاجة إلى العون الإنساني

من جانبه الموظف الحكومي عبدالله يقول لـ”المشاهد” إن الموظف الحكومي بات من أكثر فئات المجتمع بحاجة إلى العون الإنساني، ويشير إلى أن سلطة الأمر الواقع لم تصرف لهم أية مبالغ مالية، واكتفت بتسليم نصف مرتب شهر سبتمبر 2016 فقط، الأمر الذي يحول بينهم وبين الدوام اليومي، ويؤكد أن حكومة صنعاء غير معترف بها وليس من حقها فصل أي موظف.

أطباء: الإنسانية تدفعنا للدوام بدون مرتبات

الأطباء هم أيضاً يعانون من صعوبة القيام بأعمالهم الإنسانية جراء غياب المرتبات الشهرية، ويقول أحد الأطباء في مستشفى الثورة بصنعاء لـ”المشاهد”: “نأتي إلى الدوام يومياً بدافع إنساني، فالمرضى لا ذنب لهم فيما يجري”، ويشير إلى أن الأطباء الذين يملكون عيادات خاصة أو يعملون في مستشفيات خاصة هم الأقل اهتماماً بالراتب الحكومي، أما الأطباء الذين يعملون في المستشفيات الحكومية هم الأكثر ضرراً من توقف صرف المرتبات ويعانون من أوضاع معيشية صعبة.

إقرأ أيضاً  عملة معدنية جديدة.. هل فشلت جهود إنهاء الانقسام النقدي؟

ألآلاف المرضى سيموتون في حال توقف الأطباء

هذه المسؤولية الإنسانية التي تدفع أطباء القطاع العام إلى مزاولة أعمالهم بلا شك ستضمحل أمام الفقر والجوع الذي يهدد الكثير من الأطباء الذين لا دخل لهم سوى ذلك المرتب الشهري، وفقاً لما يقوله أحد أطباء مستشفى الثورة بصنعاء لـ”المشاهد”، ويضيف: “الكثير من الأطباء سيتجهون إلى البحث عن مصادر للرزق في حال استمر الوضع على ما هو عليه، وسيموت المئات بل الآلاف من المرضى الذين يزدادون في ظل الأوضاع الإنسانية المتردية التي تعيشها البلد”.

وزارة التخطيط: الدوام يومين في الأسبوع

سلطة الأمر الواقع بصنعاء لا تهتم بما يجري، فالبلد بحاجة إلى العون الإنساني، في ظل تفاقم انعدام الأمن الغذائي، وفي ذات السياق تقول وزارة التخطيط بصنعاء إن 1.25 مليون موظف في مؤسسات الدولة بانتظار مرتباتهم، وأصبحت مؤسسات الدولة عاجزة عن القيام بوظائفها في مساحات واسعة من البلاد، فالدوام الوظيفي في العديد من الجهات الحكومية بمعدل يومين أسبوعياً، كما أن مرافق الخدمات الاجتماعية الأساسية تفتقر إلى الحد الأدنى من نفقات التشغيل.

الاقتصاد الوطني في العناية المركزة

وتؤكد وزارة التخطيط بصنعاء في تقرير المستجدات الاقتصادية الصادر في نوفمبر 2016، والذي حصل عليه “المشاهد” أن الاقتصاد الوطني يواجه انكماشاً حاداً بفعل أزمة السيولة التي أودعته في غرفة العناية المركزة وحرمت 1.25 مليون موظف حكومي وأسرهم من مصدر دخلهم الرئيسي، وتشير الوزارة إلى أن البطالة ارتفعت وتفاقم انعدام الأمن الغذائي ويشهد اليمن أزمة إنسانية حادة فحوالي 18.8مليون إنسان يحتاجون إلى نوعا ما من المساعدة الإنسانية في نوفمبر 2016، منهم 54.8% في حاجة ماسة للمساعدة، كما أن 14.1 مليون إنسان وبما نسبته 51%  من السكان يعانون انعدام الأمن الغذائي، و 7 مليون يقاسون انعدام الأمن الغذائي الحاد.

مقالات مشابهة