المشاهد نت

تعز.. استعادة الدولة من باب “الإيرادات”

منظر عام لمدينة تعز

المشاهد-فخر العزب-خاص:

التقى محافظ محافظة تعز الدكتور أمين أحمد محمود قبل ايام بالمكتب التنفيذي بالمحافظة من أجل استعراض تقارير سير الأداء ومناقشة الخطط المستقبلية والاحتياجات الأساسية للمواطنين، والوضع الأمني في المحافظة.

وخلال اللقاء شدد محافظ تعز على تحصيل الموارد المالية وانفاقها بموجب القوانين واللوائح، ووقف كل التجاوزات والازدواجية، مؤكدا على ضرورة مواجهة التحديات واستشعار المسؤولية الوطنية والاخلاقية تجاه المواطنين والعمل بروح الفريق الواحد.

كما لفت إلى اهتمام الحكومة بتوفير احتياجات المحافظة في مختلف المجالات وتطبيع الحياة فيها من خلال تفعيل المؤسسات وانتظام صرف المرتبات وتوفير الخدمات للمواطنين.

ويأتي عقد اللقاء في إطار السياسة التي يتبعها المحافظ الجديد لإدارة المحافظة من خلال ترتيب الأولويات حيث وضع اصلاح ملف تحصيل الايرادات ضمن أولويات المرحلة باعتبار أن حل هذه القضية سيعالج الكثير من القضايا التي تعانيها المحافظة وفي مقدمتها صرف رواتب الموظفين.

وتأتي معظم ايرادات تعز من الضرائب بالإضافة إلى أوعية ايرادية أخرى كمكتب الواجبات والنظافة والتحسين ومكتب النقل وضرائب كبار المكلفين والجوازات وغيرها، لكن لا يزال هناك الكثير من التحديات التي تعيق تحصيل الإيرادات في تعز وفي مقدمتها الجانب الأمني وغياب مؤسسات الدولة، في ظل انتشار المتنفذين وقادة الجماعات المسلحة التي تقوم بتحصيل ونهب بعض هذه الايرادات وفرض جبايات واتاوات على التجار بطرق غير قانونية.

كما أن الازدواجية في قرارات التعيين خلال الفترة السابقة يعد من أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار الفساد في ملف الايرادات وعدم وصول كل ما يتم توريده إلى حساب الحكومة الشرعية في البنك المركزي، حيث كان هناك مديران لمكتب الضرائب ومديران لمكتب المالية، تم تعيينهما من قبل طرفين مختلفين وهي اشكالية تكررت في مكاتب ومؤسسات أخرى في تعز خلال فترة غياب المحافظ السابق عن ممارسة مهامه من داخل المحافظة.

هذه الاشكاليات جعلت البنك المركزي اليمني في وقت سابق يعرقل صرف رواتب موظفي تعز نتيجة عدم استقرار الوضع المالي في المحافظة، مطالبا مؤسسات الدولة في تعز بتحصيل الإيرادات المالية وايصالها إلى فرع البنك المركزي في المحافظة الذي يجب تشغيله، وتحويل إيرادات المحافظة إلى حساب الحكومة العام في البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن.

الدكتور محمد عبدالرحمن السامعي مدير مكتب مالية تعز أكد لــ”المشاهد نت” أن أبرز التحديات التي تعيق تحصيل الايرادات حاليا تتمثل في الجانب الأمني غير المستقر بتعز، بالإضافة إلى تدخل المتنفذين وبعض القيادات في تحصيل الموارد، وعدم التزام بعض المديريات بالقوانين المنظمة لتحصيل وتوريد الموارد لأوعيتها في البنك المركزي، وعدم انتظام صرف الرواتب.

وأكد السامعي أن ايرادات تعز كانت قبل الحرب تصل إلى أكثر من 140 مليار سنويا، لكن معظم هذه الموارد حاليا تحت سيطرة جماعة الحوثي، أما نسبة ما يقع منها تحت سلطة الشرعية 30-40% فقط، كما أن هناك موارد كانت غير معروفة تحصل وتورد مركزيا، وهناك مورد هام يتمثل بميناء المخا، لكن للأسف لم يبدأ تفعيله حتى الآن، مضيفا أن أبرز الأوعية الايرادية في تعز تتمثل بالضرائب ، الواجبات، رسوم الجوازات ، وغيرها.

إقرأ أيضاً  دور المرأة اليمنية في مواجهة تغيرات المناخ

وعن الايرادات التي تم تحصيلها خلال الفترة السابقة قال السامعي إن الموارد ضبطت منذ فتح البنك المركزي بتعز، وتصل أحيانا 100 مليون شهريا تقريبا ،ونحن بصدد وضع الحلول  لتسرب الموارد ، ومطالبة الشركات ورؤوس الأمول بدفع مستحقات الدولة ،وكذا متابعة توريد حصصها من الموارد المركزية، وقد بدأنا فعلا بذلك والأخ محافظ المحافظة يشرف ويتابع شخصيا تلك الخطوات أولا بأول، مضيفا أنه تم تحصيل هذه الإيرادات من الضرائب ،الواجبات ، وبعض الأوعية  الأخرى، مضيفا أنه في حال التحصيل الأمثل للايرادات في مناطق الشرعية فلا يمكن أن تغطي هذه الايرادات موازنة صرفيات المحافظة، إلا بعد تحرير المحافظة بشكل كامل ؛ لأن 60 % من موارد المحافظة تحت سلطة الإنقلابيين.

وعن الخطط المستقبلية لتفعيل تحصيل الإيرادات في تعز أكد السامعي أنها عكست في خطة المكتب لعام 2018، وقد بدأنا بتنفيذ خططنا ، والأخ المحافظ يولي قضية الموارد أهمية كبيرة، ولدينا لجنة مكونة من المالية ،الجهاز المركزي للرقابة، المحافظة ،للنزول الميداني لكل الجهات الإيرادية ، وتقويم الإعوجاج.

وأشاد السامعي بجهود وزير المالية ونائبه اللذين يدعمان مكتب المالية ويتفهمان وضع محافظة تعز، وكذا بجهود وأدوار محافظ تعز الذي يبذل جهدا متميزا في سبيل تحصيل وتوريد الموارد المالية ،ودعم كادر المالية.

الناشط سعيد مغلس قال لــ”المشاهد” إن توجه محافظ تعز الجديد الدكتور أمين محمود لمعالجة واصلاح ملف تحصيل الايرادات في تعز دليل على بعد نظر إداري واقتصادي، فإيرادات المحافظة قبل الحرب كانت تترواح ما بين 60 و70 مليار ريال سنويا مع العلم أن هناك ايرادات تصل إلى 70 مليار ريال كانت تورد مركزيا وهي الخاصة بكبار المكلفين وفي حال تم تحصيل كل هذه الايرادات فستعالج الكثير من مشاكل المحافظة  مع التركيز على ضرورة تفعيل واحياء ميناء المخا الذي يعد شريان الحياة لتعز ولإقليم الجند بشكل عام”.

وتعد الإيرادات من أهم القضايا والتحديات التي تواجه المحافظ الجديد، خاصة والبلاد تسير نحو تطبيق النظام الفيدرالي، وعلى تعز أن تفكر في الطرق المثلى لاستغلال الموارد الاستغلال الأمثل في محافظة ينتمي إليها معظم رأس المال اليمني وتعتمد على الضرائب بشكل رئيسي.

مقالات مشابهة