المشاهد نت

اليمن: مقتل وإصابة العشرات غداة مشاورات أممية في صنعاء

المشاهد-متابعات؛

بدأ مبعوث الامم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث اليوم الاحد في صنعاء مشاورات مع الحوثيين وحلفائهم حول خطة جديدة لإحياء مفاوضات السلام اليمنية المتعثرة منذ عامين.

وكان الموفد الدولي اجرى امس السبت اجتماعات مع البعثة الاممية في صنعاء وممثلين عن المنظمات الدولية في ثاني زيارة له منذ تعيينه في المنصب في مارس/اذار الماضي

وتاتي هذه المشاورات، غداة تصعيد عسكري كبير للعمليات القتالية في الجبهتين الساحلية والحدودية اسفرت خلال الساعات الماضية عن سقوط اكثر من 100 قتيل بعد يوم اخر دام خلف حصيلة مقاربة من القتلى والجرحى، حسب مصادر اعلامية وميدانية متطابقة.

وكان وسيط الامم المتحدة وصل العاصمة اليمنية صنعاء السبت، رفقة مساعده الفلسطيني معين شريم قادما من الرياض عقب لقائه بالرئيس عبدربه منصور هادي، ضمن جولة مشاورات اخيرة مع الاطراف المتحاربة اليمنية قبيل تقديم خطته امام اجتماع مرتقب لمجلس الامن الشهر الجاري.

كما تاتي المشاورات وسط محاذير امنية مشددة على زعماء الحوثيين، بعد مقتل رئيس مجلس الحكم في صنعاء صالح الصماد بغارة جوية تبناها التحالف بقيادة السعودية منتصف ابريل/نيسان الماضي.

وستتركز المشاورات مع الحوثيين في الاساس حول خطة اممية محاطة بسرية تامة، لاحياء مفاوضات السلام المتعثرة بين تحالف الحكومة المدعوم من الرياض،وجماعة الحوثيين المتحالفة مع ايران.

وتتضمن الخطة قوائم الاطراف المعنية واليات وضوابط إدارة المفاوضات التي من المقرر ان يحدد الوسيط الاممي موعدها رسميا في وقت لاحق امام اجتماع لمجلس الامن الدولي منتصف هذا الشهر.

وقبل الانتقال الى القضايا الامنية والعسكرية، تقترح الخطة مبادرة الاطراف باجراءات متبادلة لبناء الثقة من قبيل الافراج عن الأسرى والمعتقلين، ووقف لاطلاق النار، فضلا عن خطوات متوافق عليها لتوحيد المصرف المركزي وإنعاش الاقتصاد، وتسهيل وصول المساعدات الانسانية لملايين السكان المتضررين في أنحاء البلاد.

وتامل الامم المتحدة ان تقود هذه الاجراءات الى حوار بناء حول القضايا الرئيسة المتعلقة بانسحاب القوات والاجراءات الامنية المؤقتة وصولا الى استئناف حوار سياسي شامل.

ومن المرجح ان يتركز الخلاف الان حول حصة حزب المؤتمر الشعبي في المفاوضات بعد مقتل زعيمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح بنيران الحوثيين في ديسمبر ايلول من العام الماضي.

كما ان الخلاف سيتجدد دون شك حول تراتبية المسارات الامنية والسياسية.

على الصعيد الميداني، قتل اكثر من 100 شخص على الاقل، واصيب العشرات من المقاتلين الحوثيين وحلفاء الحكومة بمعارك ضارية، وغارات جوية لمقاتلات التحالف في محيط مدينة الحديدة عند الساحل الغربي على البحر الاحمر ومحافظات صعدة وحجة، والجوف عند الشريط الحدودي مع السعودية.

وقالت مصادر اعلامية اماراتية واخرى موالية للحكومة ان 70 مسلحا حوثيا قتلوا على الاقل خلال الساعات الاخيرة بغارات جوية لمقاتلات التحالف ومواجهات عنيفة مع حلفاء الحكومة المعروفين بالمقاومة الجنوبية والتهامية عند ضواحي مدينة الحديدة التي تضم ثاني اكبر الموانئ الاقتصادية في البلاد.

