المشاهد نت

الوباء الجديد فى سباق الموت باليمن .. مرض الدفتيريا بداية مرعبة وارقام مخيفة

مرضى الدفتيريا فى اليمن - أرشيفية

المشاهد-ابراهيم المرونى -خاص : 

تتنافس الاوبئة والامراض باليمن في نزع ارواح الابرياء ، فلم يفق اليمنيون من صدمة تسونامي وباء الكوليرا القاتل الذي حصد الاف الارواح في جميع محافظات البلاد تقريبا ، في ظاهرة هي الاسوء عالميا في العصر الحديث ، حتى صدم الناس بتفشي مرضا هو اشد فتكا بسمى مرض الدفتيريا ، والذي عاد مجددا للانتشار في اليمن ، لكنه هذه المرة يأخذ طابع الوباء.

وكشفت منظمة الصحة العالمية في بيان لها ، خلال الايام الماضية ، ان 14 شخصا ماتوا نتيجة تفشي وانتشار وباء “الدفتيريا” الخناق في اليمن .

وأكد البيان أن وباء مرض الخناق “الدفتيريا” يتفشي في اليمن بشكل سريع وخطير.

وقال بيان الصحة العالمية انه توفي خلال الاسابيع الماضية 14 شخصا، فيما تم تسجيل 120 حالة تشخيص سريرية ، مشيرا إلى أن معظم الحالات المسجلة من فئة الاطفال .

الدكتور عبد السلام المنصوري الطبيب الاختصاصي في امراض الصدر والجهاز التنفسي في صنعاء  قدم توضيحا “للمشاهد” حول مرض الدفتيريا بقوله ان لفظ دفتيريا تعني بالاتينية  “غشاء” , وقد سمى المرض بهذا الاسم نظرا لتميزه بتكون غشاء كاذب على اللوزتين و الحلق , و الدفتيريا مرض معدي , وأحيانا يكون قاتل , ومن سنوات عديدة كان من أهم أسباب الوفيات في الأطفال , ولكن الآن يعتبر مرض نادر في الدول المتقدمة وذلك بسبب التطعيم ، لكن الميكروب المسبب لها مازال موجود , ومن الممكن أن يسبب أوبئة عندما يكون التطعيم غير كافيا , وينتقل الميكروب عن طريق الرذاذ , و يتكاثر بمنطقة الغشاء المخاطي المبطن للفم و الحلق ويسبب التهابهم , وبعض الأنواع يفرز سموم قوية من الممكن أن تسبب تلف بالقلب والكلى والجهاز العصبي , كما أنه يوجد نوع أخف من الميكروب يصيب الجلد فقط , وهو يوجد بصفة رئيسية عند البالغين , وهذا النوع ينتشر بين ذوى النظافة السيئة كالمشردين.

الجدير بالذكر أنه من كل عشرة أشخاص يصابون بالدفتيريا يموت منهم شخص , كما أن الإصابة تكون شديدة قبل عمر 5 سنوات وبعد عمر 40 سنة.

مسؤول الاعلام والاتصال بمنظمة الصحة العالمية صادق امين صرح لــ” المشاهد” ان وزارة الصحة في صنعاء وبالتعاون مع منظمة الصحة ،  ستدشن اوآخر الشهر الجاري بالعاصمة صنعاء وفي عدة محافظات باليمن  حملة لمكافحة مرض الدفتيريا ، مضيفا ان متخصصين في منظمة الصحة يرصدون حالات متزايدة بالاصابة بالدفتريا   في صنعاء و 10 محافظات يمنية .

مصدر طبي بوزارة الصحة بصنعاء ،  وجهة تحذيرا عبر لــ “المشاهد “،  بان ازدياد مخاطر الإصابة بمرض الدفتريا يكمن في التعرض للازدحام الشديد وحياة التشرد ولدى نزلاء السجون ، وان مخيمات  النازحين.  من جراء الحرب المتصاعدة في اليمن منذ ما يقارب ال3 اعوام ، سيكونون الاكثر عرضة للمرض ، الذي يصيب البلعوم أو اللوزتين أو الحنجرة أو الأنف ، مع وجود غشاء ملتصق باللوزتين يصعب إزالته .

رغم تفشي مرض الدفتيريا في عدد من المحافظات التي تخضع لسيطرة مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية ، وحرص هذه المليشيات على التعتيم حول رقعة انتشاره ، لكون ما يحدث من ظهور للامراض والاوبئة هو نتاج للوضع الذي خلقته الفوضى وعدم الاهتمام بتلك المليشيات نحو المواطنين ، الى جانب نهبها لمرتبات موظفي الصحة واموال المرافق الصحية ، فقد رصدت حالات اصابات حقيقية

بالمرض في محافظات صنعاء واب والحديدة وغيرها ، وقد كشف “لــ المشاهد “، صادق امين مسؤول الاعلام والاتصال بمنظمة الصحة العالمية بصنعاء ،  بان عدد الحالات المصابة بمرض الدفتيرياء في محافظة اب وتحديدا  في عزلة وادي عصام بقرية بيت حلبوب وسمان بمديرية السدة بلغت 71 حالة ، و 12 حالة بمديرية يريم بعزلة بني منبه قرية المنزل .

