المشاهد نت

عبدالكريم .. قصة وجع في جبين الإنسانية أنتجته الحرب

المشاهد- فخر العزب-خاص:

هو إنسان، أفرغ سجانو جماعة الحوثي أحقادهم على جسده الذي تلذذوا بتعذيبه بكل أشكال وأنواع التعذيب حتى ملوا وهم يبصرون جسده وقد صار أشبه ببقايا إنسان، فتخلصوا منه في صفقة تبادل دون أن يعرف هويته أحد، لأنه منسي في سجنه ومنسي في تحرره.

وفي صفقة تبادل مع الجيش الوطني “كتائب ابي العباس” لم يدخل في حساباتها – كونه لم يعرف أحد باختطافه – أعادته المليشيات إلى الطرف الآخر جسدا نحيلا عاجزا، ولم يعد يملك من شخصه الذي كان سوى الهوية التي أضاعت ملامحها فلا يتكلم ولا يتحرك ولا يجيد أن يفعل بالكاد شيئا.

 

اسمه كما أفاد بعض الأسرى المحررين عبدالكريم محمد حسن راجح وهذا كل ما عرفوه عنه خلال تواجدهم معه في سجون الحوثيين، ولأنه لا يعرف عنه أحد شيئا فلم يكن ضمن قائمة الأسرى التي تقدم بها الجيش الوطني ممثلا بكتائب أبي العباس إلى الحوثيين للإفراج عنها، لكنهم تفاجأوا لحظة إتمام الصفقة أن الحوثيين قاموا بتسليمه مع تسريبهم لمعلومة واحدة عنه، حيث أفادوا أنه من مديرية الوازعية غرب تعز.

بالتزامن مع إتمام صفقة التبادل كانت ممثلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تعز  “ستيفاني إلير” والتي تقيم في منطقة سيطرة الانقلابيين في الحوبان شرقي المدينة تبلغ مدير مكتب الصحة بتعز الدكتور عبدالرحيم السامعي رسالة مفادها أن هناك من الأسرى المفرج عنهم شخص يعاني من حالة نفسية وطلبت منه عبر ناشطين في المجتمع المدني ارسال الأسير إلى مستشفى الأمراض النفسية وعدم اخراجه من المستشفى ليقوم مدير مكتب الصحة بارساله إلى مستشفى الأمراض النفسية مع التوجيه بالابقاء عليه في المستشفى.

ملامح الأسير تشير إلى أنه تعرض للتعذيب الشديد فهو عاجز عن الكلام والحركة، وبحسب التشخيص الأولي الذي تلقاه في مستشفى الأمراض النفسية فهو يعاني من كسر مع جرح مفتوح في ساقه اليسرى ,كما أنه بالنسبة للوعي في حالة ذهول قليل الكلام شبه صامت لا يستجيب ولا يتفاعل مع أي أوامر رافض الطعام ،كما يعاني من ضعف عام وهزال  ويحتاج لعناية تمريضية واهتمام مع عمل فحوصات شاملة وكشافة للساق والعمود ,وبالنسبة للتشخيص النفسي فقد تعرض لصدمة نفسيه بعد حادث كما أفادت مديرة المستشفى افتخار القحطاني.

إقرأ أيضاً  حماية الشباب من التطرف في المهرة

أصبح عبدالكريم عبئا على مستشفى الأمراض النفسية الذي تلقى توجيهات من مكتب الصحة بعد ان اتصل بهم الصليب الأحمر وطلب المكتب من المستشفى قبول المريض بأي طريقة، رغم أن إدارة المستشفى أبلغت هذه الجهات بأن المستشفى لا يملك عناية تمريضية، فلديه 4 ممرضين لعدد 70 مريضا نفسيا، وليس لديه خبرة في التمريض العضوي من جروح وكسور قسطرة.

حذرت مديرة مستشفى الأمراض النفسية من أن المريض بحالة متعبة عضويا وقد يدخل حالة غيبوبة واستغربت على أي أساس أفاد الصليب الأحمر باحتياج المريض للعلاج النفسي، كما استغربت معرفة الصليب لاسمه على الرغم من أنه لا يتكلم، كما أنها لا تخفي خشيتها عليه من أن يتعرض للاعتداء من بقية المرضى النفسيين حتى لو تم وضعه في غرفة بمفرده كون الغرف في المستشفى بدون أبواب.

وفي المستشفى ظل عبدالكريم ليومين جثة هامدة لا يتحرك ولا يتكلم ولا يعرف أحد عنه شيئا يعيش بانتظار أن تعود له إنسانيته من باب التشافي واللقاء بأهله أو من باب الموت الذي ربما صار أمنيته للخلاص من كل هذا العذاب.

وعقب نشر صوره في وسائل التواصل الاجتماعي والحديث عن حالته في مؤتمر صحفي نظمته كتائب أبي العباس جاءت أسرة عيدالكريم التي كانت تبحث عن ولدها الذي اختطفته الميليشيا خلال بحثه عن عمل، وبعد فترة طويلة من البحث كادت الأسرة تفقد أملها بلقاء ولدها الذي وجدته أخيرا في حالة يرثى لها بعد تعرضه للتعذيب في سجون الانقلابيين.

[ads1]

مقالات مشابهة