المشاهد نت

مرضى الفشل الكلوي في اليمن.. تهديد دائم بالموت

من مرضي الفشل الكلوي في صنعاء

المشاهد -غمدان الدقيمي -صنعاء  :

مثل شخص محكوم عليه بالإعدام تناول للتو “وجبته الأخيرة”، يشعر عمار العماري أن ساعاته في الدنيا باتت معدودة مع عدم يقينه في الحصول على جلسة غسيل كلوي جديدة، بسبب النقص الحاد في المواد الطبية الذي يهدد أكبر مركز لأمراض وزراعة الكلى في اليمن بالتوقف عن العمل.

لم يعد العماري، 18 عاما، المريض بالفشل الكلوي ينتظر دوره في الحصول على جلسة للغسيل الكلوي، بقدر ما ينتظر دوره في الموت، كما يقول.

“أنا في حالة نفسية صعبة، أنتظر الموت في أي لحظة”، يقول الشاب اليمني الذي يعاني أيضا من مشاكل صحية في القلب، بينما يقف في باحة مستشفى الثورة العام في العاصمة صنعاء، إلى جانب عشرات المرضى الذين يترددون على مركز أمراض وزراعة الكلى لإجراء جلستي غسيل في الأسبوع.

نقص الإمدادات

ويعد مركز زراعة الكلى في مستشفى الثورة، واحدا من 18 مركزا في اليمن تكافح من أجل الاستمرار في العمل، في وقت تذهب فيه تقارير محلية ودولية إلى أن هناك نحو 7500 مريض يمني بالفشل الكلوي يواجهون خطر الموت في ظل التدهور المريع للنظام الصحي في البلاد.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، توقف مركز غسيل الكلى في محافظة إب وسط البلاد عن العمل، بسبب النقص في الإمدادات الطبية والنفقات التشغيلية، ما أدى إلى حرمان أكثر من 500 مريض من الرعاية الطبية، حسب منظمة الصحة العالمية.

وأدت الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين إلى توقف الخدمات الصحية في 54 في المئة من المنشآت الطبية في اليمن، فيما لجأت عدة مستشفيات عامة إلى خفض أو إغلاق بعض أقسامها بسبب نقص الإمدادات الطبية وعجز سلطات الأطراف المتصارعة عن دفع المرتبات للشهر السابع على التولي.

إقرأ أيضاً  القيود الأسرية تمنع الفتيات من تحقيق أحلامهن

استجابة محدودة

ومطلع العام الجاري أطلقت وكالات الأمم المتحدة نداء إنسانيا لتوفير 322 مليون دولار لدعم القطاع الصحي في اليمن وسد الثغرات الناشئة عن انهيار المؤسسات الصحية. لكن التعويل على استجابة المانحين لهذه الاحتياجات يظل محدودا، إذا ما تم الأخذ بالاعتبار أن المنظمات الدولية “لم تتلق سوى أقل من نصف هذا المبلغ خلال العام الماضي”، وفقا لممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن نيفيو زاغاريا.

ويقول الدكتور مجاهد البطاحي، رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى في هيئة مستشفى الثورة في صنعاء، “لم نحصل على أية موازنة منذ عام 2014”.

ويستقبل المركز 200 حالة غسيل كلى يوميا، مقارنة بـ120 حالة قبل اندلاع الجولة الأخيرة من الحرب في البلاد أواخر آذار/ مارس 2015.

“تكلفنا جلسة الغسيل الواحدة 50 دولارا”، يشرح البطاحي، فيما كان يتنقل بين غرف المركز الذي يعج بعشرات المرضى الذين ينتظرون دورهم للحصول على جلسات الغسيل الكلوي.

تكاليف الأدوية

ومع ذلك فإن مشاكل مرضى الفشل الكلوي لا تنحصر فقط في نقص المواد والمحاليل الطبية، بل أيضا في تكاليف الأدوية التي يتوجب عليهم شراؤها من الصيدليات الخاصة بأسعار باهظة تفوق قدراتهم الشرائية التي تراجعت على نحو مأساوي مع استمرار تصاعد النزاع الذي قذف بأكثر من 80 في المئة من السكان إلى دائرة الجوع.

وتقول أثير حمود، 16 عاما، بينما كانت تخضع لجلسة غسيل كلوي في ردهة المركز “الأدوية غير متوفرة وأسعارها غالية، نحن بالكاد نوفر قوت يومنا”.

وتضيف الشابة التي تعيش منذ ولادتها بكلية واحدة أنها لم تعد راغبة بالحياة، بعد أن اضطرت مؤخرا للتوقف عن متابعة تعليمها بسبب تداعيات إصابتها بالفشل الكلوي.

المصدر موقع” ارفع صوتك “

مقالات مشابهة