المشاهد نت

رئيس بعثة الاتحاد الاوربي بصنعاء ولقاء مرتقب بين الرئيس هادي وولد الشيخ في الرياض

الاوضاع الانسانية 2

المشاهد- متابعات :
حراك دبلوماسي اممي ودولي كبير لإنهاء حالة الجمود في مسار المفاوضات السياسية المتوقفة منذ عام بين اطراف النزاع اليمني.
في أحدث تطورات هذا الملف، اجرى مبعوث الامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد الليلة الماضية في العاصمة الاردنية عمان، مع وزير الخارجية اليمني، رئيس الوفد الحكومي المفاوض عبدالملك المخلافي، مفاوضات حول فرص التهدئة العسكرية وانعاش عملية السلام.
ومن المتوقع ان يلتقي المبعوث الاممي في محطته الثانية ضمن جولة مشاوراته الجديدة في المنطقة، العاهل الأردني عبدالله الثاني، قبل الانتقال الى الرياض للقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومسؤولين في قيادة التحالف بقيادة السعودية.
وكان وسيط الامم المتحدة استهل مشاوراته الجديدة حول الملف اليمني الاسبوع الماضي من العاصمة العمانية، حيث طلب دعما عمانيا لاستضافة مشاورات اممية مع تحالف الحوثيين والرئيس السابق في مسقط.
وكشف ولد الشيخ احمد بعد ايام من المشاورات مع المسؤولين العمانيين عن”بوادر لاستضافة السلطنة لقاءات بين اطراف الازمة اليمنية”مشيرا على وجه الخصوص الى تحالف الحوثيين الذين يرفضون مقترحه لتحييد ميناء الحديدة.
في السياق، بدأت رئيس بعثة الاتحاد الأوربي لدى اليمن، انطونيا كالفو، التي وصلت الاثنين الى العاصمة اليمنية صنعاء، مشاورات مغلقة مع تحالف الحوثيين والرئيس السابق في محاولة لحلحلة جمود العملية السياسية وتنسيق جهود الاغاثة الانسانية في البلاد.
و الزيارة هي الاولى من نوعها لسفير أوروبي منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء قبل عامين ونصف.
من جانبه اكد السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر، إن بلاده لا تملك نفوذا على الأطراف اليمنية لفرض وقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ سبتمبر/أيلول 2014.
وقال تولر في تصريحات صحفية، ان ما تقوم به الدبلوماسية الأمريكية في اليمن “هو التباحث مع جميع مكونات المجتمع اليمني في المنفى، لوضع وسائل مبتكرة من أجل البقاء على اتصال مع الحلفاء داخل اليمن”.
ودعا جميع الاطراف الى تقديم تنازلات من اجل اليمنيين، قائلا “ان الحل السياسي هو الحل الذي ستشارك فيه كافة الأطراف، سواء الحكومة الشرعية، أو أولئك الذين يسعون للإطاحة بالحكومة الشرعية”.
ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي الاممي والدولي الرفيع وسط مخاوف جادة من التداعيات الانسانية الوخيمة لتصاعد وتيرة الصراع، في ظل استمرار تفشي وباء الكوليرا والتهاب السحايا وانزلاق البلد العربي المضطرب منذ ست سنوات نحو “مجاعة” وشيكة خلال الأشهر المقبلة.
وافادت مصادر طبية يمنية رسمية بارتفاع وفيات الكوليرا في اليمن الى 1944 شخصا منذ نهاية ابريل نسيان الماضي.
وذكرت المصادر، تسجيل 469 الف حالة اصابة مشتبهة وفقا لاحدث حصيلة للوباء الفتاك الذي ضرب 21 محافظة يمنية من اصل 22 محافظة.
وحتى مع التراجع الملحوظ الذي اظهرته البيانات الطبية الرسمية في عدد وفيات الكوليرا المسجلة في اليمن خلال الاسابيع الاخيرة، توقع خبراء اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان تتجاوز حالات الاصابة المشتبهة بالوباء 600 الف حالة، بنسبة شخص واحد من كل 45 يمنيا، بنهاية العام الجاري.
والى جانب وباء الكوليرا، حذر مسؤولون امميون، من ظهور حالات اصابة مشتبهة بالتهاب السحايا، في أزمة صحية جديدة تزيد من معاناة اليمنيين، في ظل انهيار شبه كلي للنظام الصحي ونظام الإمداد بالمياه، جراء الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين.
ووفقا للأمم المتحدة، تسببت الحرب المتصاعدة في البلاد بواحدة من “اكبر الازمات الانسانية” في العالم، مع ارتفاع اعداد السكان الذين يعانون من “ضائقة غذائية”، الى نحو 19 مليونا، بينهم حوالى 7 ملايين شخص لا يعلمون من اين سيحصلون على وجبتهم التالية.
وحسب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فإن الحرب اليمنية تقتل شهريا ما لايقل عن 100 مدني، معظمهم بالضربات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية.
لكن هذه الارقام تظل متواضعة مقارنة بإحصائيات فرانس24 ومونت كارلو الدولية، وتقارير الاطراف المتصارعة التي تشير الى حصيلة ثقيلة من القتلى والجرحى، قد تتجاوز 80 الف قتيل، فضلا عن عشرات الآلاف من المباني والمنشآت المدمرة، التي تسعى الاطراف الى تثبيتها في مفاوضات التعويضات وإعادة الاعمار.
واجبرت الحرب الدامية في البلاد نحو 3 ملايين شخص على الفرار من ديارهم بعيدا عن مناطق المواجهات، حسب مصادر اممية متعددة.
وارتفعت معدلات سوء التغذية بنسبة 60 في المائة عما كانت عليه أواخر العام 2015، فيما تقول منظمة اليونيسف ان نحو 1.7 مليون طفل دون الخامسة من العمر يعانون من سوء التغذية الحاد والمتوسط.
ووفقا لليونسيف، فان طفل يمني على الأقل يموت كل 10 دقائق نتيجة لأمراض كان يمكن الوقاية منها.
كما خطف هذا الصراع آلاف الأطفال الى جبهات القتال بعيدا عن المدرسة والحياة العامة.
المصدر: راديو مونت كارلو – صنعاء – عدنان الصنوي:

مقالات مشابهة