المشاهد-خاص:
أثار إعلان دار الإفتاء التابعة للحوثيين، عن موعد حلول شهر رمضان، علامات استكار وتعجب لدى شريحة كبيرة من اليمنيين في الشارع ،وسخرية واسعة لدى البعض الاخر،على مواقع التواصل الاجتماعي ، وقال البيان الذي نشرته وسائل اعلام حوثية ، إن “يوم غدٍ الأربعاء هو المتمم لشهر شعبان، وأن أول أيام شهر رمضان المبارك هو يوم الخميس، وفقاً للجنة المكلفة برؤية الهلال”.
واستدرك بيان الجماعة “كثيراً من العلماء يؤكدون أن الأربعاء هو أول أيام شهر رمضان، وأن هلال رمضان يمكن رؤيته لولا الغيم”.
ونصحت دار إفتاء الحوثيين، بصيام “اليوم الأربعاء احتياطاً”، وأضافت أن “صيام اليوم الاربعاء بنية مشروطة إن كان من شعبان فنافلة ،وإن كان من رمضان فمن رمضان”.، وهو ما أثار سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي .
إستياء وإستغراب :
أستاذه التربية في جامعة صنعاء الدكتورة سعاد السبع قالت ” لم أسمع في الإسلام بصوم يوم من شعبان احتياطا لرمضان… يالله ثبت العقل والدين!”
ويرى أستاذ الاعلام الدكتور عبد الرحمن الشامي، “أن دار الافتاء الحوثية لاتمثلة ” ويقول ” هذه ليست دار الإفتاء اليمنية، وإنما تعبر عن فصيل صغير، يريد أن يفرض قناعاته المذهبية -والتي سندها هنا ضعيف جدا- على المجتمع اليمني العريض، الذي لم ير في المذهبية الفقهية يوما مشكلة، أو سعى مذهب فرض نفسه على الطرف الآخر.،إضافة إلى أن إصدار هكذا فتوى في هذا الوقت بالتحديد، تفتقد إلى الحصافة، ولا تعي فقه الواقع، فهي تأتي في وقت يعاني فيه المجتمع اليمني من انقسام غير مسبوق، ومن ثم فهي تعزز من انقسامه، حدا يصل إلى الفتنة المذهبية، وما كان هذا دور العلماء يوما، ناهيك عن “دار الفتوى”!
ووصف الصحفي فاروق مقبل بيان دار الافتاء الحوثية بأنه ” لعنة لم يسبق اليه فرعون. فقد قال انا ربكم الاعلى هكذا ولا مجال للنقاش او التشكك”
وكتعبير عن التخبط الذي أحدثته جماعة الحوثي قال الصحفي منصور الجرادي ساخرا ” الآن وأنا أمشي بالشارع بصنعاء أشعر أن نصي شعبان والنص الثاني رمضان، حرام انها الحقيقة.”
أما الاعلامي ريدان المقدم فكتب على صفحة في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ” شكرا لدار الافتاء.. شفتوا مااحلاهم خلونا نضحك وننبسط واحنا ضابحين عنقرح ”
تبريرات خجولة :
ويبرر صحفيون واعلاميون موالون لجماعة الحوثي ، الفتاوى المثيرة للجدل التي اصدرتها دارافتائهم ، ويقول الصحفي المقرب من الجماعه عبد الله الشريف ” بيان دار الإفتاء كان متوازنا وحرص على أن يراعي قواعد المذهبين الزيدي والشافعي بخصوص هلال رمضان ..حيث ان الزيدية تستحب الصيام يوم الشك..لاسيما وان الأجواء لم تكن صحوة واتسمت بالغمام ..وراعى المذهب الشافعي بصيام يوم الخميس لعدم ثبوت رؤية الهلال .
لكن الجاهلون في الأحكام الفقهية شنوا انتقادا ظالما بحق دار الإفتاء لكونهم متعودين على صيام 29 يوم نتيجة عدم التحري والتدقيق”
بينما يرى صحفيين أخرين موالين لجماعة الحوثي، أن الجماعة أخطأت، ووضعتهم في مأزق ، فكيف سيببرون للناس ، ماقيل في تلك الفتوى ، وفي هذا الصدد يقول الصحفي المقرب من الجماعة رشيد الحداد ” التشكيك .في رؤية هلال شهر رمضان . أسواء الإجتهادات ..تبين الآن الخيط الأسود من الأبيص وصام نصف المواطنين تحوطاً والنصف الأخر منتظرين للغد ..
ورغم ذلك هناك عدم رضى عن بيان دار الإفتاء لإنه اقر بان اليوم الأربعاء متمم لشهر شعبان وعصدها بدعوته للصيام تحوطاً .. لإنه أصلاً مش متأكد ..
وكان يفترض يفصل في الأمر اما أن يقطع الشك باليقين ويقول صوموا او يقول غداً متمم للناس كلهن .. ولكنه خير من يريد الصيام فليصم ومن يريد يكمل شعبان كمل .. وبين هذا وذاك لاذمتكم يادار الإفتاء ولاذمة لجنه رؤيه الأهلة”وحسبنا الله ونعم الوكيل ..”
مسألة خطيرة :
ويرى مراقبون أن الفتاوى التي أصدرتها جماعة الحوثي ليست عابرة ، وانما تأتي في سياق فرض أجندة ومعتقدات الجماعة الموالية لايران ، على الشعب اليمني .
وفي حديثه لـ”المشاهد ” ، يقول الداعية الاسلامي الشيخ ابراهيم عدنان “أنه لايوجد في الفقه الاسلامي شىء اسمه صيام الاحتياط ، والثابت عند أغلب العلماء أن صيام يوم الشك محرم ، قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يوم الشك ، ونهى عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين، وقال عمار بن ياسر من صام اليوم الذي يُشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم . رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذ.
وأعلنت وزارة الاوقاف التابعة للحكومة الشرعية أن اليوم الاربعاء هو المتمم لشهر شعبان والخميس هو أول يوم من رمضان.، كما أعلنت ذات البيان سبع دولة عربية وإسلامية على رأسها المملكة العربية السعودية .
