المشاهد نت

قصة الطفلة التى خطف “اللوكيما ” طفولتها فى تعز

المشاهد -خاص:

تصارع نور نجيب ذات الخمسة أعوام من أجل البقاء، ومحاولة التغلب على مرض “اللوكيما” سرطان الدم، الذي اغتال طفولتها قبل قرابة ثلاث سنوات.

كغيرها من الأطفال كانت تتمتع بالحيوية، وسعيدة بظفائرها المتدلية على كتفيها، ولكن دون أن تعلم أن حدثا ما سيغير حياتها بأكملها خلال شهر فقط.

بعمر الثلاث سنوات وبضعة أشهر، بدأت نور تعاني من ألم في ساقها، وتم تشخيص حالتها على أنه التهاب شديد، لكن وضعها تدهور خلال أسابيع بشكل كبير ليتم اكتشاف أنها تعاني من سرطان الدم.

شكَّل ذلك اليوم صدمة كبيرة تعرضت لها أسرة نور، وعلى وجه الخصوص والدتها التي كانت تحبها كثيرا، وظلت لفترة غير مصدقة ما حدث لابنتها التي كانت تملأ البيت بضحكاتها.

تتذكر شروق (والدة نور) بألم كبير ذلك اليوم الذي صادف خامس أيام العيد، وتحولت فرحتها إلى مأساة بالغة يمكن مشاهدة آثارها على عينيها المحاطتين بالسواد، وبدأت منذ أكثر من عام رحلتها مع علاج ابنتها، وجرعات العلاج الكيماوي.

كانت الأيام الأولى من مرض نور قاسية بشكل كبير على أسرتها، خاصة حين أصبحت عاجزة عن الوقوف والمشي بسبب جرعات الكيماوي، وهو ما جعلهم يشعرون بالقلق الكبير عليها خشية أن تتدهور صحتها أكثر.

بدأت رحلة معاناة نور -وهي التي كانت تحب ظفائرها كثيرا- حين بدأ شعرها يتساقط مع أخذها للعلاج الكيماوي، وتأثرت نفسيتها كثيرا، وأصبحت ترفض الجلوس مع أقرانها واللعب معهم وحتى الحديث مع والدتها.

حاولت أم نور إخراج طفلتها من تلك الحالة النفسية السيئة، لكنها واجهت صعوبة بإقناع نور أنها ستكون “صلعاء”، فاضطرت والدتها أن تحلق شعر ابنها الذي يكبرها بسنتين، وبدأت تعتاد على الأمر ولم يعد سقوط شعرها يسبب لها حرجا.

إقرأ أيضاً  الهروب من البشرة السمراء.. تراجيديا لا تدركها النساء

قامت والدتها عقب ذلك بشراء باروكة (شعر صناعي) وكانت تلبسها من وقت لآخر، أو تقوم بتغطية رأسها بقبعة صغيرة لم تخفي ملامحها الجميلة.

بين كل فترة جرعة وأخرى، تنتظر نور بفارغ الصبر أن ترى شعرها الذي أخبرتها والدتها أنه سيكون أجمل من الذي سقط، وما إن يعود تشعر بسعادة غامرة وتتحسس رأسها بيديها الصغيرتين.

برغم مرضها الكبير الذي يفوق كثيرا جسدها النحيل وعمرها، إلا أن جمال ملامحها الصغيرة لم تتغير، وبريق عينيها ما زال يتوهج برغم إنهاك الأدوية لها، وهي ما تزال تبتسم برغم فقدانها لشعرها.

تبدو علاقة نور بعبير إحدى ممرضات المركز وطيدة للغاية فهي لم تعطها الكيماوي من قبل، وبأمهات الأطفال الآخرين المرضى، فالجميع هناك يحبونها، ويحفظون أمنياتها التي ترويها لهم، فهي تحلم بأن تدرس ذات يوم في الجامعة.

تتمسك أسرة نور بأمل شفائها بعد تحسن حالتها، وتتوجه الطفلة -التي اعتادت على مرضها وتعرف طبيعته- بشكل دوري مع والدتها إلى مركز الأمل لعلاج الأورام التابع لمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بتعز والذي يعج بأكثر من 6000 مريض بالسرطان بينهم الكثير من الاطفال  حتى أنها باتت تحفظ طبيعة وأسماء الفحوصات التي ستخضع لها.

وتجرع مرضي السرطان منذ طردهم من مركز الامل للسرطان واتخاذه تمركز عسكري لجماعة الحوثي فى عام 2015م انتقلوا الى مبنى مؤقت غير مجهز وعاشوا معاناة مضاعفة نتيجة نقص الجرعات نتيجة الحصار على المدينة وقد توفي مايزيد عن 1 اشخاص بينهم اطفال خلال عام 2015 و2016م نتيجة مغاردة بعض المرضي المدينة هربا من الحرب انقطاعهم عن الجرعات العلاجية لعلاج المرض .

مقالات مشابهة