المشاهد نت

قصر سلطانى فى حضرموت .. ذاكرة تاريخية مهددة بالخطر “تفاصيل حصرية”

المشاهد-خاص:

يواجه قصر السلطان القعيطي الذي يقف في مدخل مدينة المكلا بمحافظة حضرموت متمسكاً بذاكرته التي رسمت في الماضي جمالاً وأصالة خطراً داهماً بعد تضرره مؤخراً نتيجة الامطار الغزيرة التي شهدتها المدينة مطلع الشهر الجاري حيث باتت أجزاء منه معرضة للتصدع والانهيار في أي لحظة.

وفي الوقت الذي لا يزال القصر شاهداً على الحضارة اليمنية العريقة الضاربة في أعماق التاريخ، أثرت الأمطار الغزيرة على رونقه الجمالي، وألحقت به أضراراً باتت تهدد بطمس تاريخ القصر السلطاني العريق.

ويعد القصر الذي بناه السلطان غالب بن عوض القعيطي عام ١٩٢٥، في عهد السلطنة القعيطية التي حكمت اغلب مناطق ساحل حضرموت من أبرز المواقع التاريخية الحديثة البديعة التي تحتضنها مدينة المكلا، أو كما يطلق عليها “سندريلا بحر العرب والمحيط الهندي”.

وبني القصر على الطراز المعماري الهندي ويتكون من ثلاثة أدوار يحيط به سور بمساحة كبيرة ويحتوي على دهاليز وصالة لاستقبال الضيوف، تسمى بـ” القاعة الحمراء” نسبة إلى لون الكراسي الفخمة فيها، وقاعة للاجتماعات وغرفة واسعة خاصة للحكم ويتصدرها كرسي العرش.

وفي منتصف أكتوبر 1994، تحول القصر الذي بني على لسان بحري، إلى متحف يجمع بين التاريخ والثقافة لمنطقة حضرموت ويحتوي على الآثار القديمة لمملكة حضرموت، وكذا ممتلكات سلاطين حضرموت إلى جانب وثائق الثورة اليمنية.

ويضم المتحف مئات القطع الأثرية والنقوش والعملات التي يعود تأريخها إلى عصور ما قبل الإسلام، عثر عليها من مواقع مختلفة بحضرموت ومنها قطع أثرية عثر عليها أثناء حفريات البعثة الأثرية اليمنية الفرنسية في مدينة شبوة القديمة، وأخرى جلبت من حفريات البعثة الأثرية اليمنية السوفيتية أثناء مسوحاتها الأثرية في مستوطنات وادي حضرموت القديمة والمهرة.

إقرأ أيضاً  مخيمات النازحين.. تحت رحمة «المنخفض الجوي»

وكانت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت دشنت في منتصف يناير الماضي العمل في المرحلة الأولى لمشروع ترميم قصر السلطان القعيطي بالمكلا حيث تهدف المرحلة الأولى من المشروع إلى إزالة الخطر عن مبنى القصر وتصفيته من المخلفات المتراكمة على أسطح غرفه وأروقته وازالة الاشجار وتحسين حديقة القصر .

وأكد مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف أحمد هادي باحارثة أن المرحلة الأولى ستتبعها مرحلتين أخريين تستهدف تدعيم الأسطح بالنورة والمادة الجيرية وإعادة تأهيل الشرفات والأبواب والنوافذ.

وحول الأضرار التي لحقت بالقصر مؤخراً، أكد مدير دائرة الاثار بساحل حضرموت رياض باكرموم”للمشاهد” إن القصر التاريخي تعرض الى اضرار متوسطة نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت مطلع يونيو الجاري على مدينة المكلا وأحدثت تشققات بواجهة القصر الحجرية الأمر الذي يشكل خطراً حقيقياً على العمال والزوار.

وأشار الى أن السلطات المحلية أغلقت المتحف لحين إصلاح الأضرار التي لحقت به لافتاً بأن الجهات المختصة تعمل جاهدة على اصلاح الأضرار بأسرع وقت ممكن ليتسنى اعادة افتتاح المتحف مجدداً أمام الزوار.

وشهدت مدينة “المكلا” بحضرموت، في السادس من يونيو الجاري، هطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية ورياح شديدة نتج عنها تدفق سيول أغرقت شوارع المدينة وجرفت عددا من السيارات، وهدمت بعض المنازل.

بالمقابل، كشف خبراء وأثريون يمنيون أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة المكلا ألحقت أضرارا كبيرة بقصر السلطان القعيطي التاريخي الذي يحوي متحف المكلا ما يستوجب التدخل السريع من قبل السلطات المحلية للمعالجة والحماية.

وطالبوا السلطة المحلية والجهات الحكومية ذات العلاقة بالتدخل السريع لحماية القصر الأثري الذي يعتبر رمزاً تاريخياً اشتهرت به مدينة المكلا منذ القدم وصار مقصداً لآلاف الزوار من مختلف المحافظات.

مقالات مشابهة