إقرأ أيضاً  تفوق أطفال اليمن في مسابقات الحساب الذهني

وافادت المصادر، ان حلفاء الحكومة تمكنوا خلال الساعات الاخيرة بإسناد جوي من مقاتلات حربية ومروحيات اباتشي، تحقيق تقدم ميداني باتجاه مدينة الحديدة، باستعادة مناطق ومنتجعات سياحية على بعد حوالى 18 كم، جنوبي المدينة الاستراتيجية على طريق الملاحة الدولية بين مضيق باب المندب وقناة السويس.

وكانت قوات يمنية وسودانية مشتركة مدعومة من الامارات شقت طريقها في غضون ايام الى مسافة 20كم جنوبي مدينة الحديدة، في تقدم ميداني طال انتظاره للتحالف بقيادة السعودية، نحو المدينة الساحلية وموانئها الاستراتيجية على البحر الأحمر.

في المقابل اعلن الحوثيون مقتل واصابة 75 عنصرا من حلفاء الحكومة بهجمات مضادة شنها مقاتلو الجماعة عند الشريط الساحلي خلال الساعات الماضية.

وقال اعلام الحوثيين، ان مقاتلي الجماعة نفذوا عملية عسكرية نوعية، اسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية وحلفائها في منطقة الجاح الساحلية جنوبي الحديدة، عقب تمشيط مكثف بصواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية.

ودفعت الاطراف المتحاربة خلال الساعات الاخيرة بمزيد التعزيزات العسكرية الى محيط مدينة الحديدة استعدادا لمعركة فاصلة اكثر ضراوة في المنطقة الساحلية الاستراتيجية على خطوط الملاحة الدولية.

وتسود مخاوف كبيرة من تداعيات هذه المعركة على الوضع الانساني في المحافظة الفقيرة التي يقطنها حوالى مليوني نسمة، وكذلك على امن الملاحة الدولية في المنطقة التي تعبر منها نحو 13 بالمائة من اجمالي التجارة العالمية، بينها اربعة ملايين برميل من النفط الخام يوميا.

وتحسبا لإي تصعيد اضافي، باشرت الامم المتحدة خلال الايام الماضية، وضع خطط للطوارئ والايواء وتكثيف عمليات إيصال المواد الإغاثية الانسانية.

ورفض الحوثيون مرارا مقترحا امميا لتحييد ميناء الحديدة، الذي تتهم الحكومة اليمنية وحلفاؤها الجماعة باستخدامه منفذا لتهريب السلاح، ومنصة لاستهداف الملاحة الدولية في البحر الاحمر.

وفي الجبهة الحدودية، افادت مصادر اعلامية سعودية بمقتل 4 جنود سعوديين بمعارك الساعات الاخيرة عند الحدود الجنوبية مع اليمن.

وتدعم الرياض منذ شهور وحدات قتالية مشتركة من اليمن والسودان والامارات، وحلفاء اخرين من اجل تامين حدودها الجنوبية مع محافظتي صعدة وحجة المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين.

واعلن الحوثيون تصديهم لهجومين واسعين شنهما حلفاء الحكومة باتجاه محافظة صعدة، قبالة منطقة جازان الساحلية على البحر الاحمر.

كما تبنى الحوثيون سلسلة هجمات برية وقصف مدفعي وصاروخي على مواقع حدودية سعودية في نجران.

وقتل 9 مدنيين على الاقل بغارات منسوبة لمقاتلات التحالف، قال الحوثيون انها استهدفت منزلا سكنيا في مديرية باقم الحدودية مع منطقة عسير، شمالي محافظة صعدة.

واستمرت معارك الكر والفر وتبادل القصف المدفعي والصاروخي بين حلفاء الحكومة والحوثيين في جبهات القتال الداخلية في تعز ومأرب والجوف والبيضاء ومحيط العاصمة اليمنية صنعاء

المصدر :مونت  كارلو-عدنان الصنوي

مقالات مشابهة