واكد مسؤول الاعلام بالمنظمة ان مكتب الصحة  بمحافظة إب وبالتعاون  من  منظمة الصحة العالمية سيقوم بتقديم المساعدة الطبية العاجلة للحالات المصابة ، وإمدادهم بالأدوية العلاجية الطارئة بما يكفل الحد من انتشار المرض ،  وتقييم الوضع الصحي في المديريتين .

إقرأ أيضاً  اتساع ظاهرة التسول في رمضان

اما عياش مناجي الاداري بهيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة فقد اكد من خلال اتصال هاتفي لــ”المشاهد”  تسجيل المستشفى اول 6 حالات مصابة بمرض الدفتيريا ، وان الرقم قابل للتصاعد في مدينة الحديدة .

يمثل الطقس البارد عاملا مساعدا للاصابة بمرض الدفتيريا اذا ما تهيئت اسبابه ، او مع وجود العدوى ، ومعظم اليمنيين مازال يجهل الكثير عن هذا المرض الذي اقتحم حياتهم المنهكه دون مقدمات ، حتى انهم يجدون صعوبة في نطق اوتذكر اسمه ، اخصائي امراض الصدر والجهاز التنفسي الدكتور عبدالسلام المنصوري شرح “للمشاهد” عن اهم المعلومات المتعلقة بمرض الدفتيريا ومحذر في ذات الوقت من خطورته حيث اوضح ان عدوى

المرض تصيب الجهاز التنفسي العلوي بشكل واضح جدا ومن اعراضه ، الإصابة بالسعال مع إرتفاع درجة الحرارة ،

الشعور بالإعياء ، تغير صوت المريض حتى يصبح صوته خشن ويشبه صهيل الحصان ،تغير في رائحة الفم لتصبح كريهه ، صعوبة في البلع ، تكون إفرازات في الأنف ،الإحساس بالغثيان وحدوث رعشة وقئ ، تزايد في سرعة دقات القلب مع حدوث صداع بالرأس ، صعوبة  في التنفس نتيجة لتضخم الغدد اليمفاوية الموجودة بالرقبة مما يجعل المريض يمد رقبته للخلف .

وذكر ان علاج مرض الدفتيريا يتم اولا باعطاء المريض ترياق خاص يشبه السم الذي يطلقه ميكروب الدفتيريا وهو عبارة عن أجسام مضادة تهاجم الميكروب ، وثانيا لتناوله المضادات الحيوية التي تهاجم أي ميكروبات وبيكتريا بداخل جسمه ،  وأكثر المضادات الحيوية المستخدمة في مثل هذه الحالات هي البنسلين والإريثروميسين ، وثالثا  لابد من عزل المريض عن الآخرين في فترة العلاج حتى لا يصاب أحد المقربين له من الإفرازات أو من الأدوات الشخصية .

واوصى الدكتور المنصوري على اهمية الاجراءات الوقائية باعتبارها الحل الامثل للقضاء على أي ميكروبات من الممكن أن تهاجم أجسامنا ، فتناول جرعات التطعيم الثلاثي والخاصة بأمراض الدفتيريا و السعال الديكي والتتانوس هي أول الإجراءات الوقائية للحد  تماما من الإصابة بأي من هذه الأمراض ، التي تبدأ من عمر شهرين ثم التطعيم الثاني عمر الأربع أشهر ثم جرعة الست أشهر ، ومن الممكن إعطاء جرعة زائدة بعد إتمام الطفل عامه الأول  .

الكارثة المفجعة هو مصير مرض الدفتيريا في اليمن ، تكمن في ما صرحه كريستيان لندميير ، المتحدث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحافي بجنيف بان إمدادات منظمة الصحة لليمن تعتبر الآن منخفضة للغاية ، وأنه لا يوجد في العاصمة صنعاء جرعة واحدة من اللقاح اللازم لتحصين الأعمار من 5 إلى 25 سنة ضد الدفتيريا.

بالتزامن مع اعلان المنظمة  أن قوات التحالف العربي منعت إيصال 250 طناً من الإمدادات الطبية لليمن عن طريق البحر ، وقالت لم تتمكّن السفينة الحاملة للإمدادات من مغادرة ميناء  جيبوتي مثلما كان مُقرّراً لها سابقاً بسبب إغلاق الميناء .

في حين يرى مراقبون ان جماعة الحوثي  في اليمن ، قد تسعى لإستثمار تفشي وباء الدفتيريا من جهتين ، تتمثل الاولى باستغلال المرض ضد ماتصفه بدول العدوان ، واطلاق الشائعات والخرافات بان المىض ناجم عن صواريخ بيولوجية ، تصطاد به عقول جهلاء الناس ومناصريهم ، كما روجت لوباء الكوليرا من سابق ، ومن جهة اخرى ستقوم كعادتها بالاستحواذ على المعونات والامدادات الطبية الدولية والاممية ، وبيعها في السوق السوداء لصالحها الخاص ، وفي زيادة ثراءهم الفاحش ، مهما كان ثمن الموت الذي يدفعه المواطنين ممن لايدينون بالولاء لها ، وغير متقبلين تواجدها.

مقالات مشابهة