المشاهد نت

عسكرة البحر الأحمر.. مقدمة لحرب إقليمية جديدة؟

البحر الاحمر - خريطة

المشاهد- متابعات :
عزز دخول تركيا على خط التنافس حول منطقة البحر الأحمر الاستراتيجية المخاوف من تغذية الصراعات الإقليمية الدائرة فيها، وتحولها إلى إحدى أكثر البؤر توترا حول العالم.
تتشارك عدة دول مياه البحر الأحمر، وهي مصر والسودان واليمن والسعودية والأردن وإسرائيل وجيبوتي وإريتريا، ويعتبر هذا البحر أحد أهم ممرات الملاحة والتجارة العالميتين ويشهد عبور ما يقارب 3.3 ملايين برميل نفط يوميا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن خلال زيارته الأخيرة إلى السودان موافقة الخرطوم على تسليمه جزيرة “سواكن” المطلة على البحر الأحمر، لأجل غير محدد، وذلك من أجل “إعادة تأهيلها” في إطار اتفاقيات أمنية واقتصادية، ما أثار ردود فعل غاضبة لا سيما من مصر والسعودية.
قواعد أجنبية
تنتشر على ساحل البحر الأحمر قواعد أجنبية عدة يرى البعض، مثل المدير السابق لمركز دراسات القوات المسلحة في مصر اللواء جمال مظلوم، أنها تمثل “تهديدا جديا” للأمن القومي العربي.
ويشير مظلوم إلى وجود قواعد أميركية وفرنسية وصينية ويابانية في جيبوتي، إضافة إلى قاعدة سعودية تردد أنها أنشئت مؤخرا.
كما ذكر مظلوم لموقع “الحرة” وجود قاعدتين عسكريتين لإسرائيل وإيران في إريتريا إضافة إلى احتمال إنشاء قاعدة تركية في جزيرة سواكن الساحلية.
ولم يستبعد مظلوم استجابة روسيا للعرض الذي قدمه لها الرئيس السوداني عمر البشير بإقامة قاعدة عسكرية في ميناء بورسودان، لتعزيز وجودها في المنطقة.
وذكر مظلوم بالتواجد العربي في منطقة البحر الأحمر في إطار ما يسمى بـ”قوة الواجب” التي تضم الدول الخليجية والدول المطلة على البحر الأحمر، وتهدف إلى مواجهة القرصنة وتأمين الملاحة البحرية.
أطماع تركية؟
وقال مساعد وزير الداخلية المصري سابقا محمد نور الدين إن لتركيا “أطماعا” كبيرة في المنطقة وإنها بخطوتها الأخيرة ستؤدي “حتما” إلى قيام استقطابات وتحالفات من شأنها في خاتمة المطاف تأجيج الصراع ليس على “المستوى الإقليمي فحسب بل على “المستوى الدولي” أيضا.
وأضاف لموقع “الحرة” أن الحكومة السودانية تكون “مخطئة” إن ظنت أنها بمنحها سواكن لتركيا، ستضغط على بلاده بشأن حلايب، مشددا على أن حلايب مصرية.
وقال نور الدين إن مصر ستتخذ “كل الإجراءات التأمينية اللازمة” في مواجهة التطورات الأخيرة، محذرا من أن السودان “سيفاجأ برد فعل عنيف جدا” إذا ما نجح في مساعيه لـ”جر مصر إلى حرب”، عبر استقدام تركيا ومواقفها “المعادية” إلى جوارها.
الرياض التي كانت حتى وقت قريب ترتبط بعلاقات فاترة مع الخرطوم لم تبد أي ردود فعل رسمية على الخطوة السودانية، لكن إعلامها ندد بها بشدة.
ونشرت صحيفة “عكاظ” السعودية مقالا بعنوان “سواكن السودان في حضن أردوغان”، أثار ردود فعل رافضة من جانب السفارة السودانية.
تخوف إسرائيلي من نفوذ إيران
إسرائيل ليست بمنأى عما يجري من أحداث في منطقة البحر الأحمر، ومخاوفها عادة ما يعبر عنها محللون إسرائيليون.
وقال المحلل الاستراتيجي ومدير علوم الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب إيال زيسير لموقع “الحرة” إن الصراع الإقليمي والدولي في البحر الأحمر ليس بجديد وإن وجود تركيا في المنطقة لا يمثل “تهديدا حقيقيا” لإسرائيل بقدر المخاوف المتوقعة من “تحرك إيراني أو نزاع مصري تركي”، في ظل التعاون التركي مع السودان.
ولم يستبعد أن يؤدي ذلك إلى تصعيد جدي “لن تلتزم إسرائيل الصمت حياله”، حسبما قال.
هل المخاوف مبررة؟
يعتبر الخبير الأمني السوداني يونس محمود أن المخاوف من الوجود التركي في شرق السودان “غير مبررة على الإطلاق” ويتساءل “لماذا لم يثر نفس الجدل عندما أدارت دول غير مشاطئة كالإمارات، عددا من الموانئ على البحر الأحمر، كعدن مثلا؟”.
وفي إطار الحرب الدائرة في اليمن منذ نحو أربع سنوات، شهدت سواحل البلاد صراعا بين قوى محلية وإقليمية للسيطرة عليها، ونجحت قوات التحالف بقيادة السعودية من إبعاد الحوثيين المدعومين من إيران عن ميناء عدن ومناطق ساحلية أخرى.
ونوه محمود إلى أن السودان ليس متمحورا عسكريا مع دولة محددة دون أخرى مستشهدا بأنه أجرى مؤخرا مناورات عسكرية مع السعودية والولايات المتحدة ومصر. وبرأيه، “لا يوجد ما يمنع من التعاون مع تركيا”.
ويفسر مراقبون تحركات الخرطوم التي تلت تخلصها من بعض العقوبات الأميركية، وتقاربها الحالي مع روسيا، ثم تعاونها الوثيق مع تركيا بأنها محاولة للبحث عن مصالحها.
واختتم الخبير الأمني المصري محمد نور الدين حديثه لموقع “الحرة” بقوله بضرورة أن ينبع حل أزمات المنطقة من داخل المنطقة العربية وبدعوته إلى توحيد الصفوف تحت “زعامة سعودية مصرية إماراتية”، محذرا من أنه “إذا لم تنهض الدول العربية من سباتها لمواجهة التحديات التي تواجهها، فإن النزاع واقع لا محالة”.
المصدر: موقع الحرة

مقالات مشابهة